في موقف انتظار في كل الجبهات

هآرتس 14/4/2025، عاموس هرئيل: في موقف انتظار في كل الجبهات
يبدو أنه تقريبا نصف مشاكل العالم توجد الآن على كتف رجل واحد هو ستيف ويتكوف. فمبعوث الرئيس الامريكي دونالد ترامب يعالج في نفس الوقت محاولة التوصل الى اتفاق نووي جديد مع اسرائيل، وقف اطلاق النار وعقد صفقة تبادل بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة، وقف الحرب بين روسيا واوكرانيا. رجل العقارات، المحامي الذي في لحظة اصبح دبلوماسي كبير، يحارب في كل هذه الجبهات المتحدية في الوقت الذي يواصل فيه المسؤول عنه تنفيذ تدمير الاقتصاد الامريكي ويتفاخر بانتصاره في لعبة الغولف ويستعرض سلوك متغطرس في كل مناسبة ممكنة.
يوجد لويتكوف مشكلة اخرى وهي استبدال الادارة في واشنطن في كانون الثاني الماضي وموجة الاقالات الكثيرة التي اعقبت ذلك، ابقت الادارة الجديدة بدون عدد كاف من الخبراء في القضايا التي تحتاج الى التجربة المهنية العميقة وذاكرة تنظيمية للمدى البعيد. ولكن ترامب كان متحمس جدا من اقالة جنرالات ودبلوماسيين عندما عاد الى البيت الابيض، الى أن بقي مع حفنة موظفين كبار وعدد كبير من الوظائف الشاغرة. هذا احد الامور الذي يقلق جهاز الامن في اسرائيل على خلفية محاولة التوصل الى اتفاقات في ايران وفي غزة.
بعد اسبوع على السفر السريع لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من بودابست الى واشنطن فانه من الواضح أن هذه الزيارة انتهت بفشل ذريع. ترامب قام باستدعاء نتنياهو على خلفية التغيير في سياسة الجمارك الامريكية وحاجته الى استعراض الاستخذاء من زعماء دول برعاية الولايات الامتحدة. على الطريق اعلن الرئيس بشكل علني وبحضور نتنياهو عن قرار اجراء مفاوضات مباشرة (في الواقع تقريبا مباشرة حيث أن الوفود لم تجلس معا) مع الايرانيين في سلطنة عمان. ما بقي لنتنياهو ليفعله عند عودته الى البلاد هو الاعلان بأن العلاقات جيدة مثلما هي دائما، والتوضيح بأن ترامب يريد على النظام في طهران اتفاق يفكك بالكامل المشروع النووي الايراني مثلما فرضت ادارة الرئيس جورج بوش مثل هذا الاتفاق على ليبيا في 2003، عندما ذهبت الولايات المتحدة الى حرب الخليج الثانية ضد العراق. ابواقه في وسائل الاعلان تكرر باخلاص هذه الرسالة.
من الواضح أن الواقع مبهج اقل بالنسبة لرئيس الحكومة. ترامب يريد ترامب واعطى توجيهات لويتكوف لمحاولة التوصل اليه. يبدو أن النهاية متعلقة بالاساس بقدرة الولايات المتحدة وايران على بلورة التفاهمات وليس بتحفظات القدس. الجيش الاسرائيلي مجبور على اعداد نفسه لاحتمالية انهيار المفاوضات، وفي النهاية سيعطى ضوء اخضر لهجوم اسرائيلي (بدعم وربما بمساعدة امريكا) ضد المنشآت النووية الايرانية. ولكن في هذه الاثناء يبدو أن الرئيس الامريكي يريد فحص التوصل الى اتفاق بالطرق السلمية.
الخوف، الذي يبدو أن نتنياهو شريك فيه، لكن بالتأكيد لا يريد التعبير عنه بصوت مرتفع، هو أن ترامب سيوقع على اتفاق مؤقت، وحتى سيء، الذي لن يرفع من الاجندة التهديد الايراني، لكن اسرائيل ستضطر الى التسليم به بصمت خوفا من رد امريكي شديد. لقاء المفاوضات في عُمان يوم السبت الماضي انتهى بنشر بيانات مقبولة على الطرفين بشأن محادثات جيدة وبناءة. الاستمرارية ستأتي قريبا، ربما في اوروبا. ما بقي على اسرائيل الآن فعله هو البقاء في موقف الانتظار. في حالة نتنياهو من المرجح الافتراض بأنه يأمل فشل المفاوضات.
مسألة وقت
قبل العيد اسمع ترامب وويتكوف ايضا تنبؤات متفائلة فيما يتعلق باحتمالية التقدم في صفقة المخطوفين. هذا ايضا سؤال يتعلق بالجدول الزمني. الرئيس الامريكي يتوقع أن يصل خلال شهر في زيارة اولى في ولايته الحالية الى السعودية. العائلة المالكة في الرياض تتوقع منه انهاء الحرب في القطاع أو على الاقل استئناف وقف اطلاق النار المؤقت حتى ذلك الحين. على الاجندة يقف اقتراح وساطة مصري جديد، نوع من الحل الوسط بين مطالب اسرائيل وحماس. القاهرة تتحدث عن اطلاق سراح ثمانية مخطوفين اسرائيليين (هناك 59، بينهم 21 كما يبدو على قيد الحياة)، مقابل اطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين ووقف اطلاق النار لمدة شهرين. يبدو أن الادارة الامريكية تأمل أن يكون بالامكان في هذه المرة وضع نتنياهو على مسار لا عودة عنه. بعد وقف القتال سيستخدم ضغط كاف لا يمكنه أن يسمح لنفسه في ظله بالعودة الى القتال.
من الجدير التذكر بأن اسرائيل، وليس حماس، هي التي بادرت الى الخروقات الجوهرية لاتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوقيع عليه في منتصف كانون الثاني. نتنياهو لم يبدأ المفاوضات على مواصلة الصفقة في اليوم الـ 16 كما نص الاتفاق وقام بوقف ادخال المساعدات وامتنع عن اخلاء محور فيلادلفيا كما تعهد، وفي النهاية استأنف القتال في 18 آذار بهجوم جوي كثيف. هذه هي خلفية تصريحات جهات رفيعة في حماس مؤخرا. يهمهم بدرجة اقل سؤال كم هو عدد السجناء الفلسطينيين وعدد المخطوفين الذين سيتم اطلاق سراحهم في المرحلة القادمة المؤقتة في الصفقة، هم يبحثون عن تعهدات وضمانات بأنه سيتم بهذا انهاء القتال وبعد ذلك يتم التوصل الى اتفاق يتضمن اخلاء جميع قوات الجيش الاسرائيلي من القطاع. نتنياهو سيجد صعوبة في الوفاء بذلك لأن الامر سيقتضي التنازل عن هدف الحرب المعلن – اسقاط حكم حماس في غزة. وهو ايضا يخشى من أن شركاءه في الائتلاف من اليمين المتطرف سيسقطون ردا على ذلك الحكومة.
ايضا في حماس يلاحظون كما يبدو بداية توتر جديد بين واشنطن والقدس. وحتى أن اسرائيل تحتل بالتدريج مناطق اوسع في شمال وجنوب القطاع، ويبدو أن حماس تقلل من الاحتكاك مع القوات البرية للجيش الاسرائيلي. حماس ارسلت عدد من رجالها من منطقة رفح الى الشمال، الى اماكن الايواء الانسانية في المواضي، كي لا تنتهي قواتها. في هذه المرحلة الحرب تجري في معظمها بوجود طرف واحد فقط.
حماس تنتظر استغلال نقاط ضعف في استعدادات اسرائيل، لكنها في نفس الوقت تحافظ على وحداتها على أمل تدخل امريكي قريب ينهي الحرب. ايضا اسرائيل في موقف الانتظار، فهي تتأثر كما يبدو من التخوف في هيئة الاركان بشأن حجم دعم الاحتياط للخطوات الهجومية.
الجيش الاسرائيلي رد بشكل شديد على الرسالة ضد استمرار الحرب، التي نشرت في سلاح الجو، واعلن بأنه سيقصي من الخدمة الفعلية الموقعين القلائل نسبيا الذين ما زالوا في الخدمة. ردا على ذلك نشرت رسائل كثيرة اخرى من وحدات واجهزة اخرى. ولكن السؤال الحقيقي هو كيف سيؤثر هذا المناخ المشحون على دافعية رجال احتياط آخرين، الذين ترددهم يتعلق اكثر بعبء العائلة، وبدرجة اقل بالنقاش المبدئي حول اهداف الحرب. في هذه الاثناء اعلن امس المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي عن تصفية نائب قائد خلية القناصة في حماس، وعن كشف وتدمير نفق بطول 1.2 كم بعد سنة ونصف على الحرب، فقط اتباع نتنياهو المهووسين ما زالوا يصدقون أننا في الطريق الى النصر المطلق.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-04-14 17:07:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>