في يوم الأربعين.. حزب الله يدفن فكرة إستعادة إسرائيل ردعها
لا يمكن ادراك حجم الانجاز الضخم الذي قامت به المقاومة الاسلامية في لبنان، الا في حال ادركنا اهمية الهدف الذي ضربته مسيرات حزب الله, فالمعروف ان قاعدة أوريم العسكرية من أهم منشآت التجسس وجمع المعلومات الاستخباراتية لدى الاحتلال الإسرائيلي، وهي مقر عمل الوحدة 8200 التي تعد أبرز وحدات المخابرات العسكرية في الكيان الإسرائيلي والمعروفة اختصارا باسم “أمان”، وموقعها في مدينة هرتسيليا شمال تل أبيب.
القاعدة تتمركز غرب صحراء النقب جنوب فلسطين، في منتصف المسافة بين قطاع غزة وبئر السبع، وتبعد كيلومترين من شمال مستوطنة “أوريم”، وعلى بعد 30 كيلومترا من بئر السبع, لعب موقعها، في منطقة تماس بين قارتي آسيا وأفريقيا، دورا في إمكانية رصد اتصالات وإشارات على نطاق واسع.
أُنشئت القاعدة بتعاون أميركي بريطاني كندي أسترالي نيوزيلندي!!، لاعتراض المكالمات والتجسس عليها في جميع أنحاء العالم، وتضم 30 هوائيا بأحجام مختلفة، بالإضافة لصف كامل من الأطباق الفضائية والرادارات والأبراج. وتخضع لحماية أمنية مشددة، تتمثل بأسوار عالية، وبوابات إلكترونية وأسلاك كهربائية وكلاب بوليسية. ويتم اختيار العاملين في القاعدة حسب كفاءاتهم ومواهبهم، ولا يتم الإعلان عن هوياتهم أو هويات قادتهم، في جيش الاحتلال.
تتمثل مهام قاعدة “أوريم”، في اعتراض المكالمات الهاتفية والاتصالات البحرية، ومراقبة الحواسيب الشخصية والتنصت عليها، ورصد الأقمار الصناعية والتشويش عليها، واعتراض الإشارات بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى رسائل البريد الإلكتروني.
تم إنشاء القاعدة لرصد الأقمار الصناعية، وتوسعت لتشمل الاتصالات البحرية، ثم استهدفت الأقمار الصناعية الإقليمية. تُرسَل المعلومات التي تجمعها القاعدة إلى “الوحدة 8200″، وهناك يتم تحليلها وترجمتها ونقلها إلى جهاز استخبارات الموساد وباقي وحدات الجيش الإسرائيلي
يمتد نطاق عملها إلى مناطق جغرافية واسعة تصل إلى الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وآسيا، ونتيجة لهذا التوسع الجغرافي وكمية المعلومات الواردة لهذه القاعدة أصبحت مساوية في القدرات لعدد من أكبر قواعد التجسس في العالم.
الوحدة 8200 ، التي استهدفتها مسيرات حزب الله، هي أكبر الوحدات بمديرية الاستخبارات العسكرية في الكيان الإسرائيلي، وتأخذ على عاتقها مهمة جمع المعلومات الرئيسية، إضافة إلى تطوير أدوات جمع المعلومات وتحديثها باستمرار، مع تحليل البيانات ومعالجتها، وإيصال المعلومات للجهات المختصة، وكثيرا ما تشارك هذه الوحدة وتمارس عملها من داخل مناطق القتال.
هذا المركز التجسسي المهم، وصلت اليه مسيرات حزب الله في عملية “يوم الاربعين”، بعد ان اطلق الحزب مئات صواريخ الكاتيوشا لإشغال القبة الحديدية، حتى تعبر المسيّرات، وان عددا من المسيرات أصابت أهدافها بدقة، لكن العدو يتكتم، وهو تكتم لن يستمر طويلا، وستتكشف الحقائق، فالضربة كانت اكبر واقوى من ان يتكتم عليها الكيان الاسرائيلي.
المضحك، ان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي اكبر كذبة يطلقها منذ معركة طوفان الاقصى، اعلن انه امر بتنفيذ ضربه استباقية، عبر مئات الغارات، دمرت خلالها الالاف من الصواريخ ومنصات اطلاقها، التي كانت موجهة نحو تل ابيب، وهو امر في حال وقع فعلا لكانت احدثت انفجارات ضخمة، واسفرت عن اسشهاد مئات من مقاتلي حزب الله، بينما الحقيقة، لم تسفر الضربة التي لم تكن لا استباقية ولا وقائية، فالعدو لم يكن له اي علم بها، الا عن اصابة منصتين واستشهاد مقاتل من حركة امل ومقاتلين من حزب الله فقط.
لقد ولى زمن عربدة “اسرائيل”، كما ولى زمن كانت فيه “اسرائيل” تحسم الحروب التي تشعلها هي وتنهيها بانتصار خلال ايام او ساعات، فـ”اسرائيل” هذه، مازالت تقاتل منذ 11 شهرا مجموعة من المقاتلين المحاصرين في بقعة جغرافية ضيقة، دون ان تحقق اي هدف من اهداف عدوانها، وهو ما دفع زعيم ما يسمى بالمعارضة في كيان الاحتلال يائير لبيد، للاعتراف ان نتنياهو يعرض على “الإسرائيليين” الاستمرار في الحرب إلى الأبد. وشدد في حديث صحفي :”على أنه من غير الصحيح أن نخوض معركة لمدة 11 شهرا”. الامر الذي يعتبر اعترافا صارخا بعجز الكيان عن تحقيق اي انتصار في اي معركة دخل فيها منذ سنوات، رغم ان تصريحاته تزامنت مع استلام الكيان طائرة الإمدادات العسكرية الأمريكية رقم 500، منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. حيث ارسلت امريكا الى الكيان اكثر من 50 ألف طن من المعدات العسكرية عبر 500 رحلة جوية و107 شحنات بحرية.
يرى اغلب الخبراء العسكريين، ان الكيان الاسرائيلي قد هُزم، ودليلهم هو المنحى التنازلي لقوة الردع لديه، وازداد هذا النزول حدة بعد معركة طوفان الاقصى، فالكيان لم يتمكن حتى الآن من إيقاف استنزاف الردع الذي كان قائما قبل سنوات وهذا بحد ذاته هزيمة استراتيجية كبرى له. والقادم ادهى و أمر.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-08-27 01:08:10
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي