لماذا يصعب على النساء إنقاص الوزن وماذا تفعل حيال ذلك؟
يتبع رجل وزوجته حمية غذائية سويةً، يبدأ كلاهما بحماس ويلتزمان بالنظام الغذائي ويحصيان السعرات الحرارية بكل أمانة، ولكن قد يخسر الرجل بعضًا من الوزن أسرع من زوجته، ويلقي بعض الخبراء اللوم في ذلك على الجينات. يقول اختصاصي الغدد الصماء الطبيب ماركيو غريبيلر: «هذا ليس بالأمر الجديد، وكثيرًا ما يسبب الإحباط للنساء، ولسوء الحظ، يعد التركيب الجيني السبب الكامن وراء صعوبة خسارة الوزن».
ما هي العوامل التي تؤدي دورًا في هذه العملية؟ يجب أولًا الإقرار بمدى صعوبة هذا الموضوع في الحقيقة.
علم غير مثالي
يُسلَّط الضوء هنا على الجنس البيولوجي (المعين عند الولادة) بغض النظر عن الهوية الجنسية المتصورة أو التعبير الجنسي، ولا يشمل هذا الكلام أيضًا الأشخاص المتحولين جنسيًا بطريقة طبية، ولا يلائم غيرهم من المصابين بأمراض ثنائية الجنس، واضطرابات الغدة الدرقية وآفات استقلابية وراثية، وغيرها الكثير.
يأمل غريبيلر أن يساعد النساء على فهم ظروفهن الشخصية بالعودة إلى المبادئ الأساسية التي رسمها، لكن مراجعة اختصاصي الغدد الصماء أو اختصاصي خسارة الوزن أفضل طريقة لتلقي النصائح الطبية الخاصة بكل منهن، وذلك تبعًا لنوع أجسادهن و تاريخهن الطبي وأهدافهن في خسارة الوزن.
تكوين الجسم والاستقلاب
تمتلك النساء كمية أكبر من الدهون وكمية أقل من العضلات مقارنة بالرجال، ما يؤثر في معدل الاستقلاب القاعدي (BMR)، وهو كمية السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم في أثناء راحته.
شرح الطبيب غريبيلر المصطلح السابق قائلًا: «تعد الكتلة العضلية تقريبًا المتحكم الأساسي بمعدل الاستقلاب القاعدي، تملك معظم النساء بطبيعة الحال كتلة عضلية أقل ودهونًا أكثر من الرجال».
يوجد سبب مقنع وراء امتلاك النساء لكمية دهون أكثر من الرجال، وفهم هذا السبب أمر مهم جدًا. يفسر ذلك بالتأقلم التطوري، إذ يقدم هذا الوزن الزائد يد العون للنساء في أثناء الحمل.
يجب أيضًا التنويه إلى ضرورة وضع شكل الجسم بعين الاعتبار، إذ يمتلك كل من النساء والرجال بنية عظمية مختلفة، ويميلون أيضًا إلى تخزين الشحوم في أجسادهم بشكل مختلف، فتخزين الشحوم في أجساد النساء أكثر توزعًا، ما يعني حاجة النساء إلى خسارة كمية أكبر من الوزن لرؤية تغييرات واضحة في مظهرهن.
الحمل وسن انقطاع الطمث
تتعرض النساء لأنواع مختلفة من التغيرات الهرمونية طيلة حيواتهن، وتمر النساء بسن انقطاع الطمث أيضًا، بالإضافة إلى البلوغ الذي يختبره كل من الجنسين بطرق مختلفة، وتعاني معظم النساء أيضًا من تبدلات مزاجية نتيجةً للحمل.
الحمل
تكتسب النساء وزنًا ودهونًا أكثر في أثناء الحمل، ولا يزول هذا الوزن دائمًا بعد الولادة.
أشار غريبيلر إلى أنه غالبًا ما يجد الأهالي الجدد صعوبة في إيجاد وقت لممارسة الرياضة والنوم، وهما أمران أساسيان لخسارة الوزن، لكن الإرضاع يساعد النساء على حرق السعرات الحرارية وخسارة الوزن.
انقطاع الطمث
تتركز الدهون المكتسبة في هذه المرحلة في منطقة البطن، على عكس الوركين والأفخاذ مثلًا، وذلك بسبب قلة الهرمونات وبطء الاستقلاب. وتقل الكتلة العضلية لديهن بتقدم العمر، ما يزيد من صعوبة الحفاظ على وزنهن قبل انقطاع الطمث ناهيك بخسارة الوزن.
حالات عدم التوازن الهرموني مثل متلازمة المبيض متعدد الكيسات
لا تعد معاناة النساء من اضطرابات هرمونية في مراحل مختلفة من حياتهن أمرًا غريبًا، وتكون بعض هذه الحالات مؤقتة، لكن يتصف غيرها بكونه صراعًا يستمر مدى الحياة، مثل متلازمة المبيض متعدد الكيسات، قال الطبيب غريبيلر أن نحو 5% إلى 10% من النساء يعانين من هذه المتلازمة، وتتمثل باضطرابات هرمونية تصعّب على المرأة فقدان الوزن، وتتسبب بعدم انتظام الدورة الشهرية.
لا تعد متلازمة المبيض متعدد الكيسات الآفة الوحيدة التي تسبب زيادة الوزن نتيجة للتغيرات الهرمونية. إذ تمثل كل من متلازمة كوشينغ، وداء هاشيموتو، وقصور الغدة الدرقية، أمثلة للأمراض التي تسبب اضطرابات هرمونية تؤدي لاحقًا إلى اكتساب الوزن، وتزداد الآفات السابقة شيوعًا لدى النساء.
كيفية التغلب على عقبات خسارة الوزن
قدم غريبيلر ثلاثة اقتراحات لتجاوز التحديات التي خلقتها البيولوجيا، وبها ستستطيع النساء خسارة الوزن بأخذ خطوات في الاتجاه الصحيح.
ممارسة تمارين المقاومة ورفع الأثقال
يفيد بناء كتلة عضلية في تعزيز الاستقلاب وتحسينه، إذ تساعد زيادتها على حرق سعرات حرارية حتى في أثناء الجلوس أو الراحة.
تستطيع النساء الحفاظ على كتلهن العضلية بممارسة تمارين المقاومة مرتين أسبوعيًا على الأقل، مدة كل جلسة منهما من 20 إلى 30 دقيقة، وأكد غريبيلر أهمية هذه الخطوة بتقدم العمر، إذ يتباطئ الاستقلاب وتقل الكتلة العضلية بطبيعة الحال مع التقدم في السن.
تتضمن بعض الطرق المتعددة لممارسة تمارين المقاومة ما يلي:
- استخدام أجهزة التمرين في النادي الرياضي أو المنزل.
- الاستعانة بالأوزان الحرة أو أشرطة المقاومة.
- الاشتراك في فصل اللياقة البدنية.
- استخدام الجسم بمنزلة مقاومة كتمارين الضغط والقرفصاء وتمارين الاندفاع.
ويشجع الطبيب غريبيلر النساء على الارتياح بممارسة الأوزان، إذ يقول: «يجب على النساء ممارسة رياضة رفع الأوزان، وذلك لاكتساب فوائد بناء العضلات، مثل زيادة معدل الاستقلاب والوقاية من هشاشة العظام».
لا تقتصر فوائد رفع الأثقال على كونه تمرينًا جيدًا، ولا حتى على فائدته في تحسين الاستقلاب، إذ يساعد حرق السعرات الحرارية على تقليل مقاومة الأنسولين، ما قد يحمي من الإصابة بالسكري.
إيجاد نمط الغذاء المناسب لكل امرأة
لنأخذ مثال رجل وامرأة متوسط العمر يهدفان إلى خسارة الوزن، تتمثل كمية السعرات الحرارية التي يحتاج إليها الرجل لخسارة الوزن بنحو 1500 سعرة يوميًا، وذلك تبعًا للطول والوزن والنشاط الجسدي، لكن تقتصر حاجة المرأة من السعرات الحرارية يوميًا على 1200 سعرة فقط، وبالتأكيد تزداد كمية السعرات هذه عند ممارستهما للنشاط الجسدي، وبالنسبة للنساء، قد يحتاج الاستمرار في خسارة الوزن إلى تناول كميات أقل من الرجال على المدى الطويل.
ينصح غريبيلر معظم الوقت بنظام غذائي متوازن مثل حمية البحر الأبيض المتوسط، ويوصي أيضًا بحمية غذائية منخفضة الكربوهيدرات ومولدة للكيتون، خصوصًا للنساء المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات أو السكري اللواتي لا يتحملن الأنظمة الغذائية الغنية بالكربوهيدرات.
وضح غريبيلر قائلًا: «لا تظهر الدراسات المتعلقة بخسارة الوزن وجود نمط غذائي وحيد فعال، لكن يجب أن يكون النمط هذا مخصصًا ليناسب حاجات الفرد الصحية وسلوكياته».
من الضروري اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالمغذيات، وذلك بغض النظر عن كونه قليل الدهون أو الكربوهيدرات أو غيرها، ما يعني تناول كل من الأطعمة التالية:
- البروتينات اللينة.
- الدهون الصحية مثل المكسرات وزيت الزيتون والأفوكادو.
- كمية محدودة وبسيطة من الكربوهيدرات، مع الابتعاد عن السكر والخبز الأبيض والمشروبات الغنية بالسكر.
- كميات كبيرة من الفيتامينات والشوارد من الفواكه والخضار.
ينصح الطبيب غريبيلر جميع النساء اللواتي تجاوزت أعمارهن 50 عامًا بتلقي كميات وفيرة من الكالسيوم وفيتامين د من الطعام أو حتى المكملات الغذائية.
التركيز على المدى الطويل
يعد الصبر ضرورة حين يتعلق الأمر بإنقاص الوزن، يميل الرجال إلى خسارة الوزن بسرعة أكبر في بداية الطريق، لكن ذلك لايعني أن النساء لا يجدن نتائج التزامهن. ولا يفضل أن يقارن الشخص نتائجه بنتائج غيره، فيشعر بعدها بعدم التشجيع، إذ سيصل الجميع إلى هدفه في النهاية.
يجب ألا ينسى المرء أن خسارة الوزن هي رحلة تدريجية، تشير مراكز الولايات المتحدة الأمريكية للتحكم بالأمراض والوقاية (CDC) إلى أن الأشخاص الذين يخسرون وزنًا قليلًا في الأسبوع لا يعيدون اكتسابه لاحقًا، وذلك مقارنة بالأشخاص الذين يخسرون وزنًا بسرعة، ويعود ذلك إلى أن نتائج الحميات القاسية غير مستدامة، تفيد خسارة الوزن البطيئة والثابتة في إحداث تغييرات صحية وأوسع نطاقًا في نمط الحياة.
أنهى غريبيلر كلامه ناصحًا: «يفضل أن يراجع الشخص فريق الرعاية الصحية إذا لم ير أي نتائج، قد يلزم عليه حينها تغيير خطته لتناسب نمط حياته أكثر».
اقرأ أيضًا:
حمية البحر الأبيض المتوسط وتناول الأسماك، مرتبط بانخفاض خطر الاكتئاب لدى النساء
يجيب علماء الأنثروبولوجيا لماذا تعمل النساء بجهد أكبر من الرجال
ترجمة: رهف وقّاف
تدقيق: نور حمود
مراجعة: محمد حسان عجك
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-05-01 23:42:03
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي