عين على العدو

ما فعله الفلسطينيون ضد الاحتلال خلال ستين سنة، غير شرعي، ماذا تنتظرون منهم

هآرتس 14/3/2025، كارولينا ليندسمان: ما فعله الفلسطينيون ضد الاحتلال خلال ستين سنة، غير شرعي، ماذا تنتظرون منهم

الصحافي يسرائيل بيريي مضطهد سياسيا. هو مضطهد بسبب موقفه السياسي، الذي يحافظ على كل الفروقات، التي حطمها موقف إسرائيل بشكل ممنهج خلال سنوات من التلقين: بين إسرائيل السيادية والمناطق المحتلة، وبين المعارضة العنيفة المشروعة للاحتلال وبين الإرهاب.

الشرطة حققت مع بيريي تحت التهديد في هذا الأسبوع بسبب عدة منشورات من السنة الماضية، للاشتباه بالتحريض على الإرهاب. في احد المنشورات كتب “الفلسطيني الذي يمس بجندي إسرائيلي أو مستوطن في أراضي الابرتهايد لا يعتبر مخرب، وهذه لا تعتبر عملية تخريبية. هو بطل يناضل ضد مضطهد من اجل العدالة، الحرية والتحرر”. هذه ليست المرة الأولى. ففي كانون الأول 2022 تم التحقيق معه للاشتباه بالتماهي مع منظمة إرهابية والتحريض على الإرهاب. في اعقاب منشورات قال فيها إن “المس بقوات الامن لا يعتبر إرهاب”. وسمى الفلسطيني الذي يخطط لعملية “بطل”. 

بيريي لا يؤيد الإرهاب ولا يحرض على الإرهاب. هو لا يؤمن بأن المقاومة العنيفة للشعب المحتل، في ارض محتلة، ضد جنود الجيش الإسرائيلي هي إرهاب. لا يوجد هنا تعبير عن رأي حتى. بعد ذلك هو سيؤيد النضال ويسمي المناضلين بـ “الابطال”. هذا وصف غبي على مستوى التعريف. يمكن معارضة النضال العنيف ضد الاحتلال، لكن لا يمكن القول بأن كل نضال عنيف ضد الاحتلال هو إرهاب. 

لو أن بيريي كان مؤيد للمس بالمدنيين في أراضي إسرائيل السيادية، كما فعلت حماس في 7 أكتوبر، أو العمليات ضد المواطنين داخل إسرائيل مثل العمليات الانتحارية في الحافلات والمقاهي، عندها يمكن القول بأنه يؤيد الإرهاب. من الواضح أين يمر خط بيريي بين المشروع وغير المشروع. بعد التحقيق كتب: “شرطة إسرائيل وضعت امامي ملف فيه مجموعة من افضل تغريداتي، تحت شبهة “تأييد الإرهاب”. القاسم المشترك بينها جميعها هو تقارير وآراء تميز بين المس المدان بالابرياء وبين مقاومة قوات الامن. 

الموضوع هو أنه بعد سنوات من تلقين اليمين، بأنه لا يوجد، ومحو الخط الأخضر، حتى الآن التيار العام في إسرائيل غير مستعد لقبول أي  نوع من المقاومة العنيفة للاحتلال، بالأحرى بعد 7 أكتوبر. عمليا، هو غير مستعد لقبول أي نوع من مقاومة الاحتلال – العنيفة أو غير العنيفة. من اجل النزاهة نشير الى أن اختيار بيريي التطرق الى المستوطنين كهدف مشروع للنضال العنيف من اجل التحرر، لا يعتبر غباء. هذه مسألة هل يجب أن نرى في المستوطنين البالغين مواطنين، المس بهم غير مشروع في اطار النضال العنيف ضد الاحتلال، أو أنهم جزء من جهاز الامن والسيطرة على الفلسطينيين في المناطق، وأن هذه الأهداف هي اهداف مشروعة في النضال العنيف ضد الاحتلال. ولكن في إسرائيل الآن لا يوجد أي مكان لاجراء نقاش حول الاحتلال، وطرح أي سؤال أو وضع أي تمييز، كهذا أو كذاك. لا يوجد أي شيء مما يفعله الفلسطينيون هو شرعي. حتى فيلم وثائقي عما يحدث في المناطق (“لا توجد بلاد أخرى”) يعتبر في إسرائيل الآن غير شرعي.

لا يمكن معارضة نضال الفلسطينيين بدون طرح بديل مشروع. لا يمكن قول لا للارهاب، وفي نفس الوقت التعامل مع خطوات دبلوماسية بقيادة محمود عباس كارهاب (“إرهاب دبلوماسي”). لا يمكن احتلال شعب آخر ستين سنة وتقول له بأن نضاله من اجل التحرر غير شرعي. ماذا بربكم تنتظرون من الفلسطينيين؟.

لشديد اليأس، الشعبان الإسرائيلي والفلسطيني مرا بعملية زيادة تطرف مخيفة. كم من الأشخاص مثل بيريي بقي في إسرائيل؟ كم شخص سيخرج للنضال من اجل تحريره اذا أدى اضطهاده الى لائحة اتهام، أو الأخطر من ذلك، الى الاعتقال؟.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-14 17:05:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى