مانشيت إيران: هل تتوسّط روسيا بين طهران وواشنطن؟

ماذا الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخليًا وخارجيًا؟
“آکاه” الأصولية عن مراسم التشييع: حضارة المقاومة

“اعتماد” الإصلاحية: لافروف في طريقه إلى طهران

“تجارت” الاقتصادية: البيت الأبيض يشنّ حربًا نفسية ضد إيران

“ستاره صبح” الإصلاحية عن خاتمي: وضع البلاد ليس جيدًا لكن لا علاقة لبزشكيان

“كيهان” الأصولية عن تشييع نصرالله وصفي الدين: استعراض قوة حزب الله عنوان وسائل الإعلام في العالم

“سايه” الإصلاحية: تقدّم إيران في المؤشر العالمي لجهوزية الدولة في الذكاء الاصطناعي
أبرز التحليلات الواردة في الصحف الإيرانية لليوم الثلاثاء 25 شباط/ فبراير 2025
رأى الدبلوماسي الإيراني السابق نصرت الله تاجيك أنّ زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إيران تأتي في سياق حساس، حيث تتزايد التساؤلات عن تأثير العلاقات الروسية – الأميركية على طهران، وسط سيناريوهات تتراوح بين تقديم روسيا تطمينات لإيران بعدم تأثير تقاربها مع واشنطن على العلاقات معها احتمال استخدام إيران كورقة تفاوضية لصالح موسكو في علاقاتها مع الولايات المتحدة.
وفي مقال له في صحيفة “اعتماد” الإصلاحية، أضاف تاجيك أنّ الهدف الأساسي لهذه الزيارة يتمثّل في ضبط مستوى التوتر بين إيران والولايات المتحدة من خلال إيجاد حلول للمسائل النووية، مما يدفع الإيرانيين إلى الأمل بأن تتصرّف روسيا بشكل يخدم المصالح الإيرانية في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة، لا أن تعزّز الشكوك السابقة بشأن نواياها.
وبحسب الكاتب، فإنّ الولايات المتحدة تسعى في استراتيجيتها الخارجية لتقليل التكاليف الاقتصادية، تثبيت النفوذ الإسرائيلي في الشرق الأوسط والتركيز على احتواء الصين، داعيًا موسكو للإدراك بأنّ واشنطن تسعى إلى إبقائها بعيدة عن بكين، مما يفرض عليها الحذر في تفاعلاتها الدولية.
وذكّر الدبلوماسي الإيراني السابق بأنّ إيران وروسيا تربطهما علاقات تاريخية طويلة ومصالح جيوسياسية وأمنية مشتركة، إلا أنّ التعاون العسكري بينهما برأيه لا يعني بالضرورة اصطفاف إيران إلى جانب روسيا في حربها مع أوكرانيا، مشيرًا إلى أنً الدعاية الأوكرانية في هذا الشأن أدت إلى فرض عقوبات إضافية على إيران.
وأوضح تاجيك إنّ إيران تفضل إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية بطريقة تحقّق الاستقرار وتمنع توسع نفوذ حلف الناتو في المنطقة، إلا أنّ التطوّرات الأخيرة جعلت الأسلحة الغربية تصل إلى حدود روسيا، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي ويجعل تحقيق السلام أكثر صعوبة.
وختم الكاتب بأنً المشكلة الأهم بين إيران والولايات المتحدة هي القضية النووية، حيث تعرّض الإيرانيون لخسائر سياسية واقتصادية كبيرة بسبب انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في رئاسته الأولى من الاتفاق النووي، مما أدى إلى تراجع ثقتهم بالنهج الدبلوماسي الدولي، معتبرًا أنّ أي اتفاق مستقبلي يجب أن يأخذ في الحسبان الأضرار التي لحقت بإيران وأن يقوم على تفاهمات حقيقية، بعيدًا عن فرض الإملاءات من أي طرف.

على صعيد آخر، قال الكاتب الإيراني جعفر بلوري إنّ الولايات المتحدة تتعامل مع حلفائها وأعدائها وفق منطق “العقلانية الصورية”، أي استخدام أفضل الوسائل لتحقيق المصالح من دون الاعتبار للقيم الأخلاقية، وهو ما يفسر برأيه تخلّي واشنطن عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وأوكرانيا في هذه المرحلة الحرجة.
وفي مقال له في صحيفة “كيهان” الأصولية، أضاف الكاتب أنّ الحرب الأوكرانية منذ بدايتها لم تكن سوى جزء من استراتيجية أميركية لاستنزاف روسيا وإضعافها، في حين أصبح زيلينسكي اليوم مع تقدّم المفاوضات بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجرّد ورقة محروقة، حيث تتحدث التقارير عن أنّ مستقبله بات في مهب الريح.
وتابع بلوري أنّ تجربة زيلينسكي هي مثال صارخ على خيانة الحلفاء في السياسة الأميركية، حيث وصل إلى السلطة بدعم إعلامي ضخم، ثم تمّ التخلّي عنه بسهولة بعد أن أدى الدور المطلوب، على حد تعبير بلوري، وذلك رغم أنّ أوكرانيا لم تعارض أبدًا السياسات الأميركية.
ولفت الكاتب إلى أنّ سياسة ترامب تعكس الوجه الحقيقي للرأسمالية الأميركية، حيث يتم تقييم الصداقات والعداوات بناءً على المصالح فقط، وليس على أساس القيم أو المبادئ، مما يفسّر تغير مواقف الولايات المتحدة تجاه روسيا وأوكرانيا.
وأوضح بلوري إنّ هذه السياسة الأميركية قد تمتدّ إلى تايوان وأوروبا، حيث يمكن أن تتكرّر نفس الخيانة إذا تغيّرت الحسابات الاستراتيجية، مما يضع حلفاء واشنطن أمام واقع جديد يتطلّب إعادة التفكير في مدى مصداقية الولايات المتحدة كحليف موثوق.

في ذات السياق، أكد الكاتب الإيراني مهدي مطهرنيا أنّ ترامب يسعى إلى فرض “السلطوية الهجومية” عبر استراتيجية الضغط الاقتصادي، الدبلوماسي والعسكري، وذلك بهدف ترسيخ نظام عالمي جديد يعزز العزلة النشطة للولايات المتحدة.
وفي مقال له في صحيفة “تجارت” الاقتصادية، أضاف الكاتب أنّ هذا التوجّه ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لاستراتيجيات رسمها البنتاغون منذ التسعينيات، حيث وضعت مراكز التفكير الأميركية أربعة سيناريوهات أساسية لتشكيل النظام العالمي يعتمدها اليوم ترامب.
وذكّر مطهرنيا بأنّ روسيا كانت دائمًا محورًا في هذه الاستراتيجية، إذ خضعت لمخططات تحجيم منذ أزمة القرم عام 2014، ثم تثبّتت هذه السياسة في حرب أوكرانيا، التي لم تكن إلا خطوة نحو الهدف الأوسع، وهو إضعاف روسيا وعزلها عن أوروبا والصين، تمهيدًا للانتقال إلى إيران.
وبرأي الكاتب فإنّ اللقاء المحتمل بين ترامب وبوتين في الرياض لا يقتصر على حل الأزمة الأوكرانية، بل يهدف أيضًا إلى تعزيز مكانة السعودية إقليميًا، كما أنّ إعلان ترامب عن ثلاثة أهداف رئيسية في محادثاته مع بوتين – إعادة الدبلوماسيين إلى موسكو وواشنطن، حل أزمات أوكرانيا والشرق الأوسط وترتيب التعاون الثنائي في النظام العالمي الجديد – يدلّ على إمكانية تحوّل روسيا إلى شريك استراتيجي للولايات المتحدة، على غرار إسرائيل.
ولفت مطهرنيا إلى أنّ مثل هذا التحوّل – إن تحقّق – سيعيد رسم موازين القوى العالمية، وسيمهّد الطريق أمام واشنطن للتركيز على إيران كهدف رئيسي مقبل، حيث أنّ نجح التقارب الأميركي – الروسي سيجعل إيران تواجه مرحلة جديدة من الضغوط والعزلة، مما يستدعي إعادة تقييم سياساتها الخارجية لمواجهة التغيّرات المقبلة في المشهد الدولي.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :aljadah.media
بتاريخ:2025-02-25 18:14:00
الكاتب:غيث علاو
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>