اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

لماذا نحتاج الى لجنة تحقيق؟ نحن لم نر ولم نسمع هذه الحجة المثالية

هآرتس 26/12/2024، يوسي كلاين: لماذا نحتاج الى لجنة تحقيق؟ نحن لم نر ولم نسمع هذه الحجة المثالية

لا توجد حاجة الى لجنة تحقيق رسمية كي نعرف من هو المسؤول عن كارثة 7 أكتوبر. فالمسؤول هو من يقف على رأس الدولة، وهو أيضا الذي اتهامه لا يشوبه أي شك، لأنه مندمج في دوره. استنتاجات اللجنة غير قانونية، بل هي جماهيرية، والحكومة غير ملزمة بتنفيذها. واذا كان الامر هكذا فلماذا نحتاج أصلا الى لجنة تحقيق؟.

بسبب الاحتفال، لجنة التحقيق هي احتفال تطهري، واحتفال من اجل إزالة التهمة عن الجمهور ونقلها الى اشخاص في داخله. لجنة التحقيق ستزيل المسؤولية عنه وتعيدنا، على الأقل في نظر انفسنا، الى معايير الدولة السليمة. مع اللجنة سنشعر بشكل أفضل رغم أننا نحن أيضا ساهمنا في الفشل. فقد عرفنا من الذين يجب علينا التعامل معهم والى أين يقودوننا، ومع ذلك قمنا بانتخابهم. بعد ذلك تعبنا، غطينا انفسنا باللامبالاة وتركناهم يخططون للفشل بهدوء، تعاملنا مع غزة بنفس عدم الاهتمام الذي نتعامل فيه مع المناطق، الانقلاب النظامي والمخطوفين.

نحن لم نولد بالأمس. توجد من وراءنا لجان تحقيق كثيرة. فما الذي نتج عنها؟ لا شيء. صلاحياتها محدودة وتأثيرها قليل. المسؤولون عن الفشل الذين رمتهم من الباب عادوا من النافذة. اريئيل شارون رمته لجنة من وزارة الدفاع ولكن عاد كرئيس للحكومة. وعن نتنياهو قالت لجنة بأنه “يعرض أمن الدولة للخطر”، وأنه المسؤول عن موت 45 مواطن في ميرون. هذا جيد، هل حدث أي شيء؟.

نحن لسنا بحاجة الى لجنة للعثور على المسؤولين، بل من اجل حل لغز النهج.

يجب القيام بعملية معاكسة للاجراء القانوني، أي التحقيق في الدوافع بعد أن تم إيجاد المذنبين. حقائب الأموال وصلت الى حماس – ما هو الدافع؟ احداث قاسية تحدث في غزة – لماذا لا يتم النشر عنها؟ ما الذي يخفونه؟ ومن ماذا يخافون؟.

هناك من لا يريدون أن يعرفوا لأن الحقيقة تخيفهم. وهناك من هم مستعدون للتضحية بأنفسهم شريطة أن لا يعرفوا الحقائق. هم يحافظون على الحق في عدم المعرفة. ويحذرون من أن لا نحلم حتى في كشفها. كيف تعرف أي معلومة جنائية تختفي في مجموعاتهم في الواتس اب.

في البداية هذا يكون مفاجيء. هل هناك من لا يريد معرفة الحقيقة؟.

لكن عند التفكير من جديد ربما هذا مريح. الحقيقة يمكن أن تكون مؤلمة. من المؤلم قراءة جدعون ليفي وينيف كوفوفيتش. من المؤلم رؤية جثث الأطفال في غزة. الألم يصعب على روتين الحياة ويزعج الضمير. في التلفزيون عرفوا ذلك. الألم قاموا بمنعه هناك. لأننا لا نريد وبحق معرفة ما يفعله أولادنا في غزة.

في نهاية المطاف نحن لم نكن لنخرج الى الشوارع حتى لو أننا كنا نعرف. أيام مظاهرات صبرا وشاتيلا انقضت، لكن مشاهدة الاعمال الفظيعة كانت ستحولنا من شهود مستمعين لامبالين الى شهود عيان، من شركاء في الجريمة الى من سيستيقظون ذات يوم من الاحلام والتحول الى حشرة كبيرة، التي التدمير المميت والخراب يصنع لها يومها، ويفرحها (هؤلاء هم الأشخاص اللطفاء من بين المعلقين). نحن لم نر ولم نعرف، هذه هذه الحجة المثالية.

أيضا بالنسبة لنتنياهو. حسب رأيه واجب المعرفة ملقى على عاتق الخاضعين له وليس علينا. هو لم يعرف ما حدث في ميرون، لم يبلغوه عن الغواصات، لم يحذروه في غزة. ماذا تريدون منه؟ اسألوا سارة. يتبين أن هذا الشخص هو مجرد مركبة فضاء منفصلة، تحلق وحدها في الكون. هكذا هو يريد أن يكون: ليس لديه أي علم وأيضا خال من المسؤولية. ليس فقط أنه يوقع على وثائق بدون قراءتها، بل هو أيضا يسارع الى اتلافها. هو يريد معرفة القدر الأدنى. لن تجدوه متلبس وهو يقول: أنا أعطيت تعليمات وأمرت بأن ينقلوا لي كل مادة مهمة.

هو يفضل التمترس وراء الـ “لم يقولوا لي، لم يكتبوا لي”. بعد كل الأكاذيب والمبررات ما زال (حسب الاستطلاعات) هناك مئات الآلاف الذين ينتخبونه لأنه لدينا الفشل ليس عائق امام رئاسة الحكومة، والفساد هو حتى يرفع ذلك.

لا توجد حاجة للجنة تحقيق كي تشير الى الإخفاقات. نحن نعرفها جيدا، لقد شهدناها على جلودنا. الإخفاقات لا تزعج الجمهور في أن يصدق بأن نتنياهو جدير بقيادتنا. لذلك، يجدر به الذهاب مباشرة الى الانتخابات وطرح نفسه كضحية أخرى من بين الـ 821 ضحية التي سقطت.

تعزينا فائدة واحدة توجد في النقاش حول لجنة التحقيق. طالما أن هذا النقاش يجري فاننا حتى الآن لم يمسك أي واحد منا بعنق الآخر.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2024-12-26 16:06:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى