صحة و بيئة

قصور الغدة الدرقية الخلقي: الأسباب والعلاج

قصور الغدة الدرقية الخلقي، المعروف سابقًا باسم القماءة أو الفدامة أو الكثم، هو نقص حاد في هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال حديثي الولادة، يسبب ضعف الوظيفة العصبية، وتوقف النمو، والتشوهات الجسدية، وقد تحدث هذه الحالة بسبب مشكلة في الغدة الدرقية للطفل، أو نقص اليود في جسم الأم في أثناء الحمل.

يحتاج جسم الطفل إلى اليود لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، الضرورية للنمو الصحي والدماغ وتطور الجهاز العصبي.

يولد طفل واحد من أصل 2000 إلى 4000 طفل مصابًا بقصور الغدة الدرقية الخلقي.

أدى إدخال الملح المعالج باليود في أوائل القرن العشرين إلى جعل قصور الغدة الدرقية الخلقي نادرًا جدًا في الولايات المتحدة والدول الغربية، ومع ذلك لا يزال النقص الحاد في اليود شائعًا في الدول النامية.

قصور الغدة الدرقية الخلقي مقابل الوذمة المخاطية:

الوذمة المخاطية هي مصطلح يستخدم لوصف الخمول الشديد في الغدة الدرقية لدى شخص بالغ، في حين يشير قصور الغدة الدرقية الخلقي إلى نقص هرمون الغدة الدرقية عند الرضع.

يمكن أيضًا استخدام مصطلح الوذمة المخاطية لوصف التغيرات الجلدية الناجمة عن انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية.

الأعراض:

تشمل علامات القماءة أو قصور الغدة الدرقية الخلقي عند حديثي الولادة:

  •  عدم زيادة الوزن.
  •  توقف النمو.
  •  التعب والخمول.
  •  سوء التغذية.
  •  ملامح الوجه السميكة.
  •  نمو العظام غير الطبيعي.
  •  التأخر العقلي.
  •  بكاء قليل جدًا.
  •  النوم المفرط.
  •  الإمساك.
  •  اصفرار الجلد وبياض العينين «اليرقان».
  •  التخبط وضعف العضلات.
  •  الصوت الأجش.
  •  كبر اللسان أكثر من المعتاد.
  •  تورم بالقرب من السرة «فتق سري».
  •  جفاف البشرة.
  •  شحوب البشرة.
  •  تورم الجلد «الوذمة المخاطية».
  •  تورم في الرقبة ناتج عن تضخم الغدة الدرقية «الدُراق».

الأسباب:

قد يحدث قصور الغدة الدرقية الخلقي عند الأطفال حديثي الولادة بسبب:

  •  غياب الغدة الدرقية أو عدم تشكلها على نحو صحيح، أو صغر حجمها على نحو غير طبيعي.
  •  عيب وراثي يؤثر في إنتاج هرمون الغدة الدرقية.
  •  عدم وجود ما يكفي من اليود في النظام الغذائي للأم في أثناء الحمل.
  •  اليود المشع أو علاج سرطان الغدة الدرقية بالأدوية المضادة للدرق في أثناء الحمل.
  •  استخدام الأدوية التي تعطل إنتاج هرمون الغدة الدرقية مثل: الأدوية المضادة للغدة الدرقية أو السلفوناميدات أو الليثيوم في أثناء الحمل.

لم يعد نقص اليود خطرًا على الصحة في الولايات المتحدة بسبب إدخال الملح المعالج باليود، ومع ذلك فإن نقص اليود لا يزال السبب الأكثر شيوعًا الذي يمكن الوقاية منه لضعف الوظيفة العصبية في العالم.

نحتاج إلى الحصول على اليود من الطعام لأن أجسامنا لا تصنعه، ويدخل اليود إلى الطعام من التربة، لكن لسوء الحظ فإن التربة في بعض أنحاء العالم تفتقر إلى اليود.

خيارات العلاج:

يفحص الأطباء مستويات هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال حديثي الولادة في الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى روتينيًا، ويتضمن الاختبار أخذ عينة دم صغيرة من كعب الطفل وتوصيلها للمختبر الذي يفحص مستويات هرمون الغدة الدرقية (T4) والهرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH) في دم الطفل.

يعالج الأطباء -مختصو الغدد الصماء للأطفال- قصور الغدة الدرقية الخلقي، العلاج الرئيسي هو إعطاء الطفل هرمون الغدة الدرقية «ليفوثيروكسين»، من الضروري علاج هذه الحالة في غضون الأسابيع الأربعة الأولى بعد الولادة كي لا تدوم الإعاقة الذهنية.

يأتي هرمون الغدة الدرقية على شكل أقراص يطحنها الوالدان ويحلانها في كمية من حليب الأم أو الحليب الصناعي أو الماء، ويجب عليهما توخي الحذر مع بعض أنواع الحليب الصناعي المختلفة، لأنها قد تحتوي على بروتين الصويا أو الحديد المركز اللذين يتداخلان مع امتصاص هرمون الغدة الدرقية.

فور تناول الأطفال دواء هرمون الغدة الدرقية، يجب إجراء اختبارات دم لهم كل بضعة أشهر للتحقق من أن مستويات الهرمونات ضمن المعدل الطبيعي.

الوقاية:

عادةً ما يظهر قصور الغدة الدرقية الخلقي في البلدان النامية حيث يشيع نقص اليود، ويستطيع البالغون الوقاية من نقص اليود بالحصول على المقدار الغذائي الموصى به، الذي يبلغ 150 ميكروغرامًا من اليود يوميًا. تحتوي ملعقة صغيرة من الملح المعالج باليود على نحو 400 ميكروغرام من اليود.

نظرًا إلى أن نقص اليود عند المرأة في أثناء الحمل قد يكون خطيرًا على نمو الطفل، تُنصح النساء الحوامل بالحصول على 220 ميكروغرامًا من اليود يوميًا، وتوصي جمعية الغدة الدرقية الأمريكية بأن تأخذ جميع النساء الحوامل أو المرضعات فيتامينات ما قبل الولادة، التي تحوي على الأقل 150 ميكروغرامًا من اليود يوميًا.

الحالات والمضاعفات المرتبطة:

قد يصاب الأطفال الذين يولدون بخمول شديد في الغدة الدرقية بإعاقة ذهنية إذا لم تُعالج الحالة بسرعة، وقد ينخفض معدل ذكاء الطفل عدة نقاط كل بضعة أشهر يتأخر فيها العلاج، وقد يتأثر النمو وقوة العظام أيضًا.

تتضمن المضاعفات الأخرى لقصور الغدة الدرقية الخلقي:

  •  مشي غير طبيعي.
  •  تشنج العضلات.
  •  فقدان النطق.
  •  سلوك التوحد.
  •  مشكلات في الرؤية والسمع.
  •  مشكلات في الذاكرة والانتباه.

حتى مع العلاج، قد يكون بعض الأطفال المصابين بقصور الغدة الدرقية الخلقي أبطأ في التعلم مقارنةً بالأطفال الآخرين في سنهم.

التوقعات المستقبلية:

تعتمد التوقعات على مدى سرعة تشخيص الطفل وعلاجه. الرضع الذين لم يُشخصوا أو يعالجوا في الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة لديهم معدل ذكاء أقل ومشكلات صحية وجسدية أكثر مقارنةً بمن عولجوا في وقت أقرب.

اقرأ أيضًا:

اختبارات وظائف الغدة الدرقية: كيف تحدث ودواعيها وتفسير نتائجها

قصور الغدة الدرقية عند الحامل مرتبط باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط عند المولود

ترجمة: يمام نضال دالي

تدقيق: هادية أحمد زكي

المصدر

المصدر
الكاتب:يمام نضال دالي
الموقع : www.ibelieveinsci.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-02-03 18:00:24
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى