عين على العدو

لم يعد أحد يعيش في مخيم الاشباح جنين

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

هآرتس 27/3/2025، جدعون ليفي: لم يعد أحد يعيش في مخيم الاشباح جنين

مخيم جنين تم تدميره. 21 ألف شخص، كل سكانه، تم طردهم على يد الجيش الإسرائيلي. 200 بيت فيه وكل الشوارع تم تدميرها. 400 بيت آخر غير صالحة للعيش فيها. جرافات الهدم تواصل العمل رغم أن المخيم اصبح ملعب، كما وعد سائق الجرافة العسكرية “دوفي كردي” الذي تفاخر بافعاله. هذا كان في العام 2002. في 2025 مخيم جنين هو مخيم اشباح اكثر مما كان في حينه، البيوت والشوارع فيه أصبحت انقاض، ومياه المجاري تتدفق بينها.

لم يعد أي أحد يعيش في مخيم جنين. الجيش الإسرائيلي يطلق النار على كل شيء يتحرك. ولم يعد أي أحد يتجرأ على الاقتراب من منطقة الموت هذه. مخيم جنين مات، وسكانه اصبحوا مهجرين الى الأبد. الجيش اعلن بأنه لن يسمح بإعادة بناء أي بيت، أو حتى شارع. بالنسبة لكثير من الإسرائيليين هذا اعلان مفرح. كثيرون آخرون، يبدو الأغلبية، سيهزون الكتف بلامبالاة. خلال سنين قالوا لنا إن مخيم جنين هو “عش الدبابير”. وعندما سيتم تدمير هذا العش يمكننا الفرح. لكن تدمير هذا المخيم يعتبر جريمة حرب قبيحة بشكل خاص. من يعرفون المخيم، بالأساس سكانه، يمكنهم البكاء هذا الأسبوع.

من الجدير التوقف لحظة عند صياغة الجيش الإسرائيلي كما نشرت في هذا الأسبوع على يد ابواقه الذليلة في الصحف، الذين لم يطأ قدمهم في أي يوم المخيم إلا في سيارة عسكرية مصفحة للجيش. “تدمير المخيم استهدف ضمان حرية عمل الجيش”، شرح المراسلون، “الآن العملية تركز على البنى التحتية والهندسية”، “المخربون” قاموا ببناء المخيم باكتظاظ مع شوارع  ضيقة كي يكون بالإمكان المرور فيها فقط في سيارة صغيرة”، “كل بيت تم تدميره كان بشكل محسوب وبالمكيال”، مكيال الجيش الإسرائيلي هو الأكبر على وجه الأرض، ليس “المخربين” هم الذين بنوا المخيم، بل اتحاد الامارات التي تبرعت بإعادة بنائه بعد الدمار في 2002. للمفارقة، المخططون حرصوا في حينه على أن يكون عرض الشوارع مثل عرض الدبابة، كي لا تدمر الدبابات في المرة القادمة كل ما يقف في طريقها عندما يقتحم جيش التدمير المخيم. أي كلمات مصقولة وشيطانية الذي يستخدم لتبرير التدمير الكامل، مثل البنى التحتية والهندسة.

مخيم جنين كان مخيم مقاتل، رمز النضال ضد الاحتلال. في السنوات الأخيرة تجول فيه الكثير من المسلحين، ولم يكن بالإمكان التجول في المخيم بدون الالتقاء معهم. هم كانوا شباب يؤمنون بهدف. شباب عملوا في مختبرات ارتجالية لتركيب العبوات الناسفة التي استهدفت منع اقتحام المخيم مرة أخرى كما حدث في 2002. مخيم جنين لم يستسلم في أي يوم للاحتلال. لو أن الامر كان يتعلق بالنضال من اجل الحرية في مكان آخر لكان المخيم اصبح اسطورة عالمية مع ابطال وافلام يتم انتاجها عنه.

لقد كانت في المخيم، وهذا لا يصدق، أيضا حياة. كان فيه مسرح مدهش عرض مسرحيات للأطفال والكبار، كانت فيه حياة وثقافة، بقدر ما يسمح به الواقع الصعب لمخيم لاجئين. في حفلات الزفاف البسيطة التي في العادة تقام في الشوارع، كان الضيوف يرمون قطع النقد في كيس بدون أن يعرف أحد كم قدموا كهدية للعروسين، كي لا يتم احراج أي أحد. كانت روح تضامن في المخيم.

جميع سكان المخيم كانوا لاجئين وأبناء لاجئين، الذين طردتهم إسرائيل من بلداتهم في 1948. هؤلاء السكان عاشوا على الماضي واشتاقوا كثيرا اليه. المجتمع الذي يتمرغ في الماضي والكوارث، مثل المجتمع الإسرائيلي، كان يجب عليه معرفة ذلك. عندما يتم تدمير مخيم هؤلاء الناس للمرة الثانية خلال نصف قرن، وبعج 77 سنة على طردهم القسري من بلداتهم، فانه من المستحيل تجاهل ماضيهم.

مخيم جنين هو مشروع ريادي. مخيم نور شمس ومخيم طولكرم هي في الطريق. توجد الآن لدى الجيش الإسرائيلي خطة للمخيمات الـ 18. عندما يغلقون حديقة حيوانات فانهم يهتمون بنقل الحيوانات الى مكان آمن. عندما يغلقون مخيم للاجئين فان السكان يتم رميهم وهم لا يلوون على شيء على جانب الشارع، للمرة الثانية والثالثة في حياتهم. هكذا نحل مشكلة اللاجئين: تحويلهم الى لاجئين اكثر.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-27 17:04:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى