كشف تفاصيل 18 عاما من التخطيط لاستهداف السيد نصرالله
وبحسب تحقيق مطوّل لموقع “واللا نيوز” العبري، “يتضح أنّ البلاغات عن مكان وجود السيد الشهيد نصرالله ومسارات تحركه وصلت إلى تل أبيب قبل بضعة أيام من استهدافه، فاتُّخذ القرار على أعلى المستويات، وتم التنفيذ بـ14 غارة على مجمع الأبنية التي تضمّ أنفاقاً، واستهدفت حتى مخارج النجاة الممكنة، فيما استمرّت الضربات الإسرائيلية أياماً عدة لمنع أي عملية إنقاذ له أو لمرافقيه”.
خلال 10 ثوانٍ فقط، كانت العملية منتهية: انهارت الأبنية، وخلّفت في المكان حفرة عميقة ضخمة، كما تم قصف المخارج الممكنة لمنع خروج أي شخص.
اقرأ ايضا..
زينب نصرالله: الكيان الصهيوني يحلم بالقضاء على المقاومة
وأشارت مصادر أمنية في تل أبيب إلى أنّ ملاحقة السيد الشهيد حسن نصرالله لإستهدافه بدأت في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي و”الموساد” إثر حرب 2006.
تفجير أجهزة الاتصال
عندما قرّر السيد نصرالله مساندة غزة، في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدأت تتقدّم خطة الاستهداف، ولكن تضليله إسرائيليّاً كان جزءاً مهماً من العملية، وقرّر الإسرائيليون أنه لا بدّ من إيهامه بأنّ تل أبيب لا تنوي توسيع الحرب معه.
قرار التصعيد الإسرائيلي اتخذ في 16 أيلول/ سبتمبر 2024، أي قبل يوم من عملية “تفجير البيجر”، عندما أعلن عن فشل جهود المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين في ثني “حزب الله” عن مساندة غزة، والتوصل إلى اتفاق لوقف النار.
عندها، قرَّر نتنياهو، وبخلاف رغبة الجيش الإسرائيلي، تفعيل خطة تفجير أجهزة الاتصال (البيجر)، وفي اليوم التالي تفجير أجهزة اللاسلكي.
يضيف التقرير الإسرائيلي أنه، في 19 أيلول/ سبتمبر، ألقى السيد نصرالله خطاباً أعلن فيه أنّه لن يوقف القتال إلا إذا أوقف كيان العدوان على غزة، فكانت فرصة للإسرائيليين لاستخدام ذلك ذريعة للتصعيد، فأطلقت سلسلة عمليات، بلغت أَوْجها في الاجتياح البرّي في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول.
وكشف، خلال هذا الاجتياح، عن “زبدة” عمل دام 18 عاماً في المخابرات الإسرائيلية، لجمع المعلومات الاستخبارية بواسطة عملاء وأجهزة إلكترونية عن جميع كوادر “حزب الله”، بدءاً من الأمين العام وقيادات الحزب، وصولاً إلى أصغر قائد مجموعة.
اقرأ ايضا..
حزب الله يعلن موعد ومكان تشييع السيد الشهيد نصر الله
وقبل وقت قصير من تنفيذ الاستهداف، استطاع ضابط استخباراتي عسكري تحديد موقعه بدقة. إثر ذلك، دعا شلومو بندر، رئيس “أمان”، مجموعةً من رؤساء الدوائر لمناقشة العملية المقترحة، حيث حظيت بدعم إجماعي. لم يجد أي تحفّظات، وأعطى رئيس الأركان هيرتسي هليفي موافقته النهائية. بعدها، قُدمت الخطة إلى نتنياهو، الذي أعرب بدوره عن حماس شديد لتنفيذها.
استهداف قادة السيد
وفقاً لموقع “واللا نيوز” العبري، كان الكيان المحتل قد بدأ بتنفيذ “عملية استهداف قادة حزب الله”، والتي شملت اغتيال إبراهيم عقيل في 20 سبتمبر، بجانب عدد من قادة الصف الثالث والرابع في “حزب الله”، خلال غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي 23 أيلول/سبتمبر، أطلق الكيان المحتل لفلسطين عدوانا شاملا على لبنان، واستهدفت مئات الغارات مجموعة كبيرة من القواعد والمقرات التابعة لـ”حزب الله”، بينها مواقع سرية.
وجرى تدمير 80% من القدرات العسكرية الهجومية للحزب، وتصفية عدد كبير من قادة المناطق في الحزب .
يقول التقرير إنّ السيد نصرالله ظل ملتزما بالربط ما بين لبنان وغزة.
ويضيف: السيد نصرالله، الذي يعد نفسه أكبر الخبراء قدرة على معرفة “إسرائيل” وطريقة تفكيرها، لكنه ظلّ يتحرك بحرية، وتحرك أيضاً فوق الأرض على عكس التوقعات. وهو لا يتوقّع استهدافه، بينما كان ضباط المخابرات العسكرية مقتنعين بضرورة استهدافه، وصبّوا كل جهدهم لتتبّع آثاره، وكانوا يقصفون بطريقة تعزّز قناعته بأنه ليس مستهدفاً.
ويكشف التقرير الإسرائيلي أنّه قبل أيام قليلة من استهداف السيد نصرالله، توصّل الكيان الإسرائيلي إلى مكان وجوده الدقيق، ولم يكن ذلك عبر الأنفاق فحسب، بل أيضاً بالتحرّك فوق الأرض. وتوقَّع الكيان وصوله إلى المقر القائم في عُمق الأرض، تحت مجمع سكني يضم 20 بناية ضخمة مرتبطة ببعضها البعض، في حي راقٍ في الضاحية الجنوبية، يوجد في الغرب منه حرج من الأشجار، وتقرّر أنّ هذه “هي فرصة العمر التي من النادر أن تتكرر”.
ظلّ السيد نصرالله يتحرك بحرية، وتحرك أيضاً فوق الأرض على عكس التوقعات. وهو لا يتوقّع اغتياله.
10 ثوانٍ فقط
وخلال 4 أيام، جرت متابعة تحركات السيد نصرالله، على أعلى المستويات، وشارك فيها القادة الإسرائيليون من هيرتسي هليفي إلى قادة سلاح الجو، الذي تولى مهمة التنفيذ، فيما كانت الجلسة الأخيرة للأبحاث في حضور نتنياهو شخصياً.
تم إعداد سرب طائرات، وتزويد 14 طائرة مقاتلة بالأسلحة والذخيرة، حيث تحمل 83 عبوة بزنة 80 طناًّ، وتحدَّد موعد التنفيذ في الساعة 18:21 عند صلاة المغرب.
ويكشف التقرير أنّه خلال 10 ثوانٍ فقط، كانت العملية منتهية: انهارت الأبنية، وخلّفت في المكان حفرة عميقة ضخمة، كما تم قصف المخارج الممكنة لمنع أي شخص من الخروج.
ويختم: “القصف الإسرائيلي لم يتوقف أياماً عدة، وذلك لمنع قوات الطوارئ اللبنانية من التحرّك، إذ كان القرار ألّا يخرج أحدٌ حيّاً”.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir
بتاريخ:2025-01-06 13:01:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>