في اللحظات المصيرية تحتاج الأمة الى زعيم جريء
إسرائيل اليوم 15/1/2025، اللواء احتياط غيرشون هكوهن: في اللحظات المصيرية تحتاج الأمة الى زعيم جريء
قرارات زعامية لقيادة وطنية مطلوبة في المكان الذي ينتهي فيه النقاش المهني، والمعضلة تبقى في كامل شدتها. هكذا في مسألة صفقة المخطوفين. في التحليل العقلاني الحجج مع او ضد تبدو صحيحة تماما. المخاطر الأمنية التي تنطوي على قبول شروط الصفقة – تلك التي يقدمها المعارضون لها – هي مخاطر حقيقية ومن الصواب عدم تجاهلها. كما أن المؤيدين للصفقة يطرحون حجة صحيحة – فهذا بالفعل واجب الدولة ان تعمل كل ما في وسعها لاعادة المخطوفين الى ديارهم.
أزمة القرار تتلخص في مثل هذه الأوضاع في استقلالية وشجاعة سيادية. في مثل هذه اللحظات المصيرية تحتاج الامة لقرار سيادي لزعيم يتجرأ على أن يقف حتى ضد موقف رفاقه وشركائه في الطريق. في هذا المكان برزت زعامة بن غوريون، وهي يمكنها أن تعطي الهاما لحجم اللحظة التي يقف فيها رئيس الوزراء نتنياهو، في واجبه لان يحسم: قبول مقترح الصفقة لتحرير المخطوفين بشروطها الصعب – او رفضها.
في العام 1937، امام مقترح لجنة “بيل” البريطانية منح اليهود دولة في قسم ضيق للغاية من بلاد إسرائيل، قرر بن غوريون الموافقة. فقد وجد نفسه في عزلة ليس فقط امام المعارضة الإسلامية بقيادة جابوتنسكي بل وأيضا امام معارضة رفاقه في الحزب وبينهم بيرل كتسنلسون.
قراره الصعب علله وشرحه في كل خطاب، وفي خطاب تأسيسي للمؤتمر الصهيوني العشرين، في آب 1937. في تموز 1937، في خطاب امام اتحاد عمال صهيون شرح: “الدولة اليهودية التي تعرض عليها الان… ليست الهدف الصهيوني. في هذه المساحة لا يمكن حل المسألة اليهودية. لكنها كفيلة بان تشكل مرحلة حاسمة في الطريق لتجسيد الصهيونية الكبرى. فهي ستقيم في البلاد، في الزمن الأقرب، القوة اليهودية الحقيقية التي تنقلنا الى معقل مبتغانا التاريخي”.
هذه الشجاعة البراغماتية لبن غوريون. في فهمه لخلاص إسرائيل كمسيرة متواصلة تتطور وتتقدم على مراحل. ما بدا لمعارضيه كتنازل خطير، اعتبر في نظره كخشبة قفز لتطوير المراحل التالية.
مراحل في معركة شاملة
قرار مشابه اتخذه بن غوريون في أيلول 1948، في ذروة حرب الاستقلال، في رد على مداولات في الجمعية العمومية للأمم المتحدة على مشروع اللورد برنادوت. سطحيا المشروع كان جديرا بالرفض – فقد طالب بتدويل القدس وسعى لنزع النقب من خريطة الدولة اليهودية.
ومع ذلك في حبكة سياسية قرر بن غوريون إعطاء جواب إيجابي وهكذا علله. “نحن نوجد في معركة متداخلة، عسكريا وسياسيا، ويوجد تعلق متبادل بين المعركتين، ولا ينبغي التفكير بان عاملا واحدا فقط من هذين العاملين، العسكري او السياسي سيحسم نهائيا. في هذه المعركة المزدوجة دائرات من المصالح: “دائرة صغيرة ليهود والعرب في الشرق الأوسط، ودائرة كبيرة لقوى عالمية”.
انطلاقا من هذه الرؤية شرح بن غوريون بانه مشكوك أن يتخذ قرار في المداولات في الامم المتحدة، وفي هذه الاثناء تحصل دولة إسرائيل على هدنة. ومن داخل الهدنة يعد الجيش الإسرائيلي لاستئناف الهجوم في جبهة الجنوب ضد الجيش المصري، على فرض أنه ستتوفر الفرصة لاستغلال انهيار الهدنة. هكذا انطلق الجيش الإسرائيلي في نهاية الهدنة بـ “حملة يوآف” التي شقت نقطة الانعطافة الى سلسلة الحملات في الجنوب، التي انتهت بـ “حملة عوفدا” وبالوصول الى ايلات.
للقرارات الزعامية الحاسمة مطالب اليوم رئيس وزراء إسرائيل.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-15 13:41:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>