اخبار لبنان

فضل الله: للوقوف مع المقاومة في معركتها بدلاً من التصويب عليها

قال العلامة السيد علي فضل الله، في خطبة الجمعة: “البداية من غزة، حيث يواصل العدو الصهيوني اتباع سياسة القتل والترويع والتدمير الممنهج لكل سبل الحياة فيها والحصار لها، والذي يستكمل بتصنيفه وكالة غوث اللاجئين بأنها إرهابية منعا لوصول مساعداتها إليها، وهو يهدف من وراء كل ذلك إلى تنفيذ ما بات يعلنه من إحكام السيطرة على القطاع والإمساك بقراره وجعله تحت سيادته”.

أضاف فضل الله: “وإذا كان العدو يعلن عن رغبته بالعودة إلى المفاوضات فلتخفف من ضغوط الداخل والخارج، ولكسب الوقت وتحقيق المزيد من المكتسبات في الميدان التي تحسن شروطه في المفاوضات. وهو في ذلك يستفيد من تواصل الدعم غير المحدود الذي لا يزال يحظى به من الولايات المتحدة الأميركية التي لا تزال تلتزم هذا الكيان وتمده بكل سبل الدعم، وإذا كان من مواقف تصدر عن مسؤولين فيها تدعو لوقف الحرب والدخول في المفاوضات الجارية، فإنها ليست بالجدية المطلوبة ولا تشكل ضغطا كافيا، بل أصبح واضحا أنها تهدف لاستقطاب جماهير ونخب تدعو إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات، أو تلك التي تقف مع القضية الفلسطينية. وقد ظهر واضحا هذا التأييد للعدو، من خلال الحفاوة التي حظي بها رئيس وزراء الكيان في الكونغرس رغم كل الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية مما يندى له جبين الإنسانية، ورغم القرار الصادر من المحكمة الجنائية الدولية والذي صنف رئيس وزراء العدو كمجرم حرب، وقد دعا التصفيق الحار الذي تخلل خطابه البعض إلى أن يقول إنه خطاب تصفيق رغم تهافت هذا الخطاب، الذي أراد منه تسويق نفسه وكيانه والتنصل من جرائم إبادة، وأنه المدافع الأول عن الحضارة والتمدن في مقابل الوحشية لدى من يقفون في مواجهته دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني، وأنه يريد السلام ويدافع عنه”.

وتابع: “إن من المعيب أن يستمع رجالات دولة تصنف بأنها أقوى دولة في العالم، وتقدم نفسها كحامية لحقوق الإنسان إلى مثل هذه الادعاءات والأكاذيب التي وردت في الخطاب، والذي مس فيه بحق الشعب الأميركي بالتغيير وبالجامعات الأميركية التي سمحت للطلاب بالتعبير عن وجهات نظرهم، وقيامه بالتنديد بالمواقف التي صدرت من الكونغرس والتي تدعو إلى إيقاف هذ الحرب والعودة للمفاوضات. وهنا لا بد أن نقدر كل الذين قاطعوا هذا الخطاب انطلاقا من حسهم الإنساني ورفضهم لمنطق هذا الكيان، الذين لا يريدون لأميركا أن تكون لحساب خيارات نتنياهو، سواء كانوا من الكونغرس أو من تظاهروا خارجه، والذي أشار إلى بداية تغير في المزاج الأمريكي والذي لا بد أن يترك تأثيراته في المستقبل وقد رأينا مشاهد منها في الحاضر.

في هذا الوقت يستمر الشعب الفلسطيني ورغم الحجم الكبير للجراح والآلام التي يعاني منها بتقديم أمثولة في الصبر والثبات في مواجهة هذا الكيان، وهو يقدم في ذلك التضحيات التي باتت جسيمة وجسيمة جدا… ونحن إذ نشد على أيدي هذا الشعب ونحيي بطولاته وكل الذين يقفون معه في خط المساندة له، ممن لم يتركوا هذا الشعب وحيدا رغم ما قد يعانون من وراء ذلك ورغم بعد المسافة”.

وأردف فضل الله: “ولا بد أن نحيي الذين يقدمون التضحيات في هذا الطريق كما هو الحال مع الشعب اليمني في الاعتداء الذي تعرض له، وفي المحاولات المستمرة لإيقاف دعمه للمقاومة الفلسطينية، لكن الرد جاء حاسما بأن ما جرى لن يثنيه من الاستمرار بأداء دوره وأنه لن ينام على الضيم الذي حصل له وسيرد عليه، وهو بذلك يقدم أنموذجاً ينبغي أن يحتذى في العالم العربي والإسلامي. ونبقى على الصعيد الفلسطيني، لنشيد بلقاء الفصائل الفلسطينية في بكين والعمل على التوافق في ما بينها سعيا منها لتوحيد جهودها وقدراتها في هذه المرحلة في مواجهة ما يخطط له العدو الصهيوني ويعلن عنه بالإجهاز على القضية الفلسطينية، مستفيدا من الخلافات في ما بينها.

إننا نأمل ألا يكون ما تم الاتفاق عليه حبرا على ورق، بل أن يتجسد تعاونا وعملا فاعلا على الأرض، بعدما أصبح واضحا للجميع أن هذا العدو لا يفرق بين السلطة في غزة أو الضفة، بل هو يريد السحق للجميع، ويشهد على ذلك أن عمليات القتل البشعة والتدمير للبنية التحتية لا تنحصر في غزة بل هي تشمل أيضاً الضفة الغربية ورام الله وكل فلسطين”.

وداخليا، قال فضل الله: “ونصل إلى لبنان، الذي يصعد فيه العدو الصهيوني عدوانه على قراه من خلال استهدافه للمدنيين وعمليات الاغتيال لكوادر المقاومة أو تهديداته للبنان ومناوراته التي يحاكي فيها الدخول إلى أراض لبنانية، ما يدعو اللبنانيين إلى الوحدة في مواجهة ما قد يخطط له هذا العدو وما يهدف إليه، حيث لا يمكن مواجهته بهذا الترهل، وبعدم الوقوف جميعا على أرض صلبة…

وختم: “إننا نجدد دعوتنا للبنانيين إلى الوقوف مع المقاومة في معركتها هذه، وهي التي تقدم في كل يوم أنموذجا في القدرة على ردع هذا العدو بالقدرات التي تمتلكها وبالروح التي لدى مجاهديها بدلا من التصويب عليها، وفي الوقت نفسه العمل المشترك، وإبقاء الجسور في ما بينهم مفتوحة، لإخراج إنسانه من اليأس الذي وصل إليه بفعل معاناته التي تحصل على الصعيد المعيشي والحياتي، والذي دفعه وقد يدفعه إلى أن يهيم في بلاد الله الواسعة”.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :otv.com.lb
بتاريخ:2024-07-26 12:51:10
الكاتب:Multimedia Team
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading