في السنة القادمة يمكن الاصلاح
إسرائيل اليوم 31/12/2024، يوآف ليمور: في السنة القادمة يمكن الاصلاح
أمس كان هذا العريف اورئيل بيرتس. أول أمس العريف أول يوفال شوهم. كل يوم وضحيته في هذه الحرب اللعينة التي بدأت في العام 2023 وتنتقل الى 2025 ولا تبدو نهايتها في الأفق.
قبور الشهداء في المقابر العسكرية هي شهادة صامتة على ثمن الحرب. مثلها الكيبوتسات الخربة في غلاف غزة، والبلدات المقصوفة في حدود الشمال. “النصر المطلق” هو شعار جميل للسياسيين. اما البشر فيدفعون ثمنه اليومي بالدم، بالممتلكات، بالمال، بالروح.
لباب مفهوم الامن الإسرائيلي هو خوض حروب قصيرة ونقلها الى أرض العدو. في القسم الأول إسرائيل فشلت: الحرب الحالية هي الأطول في تاريخها. في قسمها الثاني حققت نجاحا جزئيا: القتال يجري في معظمه في ارض العدو، لكن الجبهة الإسرائيلية الداخلية وقفت وستواصل الوقوف تحت تهديد من جملة جبهات.
تآكل دائرة العداء
يمكن اجمال السنة المنصرمة في سلسلة الإنجازات، وكان غير قليل كهذه: حزب الله ضرب في الشمال وفقد معظم قيادته السياسية – العسكرية وعلى رأسها زعيمه كلي القدرة، حسن نصرالله. حماس ضربت في الجنوب وفقدت معظم قيادتها السياسية – العسكرية، وعلى رأسها زعيمها كلي القدرة يحيى السنوار. ايران فقدت بعضا من معاقلها الهامة في محور شرها وتلقت ضربات في مقدرات استراتيجية على أراضيها.
كما أن الحوثيين في اليمن تعرضوا للهجمات والإرهاب في الضفة تلقى ضربات أليمة. وحتى الرئيس الأسد فقد حكمه. وان كان الامر حصل بشكل غير مخطط له، فهو ساهم في تآكل دائرة العداء التي تحيط بإسرائيل.
كما يمكن اجمال السنة المنصرمة بسلسلة الإخفاقات وكان غير قليل كهذه: الـ 100 مخطوف الذين لم يعودوا الى الديار. عشرات الاف النازحين الذين لم يعودوا بعد الى بيوتهم في الشمال وفي الجنوب، وإعادة البناء المتأخر. فتح معركة مباشرة مع ايران، التي اطلقت لأول مرة (مرتين) صواريخ ومُسيرات الى إسرائيل.
تعاظم المعركة المباشرة مع الحوثيين في اليمن، والتعاظم الكبير للارهاب في الضفة. الضرر للمكانة السياسية لإسرائيل وحصانتها الاقتصادية، وتسارع الإجراءات القضائية ضد مسؤوليها في العالم.
ان السنة التي تبدأ في منتصف هذه الليلة، تجلب معها جملة تحديات في كل هذه الجبهات. هذه ستكون سنة ستحسم فيها الأمور في ايران. على جدول الاعمال المشروع النووي، وكل الإمكانيات مفتوحة: من محاولة إيرانية للاقتحام الى القنبلة عبر هجوم إسرائيل (أو امريكي أو مشترك) وحتى اتفاق جديد. كل هذه المسارات ستمر في البيت الأبيض دونالد ترامب، الذي سيكون اللاعب الأساس في ما سيحصل في الشرق الأوسط في السنة القادمة وما بعدها.
هذه ستكون السنة التي ستكون فيها إسرائيل مطالبة أيضا بان تقرر مستقبل القطاع. ليس فقط معضلة إعادة المخطوفين تستحق وقف القتال بل وأيضا الانشغال الحقيقي بمسألة اليوم التالي، على نحو منفصل او كجزء من صفقة واسعة تتضمن اتفاق تطبيع مع السعودية ومع دول أخرى.
صفقة كهذه ستكون حائط درع هام لإسرائيل لوجه المحور الشيعي ويفترض بها أيضا أن تمنح حقنة تحفيز هامة للاقتصاد الإسرائيلي.
حسم في سوريا وفي لبنان
وهذه ستكون أيضا السنة التي ستتصمم فيها الأمور في الشمال: في لبنان الذي سيحسم اذا كان سيعود ليكون رهينة لحزب الله ام سيتحرر ولاحقا بذلك طبيعة الاعمال التي سيقوم بها الجيش الإسرائيلي. وفي سوريا التي ستصمم مستقبلها تحت النظام الجديد، وستكون مطالبة بان تصمم أيضا علاقاتها المستقبلية مع إسرائيل للتعايش، الحار أو البارد، او للقتال.
كما ستكون هذه سنة الساحة الفلسطينية التي تعد تنازليا نحو وفاة أبو مازن والفوضى التي قد تسود في غيابه. ثمة في اسرائيل من يرحبون بذلك كجزء من خطتهم الكبرى لضم الضفة: يخيل أن فرحتهم سابقة لاوانها وهي أساسا تتجاهل الثمن الباهظ الذي سيرافق ذلك امنيا، سياسيا واقتصاديا.
وستكون هذه أيضا السنة التي يكون فيها الجيش الإسرائيلي مطالبا بان ينظر الى الداخل ويبدأ بترميم نفسه. ليستكمل التحقيقات وليستخلص الدروس. قادة وعلى رأسهم رئيس الأركان سيرحلون.
أولئك الذين سيأتون بعدهم سيحرثون عميقا كي يعيدوا بناء ثقة الجيش بنفسه وثقة الجمهور به. كما سيتناولون مسائل متفجرة وعلى رأسها دمج الحريديم ومستقبل جيش الاحتياط وحجم الجيش الدائم واعتزال بالجملة لقادة واستثمارات كبرى في الأسلحة، وهم لن يتمكنوا من ذلك الا اذا حرصوا على أداء التحية للعلم، وله فقط.
وستكون هذه سنة السياسيين الذين سيواصلون محاولة اخصاء الجيش، الشباك كجزء من الجبهة الأخطر على إسرائيل: الساحة الداخلية.
عرفتنا بداية الحرب ما الذي يحصل لإسرائيل عندما تكون مستقطبة ومنشقة: تصبح فريسة لاعدائها.
تواصل الحرب علمنا ماذا يحصل عندما تتحد إسرائيل امام التحدي، أي تحدي: تتمكن منه وبعظمة. لشدة الأسف والقلق، الساحة السياسية عادت منذ زمن بعيد الى 6 أكتوبر.
بينما يسقط الجنود في غزة، تنشغل الكنيست بقوانين التملص من التجنيد، تقييد جهاز القضاء ووسائل الاعلام وبمحاولات التملص من لجنة تحقيق رسمية تفحص اخفاقاتها وتضمن الا تتكرر كارثة مشابهة في المستقبل.
على شفا دوامة خطيرة
هذه الفجوة بين طاقم الدبابة في غزة، والدورية في لبنان وقوة الاجتياح في جنين وبين السلوك في الاروقة السياسية لا تسمح بالراحة.
هي السبب لغياب حل مسألة المخطوفين، وللاحباط المتزايد في أوساط رجال الاحتياط وعائلاتهم ورجال الخدمة الدائمة وعائلاتهم ولتأخر الحلول المدنية الكافية لمشاكل النازحين وإعادة الاعمار، ولهجرة العقول من البلاد والاحساس المتزايد بانه بدلا من الانشغال بالامر الأساس علقت إسرائيل بدوامة خطيرة جديدة.
في يد إسرائيل ان تختار شيئا آخر. فقد رتبت لها الأوراق بداية لا بأس بها لـ 2025. ترامب في البيت الأبيض، وكذا وضع امني محسن في معظم الجبهات.
فقط اذا ما عرفت كيف تتدبر امرها مع نفسها وتفضل الأساسي على التافه، القومي على السياسي، العام على الشخصي واذا ما نجحت في وضع الأنا والكبرياء جانبا والعمل من الرأس وليس من البطن، فستتمكن إسرائيل من كل ما تبقى.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2024-12-31 14:32:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>