في الحكومة يحاولون تقزيم قضية قطر

هآرتس 2/4/2025، رفيت هيخت: في الحكومة يحاولون تقزيم قضية قطر
رؤوبين ريفلين كتب في سيرته الذاتية بأنه رغم معارضته الكبيرة للخطوات التي قادها اسحق رابين في فترة اوسلو، إلا أنه شعر بالقشعريرة من االاستعداد منفلت العقال لرئيس الليكود الجديد “نسبيا” بنيامين نتنياهو لنزع الشرعية العنيف لليسار. في عهد نتنياهو تحولت شتيمة “يساريون خائنون” الى مقولة مشروعة. منظمات حقوق الانسان تم اضطهادها، ومصادر تمويلها تمت مهاجمتها بتحريض مسموم ومشاريع قوانين مكارثية، واعضاؤها اصبحوا منبوذين واتهموا بأنهم باعوا ارواحهم للشيطان.
في انتخابات 2015 اجتاز نتنياهو حد آخر، وفي حملته الانتخابية ظهرت سيارات داعش في اراضي اسرائيل حيث يقودها مخربون يبحثون عن فريسة. عندما سأل المخربون في الفيلم عن الطريق الى القدس تلقوا توجيه من كلمات “الى اليسار”.
التاريخ المثير للقشعريرة لا يقتصر على السخرية. نتنياهو جسد حملاته – لكن بشكل معكوس. في ولايته قام مخربون يركبون سيارات “تيوتا” بذبح مواطنين اسرائيليين بدون ازعاج، واغتصابهم وقتلهم. الآن يبدو أن مكتبه غارق في علاقات مخادعة مع دولة معادية تمول حماس. اذا كانت العلاقات حتى 7 اكتوبر مع قتل محتملة بفضل عقيدة “هكذا تفعل كل الدول”، التي يرفعها نتنياهو من اجل شرعنة كل فساد وعمل يخالف القانون، فان هذه النشاطات بعد المذبحة هي عمل لا يقل صدمة عن ذلك. حتى قبل الدخول الى المسألة الجنائية فان الافلاس القيمي الذي يعرضه مكتب رئيس الحكومة مخالف للوطنية والتضامن مع المواطنين الاسرائيليين الذين اصيبوا بصدمة 7 اكتوبر.
في الحكومة يحاولون تقزيم القضية. مفهوم “نتن ولكنه حلال” يتكرر في جميع المحادثات، وهناك ايضا محاولة متكررة لتسليط الضوء على تفاهة الشكوك الجنائية النسبية كما هي معروفة حتى الآن على الاقل. بعض اعضاء الائتلاف تحدثوا عن “السلوك الغبي” للمكتب، الذي اكسبه عدد لا بأس به من الاعداء في الليكود. الوثائق ايضا، ووظيفة فيلدشتاين والاعلان الوهمي عن تعيين رئيس الشباك والتراجع عنه. ما هذا السؤال؟ ما الذي تفعلونه؟ قال مسؤول كبير في الليكود. “الله يحب نتنياهو كثيرا الى درجة أنه الآن سيتأكد اخيرا من أن يغير له مكتبه”، قال وزير في الحزب بمزاح.
لكن اضافة الى الانتقاد فان الجميع يحرصون على الاشارة الى أن الشبهات لم ولن تصل الى رئيس الحكومة. وحسب مصادر في محيط نتنياهو فانه خوفه الوحيد هو أن يونتان اوريخ، المقرب منه، سينهار وسيصبح شاهد دولة. ولكن في هذه المرحلة يبدو أن هذا السيناريو له احتمالية ضئيلة جدا.
على الرغم من اللامبالاة النسبية الواضحة للحكومة، والتمسك والتخندق في رواية ملاحقة سلطات القانون، يمكن التقدير بأن قضية “قطر غيت” هي على الأقل قشة مشتعلة حتى لو لم تكن القشة التي ستقصم ظهر البعير. هذه ضربة قاسية في بطن نتنياهو الرخوة. ليست شمبانيا أو عناوين في “واللاه”، بل علاقات لمقربيه مع دولة معادية مع اموال طائلة.
في الحقيقة الواقع في اسرائيل سبق واثبت بأنه يمكن أن يكون اسوأ من الكوابيس الشديدة جدا، ويبدو أن كل حدود سبق اجتيازها. الرسائل المؤقتة التي نشرتها لجنة التحقيق الرسمية حول قضية الغواصات، التي تشمل اتهامات قاسية جدا ضد نتنياهو، مرت في اوساط الجمهور بدون رد مهم. وحقيقة أن نتنياهو اجتاز سياسيا مذبحة 7 اكتوبر هي دليل غير معقول على أن العالم، على الاقل في اسرائيل 2025، هو ارض مشاع مطلق.
لكن العلاقات المشكوك فيها مع قطر تتراكم وتصبح كومة ثقيلة، وحتى ثقيلة جدا، من الشك والتفسيرات. على الاقل من شأن هذه الحزمة أن تواجه شعور الاشمئزاز لدى الكثيرين الذين تركوا نتنياهو بعد المذبحة وأن تدفعهم خطوة اخرى نحو الخارج. حكم البلطجة لنتنياهو غير جدير وغير مناسب. فات الأوان، سينتهي هذا الامر.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-04-02 16:29:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>