الدفاع و الامن

لماذا يثير الوجود العسكري المصري في سيناء قلق إسرائيل؟

موقع الدفاع العربي 3 أبريل 2025: يثير الوجود العسكري المصري في سيناء جدلاً واسعاً في إسرائيل، التي تطالب بإزالة البنية التحتية العسكرية هناك، معتبرة أن هذا الوجود يمثل انتهاكًا لاتفاقية السلام بين البلدين. وتؤكد مصادر عسكرية إسرائيلية أن الحكومة تضغط عبر قنوات دبلوماسية وأمنية، بما في ذلك واشنطن، للوصول إلى تسوية رسمية بشأن هذه المسألة.

وفقًا لمصادر رسمية وخبراء عسكريين، يشمل الانتشار العسكري المصري في سيناء 88 كتيبة تضم 42 ألف جندي، بالإضافة إلى ثلاث فرق عسكرية كاملة، و1500 دبابة ومدرعة، إلى جانب مشروعات لتطوير وتوسيع مدارج المطارات العسكرية، وتعزيز شبكات الدفاع الجوي والأرصفة البحرية. في المقابل، تسمح اتفاقية السلام الموقعة عام 1978 بوجود 50 كتيبة فقط، بما يشمل 22 ألف جندي.

ويرى اللواء نصر سالم، مدير جهاز الاستطلاع المصري الأسبق، أن المخاوف الإسرائيلية غير مبررة، وتهدف إلى تحقيق عدة أهداف، منها صرف الانتباه عن الأوضاع في غزة والأزمات الداخلية في إسرائيل. بينما يوضح أستاذ الدراسات العبرية بجامعة الإسكندرية، أحمد فؤاد أنور، أن تل أبيب تسعى للضغط على مصر للقبول بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء. من جهته، يعتبر السفير المصري السابق في تل أبيب، حازم خيرت، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستخدم هذه القضية لصرف الأنظار عن فشله السياسي في التعامل مع الأزمات الداخلية والخارجية.

على الجانب الآخر، يشير سعيد عكاشة، الخبير في الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات، إلى أن إسرائيل تخشى استعادة مصر لقدراتها العسكرية الرادعة.

تؤكد القاهرة أن وجودها العسكري في سيناء قانوني، ويتم وفق تعديلات متفق عليها في الملحق الأمني لاتفاقية السلام. ويشير اللواء نصر سالم إلى أن إسرائيل لم تتخذ أي إجراءات رسمية، مثل استدعاء سفيرها أو تقديم شكوى رسمية، مما يعكس أن هذه الادعاءات تفتقر إلى أي أساس حقيقي. كما شدد السفير السابق حازم خيرت على أن الجيش المصري يمتلك الحق في حماية أمنه القومي، وأن إسرائيل تدرك أن مصر ليست دولة عدوانية.

وفقًا لسعيد عكاشة، فإن إسرائيل على دراية بأن الجيش المصري أصبح قوة عسكرية كبرى، ولن تقبل القاهرة بأي تهديد لأمنها القومي. ويرى الأكاديمي أحمد فؤاد أنور أن إسرائيل تستغل هذه الادعاءات كوسيلة ضغط على مصر لمحاولة تغيير موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين من غزة.

أما فيما يتعلق باتفاقية السلام، فيؤكد السفير خيرت أن الحديث عن تهديد الاتفاقية غير منطقي، لأن استقرار العلاقات بين مصر وإسرائيل يخدم مصالح الطرفين، كما أن واشنطن لن تقبل بأي تهديد لها. ويضيف اللواء سالم أن أي انتهاك للاتفاقية يخضع لآليات مراجعة دولية، وهو ما لم تلجأ إليه إسرائيل، مما يعكس أن هذه الادعاءات لا تستند إلى حقائق واقعية.

فيما يخص السيناريوهات المحتملة، يرى اللواء سالم أن اتفاقية السلام لن تتأثر، لأن الطرفين ملتزمان بها، بينما يؤكد سعيد عكاشة أن إسرائيل لن تقدم على مواجهة عسكرية مع مصر، نظرًا لقوة الجيش المصري. ويشير السفير خيرت إلى أن واشنطن لن تدعم أي تصعيد إسرائيلي قد يهدد استقرار المنطقة. من جانبه، يوضح أحمد فؤاد أنور أن الوجود العسكري المصري في سيناء سيستمر لضمان الأمن القومي المصري ومنع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين.

أما احتمالية نشوب مواجهة عسكرية، فيؤكد اللواء سالم أنها مستبعدة، لأن إسرائيل تدرك حجم التحديات التي تواجهها، كما أن مصر لا تسعى للتصعيد، لكنها في الوقت ذاته لن تتنازل عن أمنها القومي. ويرى سعيد عكاشة أن أي تصعيد عسكري سيكون مكلفًا جدًا لتل أبيب، في حين يؤكد أحمد فؤاد أنور أن الجيش المصري يبعث برسالة واضحة بأنه قادر على الدفاع عن مصالحه دون الدخول في صراع مفتوح.




نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد




Back to Top


JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-04-03 09:43:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى