اشترك في :

قناة واتس اب
صحافة

كشف خلية تجسس يورط السعودية

كان اليمن خارج المجهر الاستخباراتي الاسرائيلي طيلة العقود الماضية، نتيجة كونه بعيداً عن “خارطة التهديد” بالنسبة لكيان الاحتلال، على عكس غزة ولبنان وسوريا وإيران. ولعب هذا الأمر دوراً هاماً في إعطاء صنعاء ميزة فريدة في معركتها الحالية، ونجحت في فرض أمر واقع، لم ينجح الكيان ومن خلفه الداعمين الغربيين في تغييره. ولأجل ذلك، وظف جهوده الاستخبارية بمختلف الأساليب، كان من بينها الخلية التجسسية التي ضبطتها الأجهزة الأمنية اليمنية والتي كشف معها عدد كبير من المتورطين، الذين كانوا حتى الأمس القريب، يدعون حيادتهم حتى لا يعودوا مجدداً إلى بنك الأهداف.

كشف الأجهزة الأمنية اليمنية خلية جواسيس وظفت من قبل أجهزة الاستخبارات السعودية البريطانية، خدمة لإسرائيل. أوكلت إليها مهام تجسسية تهدف لاختراق جبهة اليمن الداخلية، وجمع المعلومات عن قيادات عسكرية وأمنية كبيرة، وكل ما يتعلق بالترسانة العسكرية وأماكن تصنعيها.

عام 2020، عمل جهاز الاستخبارات البريطاني MI6 (وهي هيئة مخابرات تابعة لوزارة الخارجية) على تجنيد شبكات من الجواسيس كانت تدار بشكل مباشر من قبل ضباط بريطانيين في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة. وعلى الرغم من ضبطها وكشفها في ذلك الوقت، تعود الاستخبارات البريطانية وهذه المرة بمساعدة السعودية، لتجنيد خلايا أخرى تنشط في الجغرافيا اليمنية، وخاصة في المناطق الخاضعة لسلطة صنعاء.

يهدف هذا النشاط إلى استقطاب وتشكيل شبكات تجسسية وتجنيدها في السعودية، ومن ثم إرسالها إلى اليمن للبدء في نشاطها، عبر عنصر محلي مقيم في السعودية، ويعمل في السفارة اليمنية في الرياض.

تم تشكيل الخلية التجسسية البريطانية في السعودية، وبحسب الأجهزة التي نشرت بياناً أرفق بمقطع فيديو يضم اعترافات أفراد الخلية، كانت البداية في تجنيد نوع جديد من الجواسيس، ضباط في الاستخبارات البريطانية، ويعمل تحت إمرتهم ضباط استخبارات سعوديين أشرفوا بشكل مباشر على عملية الاستقطاب، مستغلين ضعاف النفوس ممن تم استدراجهم من اليمن إلى السعودية، أو من اليمنيين المقيمين في المملكة.

ويتشكل الفريق من (ثلاثة ضباط ومخابرات بريطانيون) وهم : (جون، وأوسكار، وكيلو)، وكان “كيلو” على رأس فريق التدريب والإدارة لشبكة التجسس، ويعمل تحت إشرافهم أربعة من ضباط الاستخبارات السعودية يدعون (عبد العزيز، سلطان، عبد الله، سعد).

وقد تم استقطاب ثلاثة جواسيس يمنيين: (الأول اسمه علي، ويحمل اسماً حركياُ يدعى “جون” وهو المسؤول المباشر على البقية، الذين هم أحمد ويحمل اسماً حركياً يدعى “فيكتور” وعارف ويحمل اسماً حركياً يدعى “مايك”)، فيما تمت إضافة جاسوس رابع من اليمن اسمه “سليمان”.

وبحسب شهادات الجواسيس أثناء اعترافهم بعد القبض عليهم، فقد أخضعت الاستخبارات البريطانية والسعودية عبر ضباطها، الجواسيس للتدريب لأكثر من شهر ونصف، وتلقوا دورات متخصصة في مراقبة الأهداف المتحركة والثابتة، وزرع أجهزة التعقب، ورصد الأهداف، وإجادة شيفرة التواصل، وإجراءات الأمن الشخصي، وجمع المعلومات عبر برمجيات وأجهزة مصنعة خصيصاً لمهمة التجسس، ورفعها بطرق في غاية السرية.

من جهته، حذر المجلس السياسي الأعلى، الدول التي تورطت استخباراتها في تجنيد خلايا تجسسية للإضرار باليمن وحملها المسؤولية. وعلى الرغم من أنه لم يأت على ذكر أي من اسماء تلك الدول، إلا أن السعودية تأتي على رأسها.

طيلة الفترة الماضية، حاولت الولايات المتحدة، ضم الرياض إلى التحالف البحري لكسر الحصار الذي فرضه اليمن على السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال، والتي تمر بالمياه الاقليمية اليمنية، لكنها لم تستجب، نظراً للعواقب التي قد تترتب على هذه الخطوة.

تدرك السعودية أن تورطها في مهاجمة أهداف يمنية، سيبدد الهدوء التي نعمت فيه خلال العام الماضي، نتيجة تقدم المفاوضات التي تمهد لوقف الحرب. اذ أنها، خاصة بعد التزامها باستضافة كأس العالم عام 2034، أكثر حذراً من أن تدعم أي خطوة قد تؤدي إلى تصعيد محتمل. وبالتالي، قد يكون الكشف عن هذه الخلية، والتي ثبت تورط المملكة في تجنيدها، قد يعيد حسابات كلا الطرفين (اليمني والسعودي) للمرحلة المقبلة، وهو الأمر الذي يجعل من المشهد أكثر تعقيداً.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :alkhanadeq.org.lb
بتاريخ:
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى