قد يسبب تعاطي الكحول الرجفان الأذيني ومشكلات القلب الأخرى
في دراسة جديدة على القوارض، يهدف الباحثون لدراسة تأثير تناول الكحول على القلب. إذ فحصت دراستان حديثتان باستخدام القوارض تأثيرات الكحول في القلب. درست إحداهما كيفية تأثير الكحول في القلب عند الإناث اللواتي يتلقين علاجًا معاوضًا بالإستروجين، ودرست الأخرى أثر الإسراف في شرب الكحول.
كشفت الدراسة الأولى أن الكحول قد يسبب المزيد من مشكلات القلب لدى الإناث اللواتي يتناولن الإستروجين المعاوض. أظهرت الدراسة الثانية أن الإسراف في شرب الكحول يسبب لانظمية القلبية -اضطراب في نظم القلب.
ربط العديد من الناس استهلاك الكحول المفرط بمشكلات الكبد، لكنه في الحقيقة يؤثر في الجسم بطرق عديدة. من الطرق المقلقة لتأثير الكحول في الجسم المساهمة في المشكلات القلبية الوعائية.
درس الباحثون ما يحدث للقلب عند شرب الكحول، ركزت الدراستان الحاليتان على الإستروجين والإسراف في شرب الكحول، على الترتيب. في حين ركزت كل دراسة على موضوع مختلف، أظهرت كلتاهما التأثيرات الضارة التي يسببها الكحول في صحة القلب.
الإسراف في الشرب: قضية صحية لا يُستهان بها
وفقًا للمعهد الوطني لإساءة استعمال الكحول، أُبلِغ أن 84٪ من السكان في الولايات المتحدة بعمر 18 عامًا فأكثر استهلكوا الكحول في مرحلة ما من حياتهم.
توصي الإرشادات الغذائية بتجنب الكحول، وفي حالة تناوله، يجب أن يقتصر الرجال على مشروبين كحوليين في اليوم، ويجب أن تقتصر النساء على مشروب واحد.
يعني «مشروب واحد» واحدًا مما يلي:
- 12 أوقية من البيرة (5% كحول).
- 5 أوقية من النبيذ (12% كحول).
- جرعة بحجم 1.5 أوقية (40% كحول).
يشير المعهد الوطني لإساءة استعمال الكحول إلى أن واحدًا من أربعة رجال في الولايات المتحدة أبلغ أنه مسرف في شرب الكحول الشهر الماضي.
شُرب الكثير من الكحول دفعة واحدة أو في كثير من الأحيان يؤثر سلبيًا في الدماغ والقلب والكبد. وقد يؤدي أيضًا إلى السرطان وضعف الجهاز المناعي.
كيف يتداخل الكحول مع العلاج المعاوض بالإستروجين؟
فحصت الدراسة الأولى استهلاك الكحول عند إناث الجرذان المحرض لديهن انقطاع الطمث مقارنةً بإناث الجرذان اللائي تلقين إستروجينًا معاوضًا.
لمّا كان الإستروجين يساعد على حماية القلب، أراد الباحثون أن يعلموا هل تبقى هذه الفائدة موجودة عند استهلاك الكحول؟
عندما تمر النساء بسن انقطاع الطمث، تنخفض مستويات الإستروجين بشدة، ما قد يعالجه الأطباء باستخدام المعاوضة بالإستروجين.
ضمن الدراسة، استأصل العلماء المبايض من مجموعة من الجرذان لتحفيز انقطاع الطمث، وأعطوا مجموعة ثانية من الجرذان في سن انقطاع الطمث إعاضة بالإستروجين. ثم أعطوا الجرذان الكحول، وقارنوا النتائج بعد مدة 8 أسابيع.
قاس الباحثون وظيفة القلب لدى الجرذان. وجدوا أن الجرذان التي تلقت الإستروجين أظهرت فائدة هي انخفاض اكتساب وكتلة الدهون. لكن مقارنةً بمجموعة الجرذان التي لم تتلقَ الإستروجين، عانت المجموعة التي تلقت الإستروجين ضغط دم أعلى وانخفاضًا في وظيفة القلب.
أظهرت الجرذان التي تلقت الإستروجين انخفاضًا في الكسر القذفي للقلب، ما قد يسبب قصور القلب. عانت الجرذان التي تلقت الإستروجين أيضًا مشكلات في «بروتينات الساعة اليوماوية».
مع أن المزيد من الأبحاث مطلوبة، تظهر النتائج أن النساء اللواتي يتلقين علاجًا معاوضًا بالإستروجين يجب عليهن الحذر في استهلاك الكحول.
الإسراف في شرب الكحول: كيف يؤثر في القلب؟
ركزت الدراسة الثانية على تأثيرات الإسراف في شرب الكحوليات في القلب. يعرّف المعهد الوطني لإساءة استعمال الكحول الإسراف في شرب الكحول بأنه استهلاك 4 مشروبات أو أكثر خلال ساعتين للنساء، و5 مشروبات أو أكثر خلال المدة ذاتها للرجال.
عندما يسرف شخص ما في شرب الكحول، قد يؤدي هذا إلى متلازمة «القلب في أثناء العطلة». التي قد تسبب اضطرابات في نظم القلب، مثل الرجفان الأذيني الذي قد يؤدي بدوره إلى السكتة الدماغية.
قسم الباحثون الفئران إلى ثلاث مجموعات:
- مجموعة الضبط
- مجموعة تتعرض للكحول، لتحفيز الإسراف في شرب الكحول ومتلازمة القلب في أثناء العطلة
- مجموعة تُعطى الكحول ومركب Alda-1، وهو جزيء يساعد على حماية القلب.
أعطى العلماء مجموعتين من الفئران حقن الكحول مرة كل يومين مدة أربعة أيام. بعد إكمال التعرض للكحول، اختبروا الفئران باستخدام دراسات فيزيولوجية كهربائية، وتصوير الكالسيوم، ومنظومات كيميائية حيوية.
طوّر أكثر من 70% من الفئران التي أسرفت في شرب الكحول رجفانًا أذينيًا. على عكس مع ما حدث للفئران في المجموعة التي تلقت Alda-1، إذ لم يطور أي منها رجفانًا أذينيًا.
يقول الباحثون إن الفئران في المجموعة التي تلقت Alda-1 لم يعانوا رجفانًا أذينيًا، لأن Alda-1 ثبّط بروتينًا يسمى (JNK2).
صرح الدكتور خانال: «هذا يؤكد أهمية تثقيف الناس عن التأثير السلبي الخطير للإسراف في شرب الكحول في القلب. الامتناع عن شرب الكحول هو التوصية الأفضل للوقاية من متلازمة القلب في أثناء العطلة».
قال خانال أيضًا إنهم يخططون لإجراء المزيد من الأبحاث في المستقبل: «الدراسات باستخدام حيوانات أكبر حجمًا ستكون توجهًا مستقبليًا لترجمة نتائجنا إلى تطبيقات سريرية».
تُظهر الأدلة أن الكحول يؤذي القلب:
قال الدكتور ريجيد تادو والكار، في رأيه عن الدراسة: «ترسم دراسات القوارض صورة مركبة عن كيفية تأثير الكحول في القلب. تتحدى دراسة الإستروجين الافتراض بأن العلاج المعاوض بالهرمون يحمي بالكامل من ضرر الكحول».
أشار والكار أيضًا إلى أن دراسة الإسراف في شرب الكحول تقدم وسيلة واعدة لعلاجات مستقبلية لمحاربة اضطرابات نظم القلب المحرضة بالكحول.
قال الدكتور تشنغ هان تشين، غير المشارك في الدراسة: «نعلم أن تناول الكحول قد يكون ضارًا لجوانب عديدة مختلفة من الصحة القلبية الوعائية. سلطت دراسات الحيوانات الضوء على الآليات الجزيئية وراء التأثيرات المؤذية للكحول في تعزيز الرجفان الأذيني، وتأثيراته الضارة في النساء في سن انقطاع الطمث».
أشار تشين إلى أن الدراسات تؤكد مدى ضرر الكحول على القلب. قال: «أنصح مرضاي بالاعتدال في استهلاك الكحول قدر الإمكان. الدراسات الحديثة واضحة: كلما شرب الشخص أكثر، ازداد خطر تطوير مرض قلبي وعائي».
«يجب على النساء، سواء في سن انقطاع الطمث أو قبلها، الحذر من استهلاك الكحول، لأنه قد يكون عاملًا لخلل وظيفة القلب».
أيضًا، يوصي الباحثون باتباع «الإرشادات الأساسية للحياة» من جمعية القلب الأمريكية لتحسين صحة القلب، التي تتضمن التغذية الجيدة، وزيادة النشاط البدني، والإقلاع عن التدخين.
اقرأ أيضًا:
ما علاقة السمنة والكحول بارتفاع وفيات سرطان القولون والمستقيم لدى الشباب؟
ترجمة: أيهم عبد الحسين صالح
تدقيق: آية إبراهيم
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-11-04 23:16:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي