لبنان | حزب الله: الإدارة الأمريكيّة شريكة في العداون وتمثّل امبراطورية الشّرّ والإرهاب والنّفاق في العالم
أكد حزب الله على لسان عدد من مسؤوليه أن ما يشجع العدو على التمادي في العدوان وارتكاب المجازر والتدمير والتجويع، هو الشراكة الأمريكية الكاملة في العدوان، معتبرين أنها (الإدارة الأمريكيّة) تمثّل امبراطورية الشّرّ والإرهاب والنّفاق في العالم..
الشراكة الأمريكية في العدوان هي ما يشجع العدو على التمادي
وفي السياق، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن ما يجري في غزة ليس حرباً، وإنما عملية قتل ممنهجة وتدمير وإبادة للبشر والحجر، وأن ما يشجع العدو على التمادي في العدوان وارتكاب المجازر والتدمير والتجويع، هو الشراكة الأمريكية الكاملة في العدوان والتساهل والصمت العربي المخزي على الجرائم التي يرتكبها العدو بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وفي كلمة له خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد على طريق القدس فاروق محمد علي حرب في حسينية بلدة الحلوسية الجنوبية، شدد الشيخ دعموش على أن السكوت عن جرائم العدو، ووقوف العالم موقف المتفرج على مشاهد قتل الأطفال والإبادة الجماعية وحرب التجويع في غزة، هو إعلان صارخ عن موت الضمير الإنساني، وانعدام المشاعر الإنسانية، وسقوط منظومة الحقوق والقيم الأخلاقية لدى الكثير من الدول والمنظمات الحقوقية والدولية، وفي مقدمها الإدارة الأمريكية ومجلس الأمن الدولي العاجز حتى الآن عن اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار بسبب الفيتو الأمريكي.
وقال الشيخ دعموش إن حرب التجويع التي يمارسها العدو بغطاء أمريكي بحق الشعب الفلسطيني في غزة، هو وصمة عار على جبين أميركا لا يمحوها إسقاط فتات المساعدات الأميركية جوا فوق غزة، ولا الحديث عن ضغوط أمريكية على إسرائيل للسماح بإدخال المساعدات براً إلى غزة، لأن أميركا هي المسؤول الأول عن كل الجرائم والمآسي الإنسانية في غزة، وهي التي ترسل السلاح للعدو لقتل أهل غزة، وهي التي تستخدم حتى اليوم الفيتو في مجلس الأمن لمنع صدور قرار وقف إطلاق النار، وهي التي تفرض على الدول والأنظمة الخاضعة السكوت عن الجرائم الصهيونية وتمنع من دعم غزة، وتعتدي على كل من يساندها كما يحصل في اليمن والعراق وسوريا.
واعتبر الشيخ دعموش أنه أمام التوحش الإسرائيلي والغطاء الأميركي والعجز الدولي والعربي عن وضع حد للتمادي الصهيوني في العدوان على الشعب الفلسطيني وشعوب منطقتنا، فإن العبرة التي نستخلصها من كل ما جرى ويجري هي أنه ليس أمامنا من خيار للدفاع عن أهلنا ووطننا والحفاظ على وجودنا ومستقبلنا إلاّ المقاومة، والاعتماد على أنفسنا وقوتنا وقدراتنا وإرادتنا، لأن كل الخيارات الأخرى سقطت، والرهان على الدول والأنظمة العربية وعلى المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية للدفاع عن حقوق الشعوب المظلومة والوقوف إلى جانبها أثبت فشله، وباتت هذه الدول والمؤسسات والأنظمة إمّا شريكة في العدوان أو متواطئة أو عاجزة عن فعل أي شيء، وبالتالي لم يبقَ أمامنا وأمام شعوب المنطقة لحماية وجودنا وحياتنا ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا والأجيال إلاّ المقاومة.
وشدد الشيخ دعموش على أننا متمسكون بمقاومتنا ووجودنا على كل شبر من أرضنا، طالما أننا في دائرة الاستهداف الاسرائيلي، وقرار المقاومة هو الرد بحزم على كل اعتداء أو استهداف لقرانا وأهلنا وكوادرنا ومدنيينا، لردع العدو ومنعه من التمادي في عدوانه.
وأكد الشيخ دعموش أننا مستمرون في هذه المواجهة، ولن يوقفنا لا تهديد ولا تهويل ولا تخويف ولا ضغوط ولا الوسطاء عن القيام بواجبنا في الدفاع عن بلدنا وأهلنا ونصرة المظلومين في غزة، ففي المقاومة لا أحد يعبأ بالتهديد والتهويل والضغوط ومحاولات الابتزاز، والوسطاء الذين يضغطون وينقلون التهديدات ويبدون خوفهم من تمدد الحرب في غزة إلى لبنان والمنطقة، عليهم العمل على وقف العدوان على غزة ومعالجة السبب الذي دفع بحركات المقاومة في لبنان واليمن والعراق وسوريا إلى فتح هذه الجبهات المساندة لغزة، لا معالجة التداعيات والمسببات وممارسة الضغوط لوقف هذه الجبهات وترك العدو يستفرد بغزة ويتمادى في مجازره وقتله للأطفال وتجويعه لأكثر من مليون محاصر، فنحن في المقاومة الإسلامية في لبنان لا يمكن أن نتخلى عن مسؤولياتنا في الدفاع عن بلدنا ونصرة غزة مهما كانت التضحيات.
ورأى الشيخ دعموش أنه بعد تعثر المفاوضات حول غزة وفشل الوساطات في لبنان وعجز العدو عن تحقيق أهدافه في غزة وفي لبنان، فإن استمرار العدوان هو خيار بلا أفق، لأنّ العدو وصل إلى طريق مسدود، وفشل أمام ثبات وإرادة وصلابة المقاومة، واستمرار العدوان لن يؤدي إلاّ إلى المزيد من الفشل والهزائم للعدو، ولن يتمكّن هذا العدو من تحقيق ما يريده، وليس هناك من خيار أمامه سوى وقف العدوان والقبول بشروط المقاومة.
الإدارة الأمريكيّة تمثّل امبراطورية الشّرّ والإرهاب والنّفاق في العالم
بدوره، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي إن المبعوث الأميركي أموس هوكستين يطالعنا بالأمس بالقول، “التصعيد لن يساعد لبنان في إعادة البناء والتقدّم وأنّه بصدد الوصول إلى تسوية دبلوماسيّة تحقّق الرّخاء”، ويشير إلى أنّه يريد حلّاً مستداماً مع لبنان ويتكلّم عن هدنة مؤقّتة في غزّة، وعليه، فإننا نقول للأمريكي، متى كنتم غيارى على مصلحة لبنان في الوقت الذي تعلن فيه الإدارة الأمريكية جهاراً ونهاراً بالتزامها بتأمين التفوّق العسكريّ للعدوّ الإسرائيليّ الذي لم يوقف اعتداءاته على لبنان منذ نشأة هذا الكيان وعلى مدى 75 عاماً، فمجزرة حولا عام 1948 تشهد على ذلك، ولم يكن حينها وجود للمقاومة، بل وما بعدها من مجازر واعتداءات، وما زال حتّى اليوم يحتلّ جزءاً من أرضنا، وبالتالي، فإنّ تصريحه بالأمس يمثّل النّفاق بعينه، وإذا كنتم تريدون الرّخاء للبنان، فلما تحاصرونه وتمنعون مساعدته للنّهوض من أزمته.
وفي كلمة له خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد على طريق القدس علي عبد النبي قاسم في حسينية بلدة محرونة الجنوبية، أشار النائب جشي إلى أن الأمريكي هو الذي منع استجرار الكهرباء والغاز إلى لبنان من الأردن ومصر، وهو الذي فرض قانون قيصر على سوريا والتّضييق على لبنان من خلال هذا القانون، أولیس أتباع أمريكا في لبنان هم الذين ساهموا بشكل فعّال في انهيار العملة الوطنيّة عبر السّياسات الماليّة التي اتّبعها النّظام المصرفيّ وحاكم مصرف لبنان السّابق، والذي طالما امتدحته الإدارة الأمريكيّة أكثر من مرّة في خلال عمله.
وأضاف “الإدارة الأمريكيّة اليوم وعبر المنظّمات الدّوليّة التّابعة لها تساعد النّازحين السّوريّين حال وجودهم في لبنان ولا تساعدهم في حال عودتهم إلى بلدهم، ليشكّل ذلك ضغطاً كبيراً على الوضع المعيشيّ والاقتصاديّ في البلد”. وتابع “أمريكا هي التي تضغط على صناّع القرار في لبنان وتهدّد بالعقوبات، وذلك لمنع لبنان من الاستفادة من العروض الصينية والرّوسيّة والإيرانيّة لجهة تأمين محطّات الكهرباء ومصفاة لتكرير النّفط وغير ذلك، وبالتأكيد إنّ هذه المشاريع إن نُفِّذت ستساعد بقوّة على انفراج الوضع المأزوم في البلد، بل بصريح العبارة، الأميركي يمنع لبنان من التوجّه شرقاً، وذلك من أجل فرض شروط مذلّة على بلدنا وخدمةً لأمن الكيان الغاصب”.
ولفت النائب جشي إلى أن الإدارة الأمريكيّة تمنع تسليح الجيش اللبناني بالأسلحة المناسبة للتّصدّي للاعتداءات الصّهيونيّة ومنع العدوّ من اجتياح لبنان كما حصل عام 72 و78 و82، والجدير ذكره أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة أبدت استعدادها لتسليح الجيش اللبناني سابقاً ولم يتمّ التّجاوب معها. ورأى النائب جشي أن حضور المبعوث الأمريكي إلى لبنان اليوم يهدف إلى حفظ أمن العدوّ الصّهيونيّ ولا يهمّه أيّ شيء آخر، وأحد الأدلّة على ذلك أنّه منذ العام 2006 إلى العام 2023 سُجِّل لدى الأمم المتّحدة 17 ألف خرق إسرائيليّ للقرار 1701، ولم نرَ أيّ تحرّك أمريكيّ جدّيّ يطلب فيه من العدوّ الإلتزام بالقرار ومنع الاعتداءات المتكرّرة على بلدنا، وللعلم أن مساحة السّفارة الأمريكيّة في لبنان حوالي 170 ألف متر مربع، فهل هذه المساحة تحتاجها للقيام بالأعمال القنصليّة المتعارَفة، أم مركزاً للتجسّس وغير ذلك.
وأشار النائب جشي إلى أن الأميركي وعلى مدى العقدين السابقين قد دخل إلى أفغانستان وخرّب ما فيها، ودخل إلى العراق وسوريا وليبيا فدمّر الحجر والبشر وأشعل الفتن بين أبناء الوطن الواحد وتسبّب بقتل مئات الآلاف من البشر، وحيثما يحلّ الأمريكيّ يحلّ الخراب والدّمار والفتن ويهدف من خلال ذلك إلى تمزيق هذه الدّول والشّعوب ليجعلها ضعيفة، ويستطيع عندئذٍ فرض سطوته وجبروته فيسهل عليه نهب ثروات وخيرات هذه المنطقة ويمنع الشّعوب والدّول من النّهوض والاقتدار ليبقى مسيطراً.
وقال النائب جشي إلى الأميركي يتّهم كلّ من يواجهه بالإرهاب، فهل الإرهابيّ هو الذي يقاتِل في بلده وأرضه دفاعاً عن نفسه وكرامته، وهذا هو حال المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، أم أنَّ الإرهابيّ الذي يأتي بمدمّراته وأساطيله من مسافة حوالي 10 آلاف كلم ليقاتل الشّعوب في أرضها وأوطانها وليفرض شروطه وليتنعّم على حساب هذه الشّعوب المظلومة والمسلوبة حقوقها، وللعلم أن لدى الأمريكيّ حوالي 800 قاعدة عسكريّة منتشرة في أرجاء العالم كلّه، فهل هي لأجل السّلام والحفاظ على كرامة الإنسان، أم للتّسلّط على الشّعوب، وفي نهاية المطاف نقول للأمريكيّ، إرفع يدك عن لبنان ولا تتدخّل في شؤونه ولا تمارس الضّغوط على أحد في هذا البلد، واللبنانيّون يتدبّرون أمورهم وسيكون لبنان بأحسن حال بدون أمریكا.
وأضاف: أمّا في غزّة، فمنذ اليوم الأوّل لعمليّة “طوفان الأقصى” المظفّرة أتى الأمريكيّ على عجل وجاء بالأساطيل والمدمّرات لينقذ ربيبته “إسرائيل” من الانهيار، وأنشأ جسراً جوِّياً لإمداد الكيان بالسّلاح والذّخائر، فحسب المعلومات أنّ الأمريكيّ زوّد الكيان بـ 21 ألف قذيفة وصاروخ، بل إنّ الذّخائر نفدت لدى الكيان الغاصب وهو يعتمد على الدّعم الأمريكيّ المباشر له لقتل أهلنا في فلسطين، وأما الطّائرات والصّواريخ والقذائف الأمريكيّة قتلت وجرحت ما يزيد عن 100 ألف إنسان فلسطينيّ ودمّرت 275 ألف وحدة سكنيّة، ويأتي بعد ذلك الأمريكيّ ليرمي بضع أطنان من المواد الغذائية من الجوّ في غزّة تحت عنوان مساعدة المدنيّين، وهو إنّما يريد بذلك ترميم بعضٍ من صورته المتوحّشة وليحظى بايدن ببعض الأصوات في ظلّ معركته الانتخابيّة.
وتساءل النائب جشي هل أنّ الأمريكيّ لا يستطيع أن يضغط على الإسرائيليّ لإدخال المساعدات عبر البرّ، بل إنّ ما قام به الأمريكيّ هو عمل استعراضيّ ولا يحلّ 1% من المشكلة الغذائيّة لأكثر من مليوني إنسان محاصرين جوعاً، وبالتالي، فإن الإدارة الأمريكيّة تمثّل امبراطورية الشّرّ والإرهاب والنّفاق في العالم.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.almanar.com.lb
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-03-06 15:02:50
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي