اشترك في :

قناة واتس اب
صحة و بيئة

قد تؤدي الميتوكوندريا إلى الإصابة بداء كرون عبر التأثير في ميكروبيوم الأمعاء

بلغ عدد المصابين عالميًا بالداء المعوي الالتهابي أو داء كرون نحو 4.9 مليون شخص، وفقًا لإحصائيات عام 2019.

داء كرون مرض مناعي ذاتي يسبب التهاب الجهاز الهضمي، لم يجد العلماء حتى الآن أي علاج فعال لهذا الداء. ما زال السبب الحقيقي الكامن وراء داء كرون غير معروف.

يهدف فريق من باحثي جامعة ميونخ التقنية إلى تسليط الضوء على أسباب داء كرون بالاستعانة بفئران التجربة، إذ وجدوا أن داء كرون قد ينتج من اضطراب في الميتوكوندريا، ما يؤدي بدوره إلى حدوث تغيرات في ميكروبيوم الأمعاء.

يؤدي اضطراب الميتوكوندريا إلى تأذي النسيج المعوي:

استعان الباحثون بفئران تجارب عُدل جين محدد لديها بحذف قطعة منه، ما أدى إلى إبطال فعالية الميتوكوندريا. تتمثل وظيفة القطعة المحذوفة من الجين السابق بتصنيع بروتين Hsp60، الذي يؤدي دورًا أساسيًا في ضمان أداء الميتوكوندريا دورها بشكل صحيح.

أشار العلماء إلى أن اختلال وظيفة الميتوكوندريا تسبب أذيات في الطبقة الظهارية لأمعاء فئران التجربة، وهي الطبقة التي تبطن جدار الأمعاء من الداخل، ما يشبه أذيات بطانة الأمعاء التي يواجهها مرضى داء كرون في الواقع.

أبلغ الباحثون عن حدوث تغيرات في تركيبة ميكروبيوم الأمعاء لدى فئران التجربة نتيجة اختلال وظيفة الميتوكوندريا لديهم.

تمكن الفريق لأول مرة من إثبات ارتباط اضطرابات الميتوكوندريا بتضرر النسيج المعوي، إضافةً إلى تسببها بتغيرات مرضية في ميكروبيوم الأمعاء.

إمكانية تطوير أساليب جديدة لعلاج داء كرون:

يشير الباحثون إلى أن نتائج الدراسة السابقة قد تنير الطريق لإيجاد أساليب علاجية جديدة لداء كرون، وتوسيع آفاق العلاج التي تقتصر في الوقت الحالي على الأدوية المسكنة للأعراض.

يقول المؤلف الرئيس الأستاذ ديرك هولر: «الهدف الأساسي من الدراسة إيجاد مكونات فعالة قادرة على إعادة تفعيل الميتوكوندريا المتضررة، أي إصلاحها وترميم ما سببته من آثار سلبية على صحة الأمعاء».

«يقلل ذلك من تأذي البطانة المعوية، فيقي الأمعاء من الالتهاب المزمن. تشير النتائج إلى أن الأدوية التي تؤثر في الميتوكوندريا أو تعزز العلاقة بين ميكروبيوم الأمعاء والميتوكوندريا قد تشكل جزءًا أساسيًا من الخطط العلاجية الأكثر فعالية».

ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث على البشر:

أخبر الطبيب رودولف بيدفورد، وهو اختصاصي حاصل على الزمالة في طب الجهاز الهضمي، أن فريق البحث ربما وجد السبب الحقيقي الكامن وراء داء كرون، حتى التهاب القولون التقرحي وغيره من الأمراض المعوية الالتهابية عمومًا.

وضح بيدفورد: «تملك الأدوية المستخدمة في علاج داء كرون تأثيرًا مضادًا للالتهاب أو مثبطًا للجهاز المناعي غالبًا، إلا أن معرفة الآلية الإمراضية المحتملة للداء قد تساعد على تركيب جزيئات دوائية وأدوية لعلاج اختلال وظيفة الميتوكوندريا ذاتها، التي وُجد أنها السبب الأساسي لداء كرون. قد تغير الاكتشافات السابقة الأسلوب العلاجي للمرض».

قال بيدفورد: «يهدف الباحثون مستقبلًا إلى معرفة نتائج إعادة إجراء الدراسة على البشر. يأمل الفريق أيضًا دراسة هل الأدوية المختلفة تستطيع إصلاح ضرر الميتوكوندريا لدى الفئران؟ وهل يفيد ذلك في عكس الالتهاب المعوي الناتج؟».

قد يشكل فهم اضطرابات الميتوكوندريا المفتاح الرئيسي لإيجاد أساليب علاجية أكثر فعالية.

وضح الطبيب روزاريو ليغريستي، أن فهم دور خلل وظيفة الميتوكوندريا في التسبب بداء كرون يساعد على تطوير أساليب علاجية جديدة وأكثر فعالية لعلاج هذا المرض المنهك.

أضاف ليغريستي: «تملك النتائج السابقة القدرة على تحسين جودة حياة المرضى، وتساعد الباحثين على فهم الآلية الإمراضية فهمًا أفضل. يعد داء كرون أحد أنواع الأمراض المعوية الالتهابية، ولا يوجد علاج محدد فعال له. تفيد دراسة اختلال وظيفة الميتوكوندريا في فهم الآليات المرضية الكامنة، ما يساعد على تشخيصه وعلاجه بشكل أفضل».

أشار ليغريستي إلى أن دراسة خلل وظيفة الميتوكوندريا قد تفيد في تطوير أساليب علاجية مناسبة لكل مريض.

أكمل روزاريو: «يتمثل ما سبق بتشكيل تقنيات علاجية خاصة بكل فرد على حدة بما يتناسب مع حالة الميتوكوندريا والتركيب الجيني لديه. قد يساعد إجراء مزيد من الأبحاث حول اضطراب وظيفة المتوكوندريا في داء كرون على فهم غيره من الأمراض الالتهابية والمناعية الذاتية فهمًا أفضل، إذ يُعد خلل وظيفة المتوكوندريا عاملًا مشتركًا في جميع الاضطرابات السابقة».

أهمية تحديد العوامل المحرضة لداء كرون:

أكد ليغريستي أهمية استكمال الباحثين بحثهم عن العوامل المحرضة لداء كرون، إذ يفيد فهم هذه المحرضات في اتخاذ تدابير احترازية وقائية، وتقليل عدد الإصابات بداء كرون.

وضح ليغريستي: «قد تشمل الإجراءات السابقة تغيير نمط الحياة، أو تعديل النظام الغذائي، أو إجراء تداخلات على البيئة المحيطة بالمريض. تساعد معرفة المرضى المعرضين لخطر الإصابة بداء كرون بالعوامل المحرضة له على توعيتهم بأعراضه، ما يدفعهم لتلقي تشخيص مبكر وعلاج مناسب له. يقي ذلك من تطور المرض ومن مضاعفاته الخطيرة المحتملة».

«يفيد تحديد محرضات داء كرون في فهم الآليات الإمراضية الكامنة وراءه بشكل أفضل. يساعد تعميق الباحثين لمعرفتهم على إيجاد أساليب علاجية أكثر فعالية، وربما حتى إيجاد علاج نهائي لهذا المرض».

اقرأ أيضًا:

الميتوكوندريا – كيف تنتج الخلية الحية الطاقة اللازمة لعملها ؟

الميتوكوندريا (المتقدرات) – التركيب والوظيفة

ترجمة: رهف وقاف

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-11-18 21:52:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى