موقع الدفاع العربي 7 أبريل 2025: أثار احتمال حصول مصر على مقاتلات J-10CE الصينية الحديثة قلقًا متناميًا لدى كل من الهند، إسرائيل، والولايات المتحدة، نظرًا لما تحمله هذه الصفقة من دلالات استراتيجية وعسكرية تعكس تحوّلاً في موازين القوى الإقليمية وتوسعًا لنفوذ بكين في الشرق الأوسط. ووفقًا لمصادر غير مؤكدة، فقد أبرمت القاهرة صفقة مع الصين في أغسطس 2024 لشراء هذا الطراز من الجيل 4.5 من المقاتلات متعددة المهام، ومن المرتقب أن تتسلم الدفعة الأولى منها في فبراير 2025.
وتتمتع مقاتلات J-10CE بقدرات متطورة، أبرزها تزويدها بصواريخ PL-15 جو-جو بعيدة المدى، والتي يصل مداها إلى نحو 145 كيلومترًا في النسخ التصديرية، ما يعزز من قدرات مصر القتالية الجوية ويمنحها أدوات كانت تفتقر إليها بسبب القيود الغربية.
من وجهة النظر الهندية، تعكس هذه الصفقة تحوّلًا غير مريح في توجهات القاهرة الدفاعية، وهو أمر يثير القلق في نيودلهي التي تسعى منذ سنوات لتقوية علاقاتها مع مصر. وترى الهند في انفتاح مصر على التكنولوجيا العسكرية الصينية مؤشرًا على تنامي نفوذ بكين في منطقة ترتبط بمصالح استراتيجية هندية، سواء على المستوى السياسي أو الأمني أو التجاري.
لطالما اعتمدت مصر على الدول الغربية في تسليحها، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، لكنها وجدت نفسها مقيدة بشروط تتعلق غالبًا بالحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي. في المقابل، توفر الصين بدائل أقل تقييدًا وأكثر مرونة، وهو ما يجعل من مقاتلات J-10CE خيارًا جذابًا من الناحية التقنية والسياسية.
ويضاف إلى ذلك أن الشركة الصينية المصنعة لهذه الطائرة، “تشينغدو”، هي ذاتها التي تصنع J-20 الشبحية التي تراقبها الهند عن كثب على حدودها مع الصين. كما أن باكستان، الخصم الإقليمي للهند، سبق أن حصلت على هذا الطراز، ما يعمّق المخاوف الهندية من انتشار هذه المنظومة في مناطق مختلفة من محيطها الجيوسياسي.
تآكل محتمل للتفوق الجوي
تشارك إسرائيل هذه المخاوف، وإن كان ذلك من منظور مختلف. فبينما تربطها مع مصر معاهدة سلام منذ أكثر من أربعة عقود، فإن تعزيز القدرات الجوية المصرية يشكل تحديًا لمعادلة التفوق العسكري الإسرائيلي، خصوصًا في ظل امتلاك مصر الآن لمقاتلات J-10CE قد تتمكن من تهديد أهداف بعيدة المدى لم تكن ممكنة سابقًا بمقاتلاتها المخفضة القدرات مثل إف-16 أو رافال، التي تفتقر إلى صواريخ متطورة مثل “ميتيور” بسبب القيود الغربية.
ويرى خبراء الأمن الإسرائيليون أن امتلاك مصر لهذه القدرات قد يدفعها إلى مواقف أكثر حزمًا في ملفات إقليمية، ما قد يهدد التوازن الدقيق القائم رغم عدم وجود مؤشرات مباشرة على صراع وشيك.
أما واشنطن، فهي تنظر إلى الصفقة من زاوية فقدان النفوذ على شريك رئيسي يتلقى سنويًا دعمًا عسكريًا يُقدّر بـ1.3 مليار دولار. ويعكس التقارب المصري مع الصين خيبة أمل القاهرة من السياسات الأمريكية، خاصة فيما يتعلق برفض تزويدها بأسلحة حساسة مثل صواريخ AIM-120 AMRAAM بعيدة المدى.
ويؤثر هذا التحول سلبًا على قدرة الولايات المتحدة في التأثير على التوجهات الدفاعية المصرية، وهو ما يُعد عنصرًا بالغ الأهمية في استراتيجية واشنطن لضبط استقرار الشرق الأوسط وموازنة التمدد الصيني، الذي يتقاطع مع أدوار متنامية تسعى واشنطن لإسنادها إلى شركائها الآسيويين، مثل الهند.
في المحصلة، فإن دخول J-10CE إلى الخدمة في سلاح الجو المصري لا يعد مجرد صفقة تسليح تقليدية، بل يمثل تحولًا استراتيجيًا يحمل تداعيات إقليمية أوسع. فبالنسبة للهند، هو مؤشر على تسلل الصين إلى مناطق كانت تحت النفوذ الغربي، ولإسرائيل، تهديد محتمل لتفوقها الجوي، أما للولايات المتحدة، فهو جرس إنذار بشأن فقدان أدوات التأثير على أحد حلفائها التقليديين في منطقة حيوية.
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-04-07 08:43:00 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل