ماذا بقي من “هيبة” إسرائيل بعد “طوفان الأقصى”؟
شفقنا-لم يدر في خلد اكثر مؤيدي المقاومة، ان يرى مثل المشاهد التي رأيناها خلال اليومين الماضيين، حيث يتنقل المقاومون الفلسطينيون في سياراتهم ودراجاتهم في مستوطنات غلاف غزة، ويدخلون البيوت والاماكن العامة والمواقع العسكرية، ويقتادون الاسرائيليين معهم وينقلوهم الى غزة، دون ادنى مقاومة.
كما لم يدر في خلد انصار محور المقاومة، ان يقتل المقاومون خلال اقل من يومين 700 اسرائيلي، ، ويجرحون أكثر من 2100 اسرائيلي منهم حالات خطرة، بينما مازال مصير المئات مجهولا، اثر عملية “طوفان الاقصى” التي بدات فجر يوم السبت الماضي، إنتصارا للمسجد الاقصى.
هذه الملحمة الكبرى، سطرها ابطال غزة، بفضل عنصر المباغتة، الامر الذي اظهر اسرائيل امام العالم، ضعيفة ومكشوفة ، وهذه الحقيقة اعترف بها الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد”، إفرايم هاليفي في مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الامريكية، عندما قال: “لم نتلق أي تحذير من أي نوع، وكانت مفاجأة تامة أن الحرب اندلعت السبت.. و وصل عدد الصواريخ التي أطلقوها خلال أقل من 24 ساعة الى اكثر من 3000 صاروخ. وهذا أمر يفوق الخيال من وجهة نظرنا، ولم نكن نعلم أن لديهم هذه الكمية من الصواريخ، وبالتأكيد لم نتوقع أنها ستكون فعالة كما هي اليوم.. هذا هجوم فريد من نوعه، والمرة الأولى التي تتمكن فيها غزة من اختراق عمق إسرائيل والسيطرة على القرى”.
اللافت انه حتى لحظة كتابة هذه السطور، مازالت عملية “طوفان الاقصى” التي اطلقتها المقاومة الفلسطينية حماس السبت، مستمرة، ولا يزال المقاومون يشتبكون مع قوات الاحتلال الاسرائيلي داخل المستوطنات غلاف غزة، ويدكون مدن وبلدات اسرائيل بالصواريخ، وقتلوا المئات من الضباط والمراتب في الجيش الاسرائيلي، الذي مازال يعيش وقع الصدمة.
من الصعب، بل من المستحيل على اسرائيل، ان تعيد صورتها السابقة، بوصفها الكيان الذي يملك جيشا لا يقهر، بعد الضربة التي وجهتها حماس اليها، لذلك قال احدهم “حتى لو قصفنا غزة بالقنبلة النووية فاننا لا يمكن ان نغسل عار يوم 7 اكتوبر”، لذلك نرى ان انتقام اسرائيل لكرامتها التي تمرغت بالوحل، لن يكون بلا خطوط حمراء، فالاسرائيليون يعلمون جيدا، ان حماس لا يمكن ان تقدم على مثل هذه العملية الجرئية، دون ان تأخذ في الحسبان ردود فعل اسرائيل، وفي مقدمتها احتلال غزة او تدميرها بالكامل، فالمقاومة الاسلامية في غزة تدرك جيدا، انها ليست وحيدة في الميدان، وان اي ترجمة عملية للاحتمالين السابقين، تعني جر المنطقة الى حرب شاملة، وهو ما تخشاه اسرائيل، التي اظهرت نتائج عملية “طوفان الاقصى” انها ليست بالقوة التي تتظاهر بها، وانها لن تستطيع ان تقاتل على عدة جبهات مرة واحدة، حتى لو وقفت ال جانبها امريكا، فوقوف امريكا الى جانبها، لن يمنع سقوط المزيد من القتلى بين الاسرائيليين، الذين باتوا هذه الايام يتلمسون كل وسيلة للهرب من اسرائيل والعودة الى البلدان التي جاؤوا منها.
ان ما قامت به المقاومة في غزة، هو فعل استثنائي، لم يشهد مثل الصراع العربي مع اسرائيل على مدى اكثر من 70 عاما، فكل هذا الانتصار تحقق في زمن قياسي، ولا يمكن حصر هذا الانتصار بالجانب المادي اوعدد القتلى، فلهذا النصر أبعاد ستظهر في المستقبل القريب، فاسرائيل لن تعود الى ما كانت عليه قبل 7 اكتوبر، وكذلك المقاومة، وباتت فكرة تفكك اسرائيل، التي كان قبل 7 اكتوبر من المستحيلات، اصبحت بعد هذا التاريخ من الممكنات، فعندما ينجح 300 مقاوم فقط ان يسطروا هذه الملحمة الكبرى، ترى كيف سيكون عليه حال اسرائيل، لو اتحدت جميع الساحات ضدها، عندها ستتغير خريطة المنطقة بالكامل.
*ماجاء في المقال لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع
انتهى
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-10-09 08:38:20
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي