متلازمة غيلان باريه: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ما هي متلازمة غيلان باريه؟
تعد متلازمة غيلان باريه مرضًا مناعيًا ذاتيًا نادرًا، الذي يهاجم فيه جهاز المناعة الأعصاب المحيطية.
يؤدي ذلك إلى أعراض تتمثل بالخدر والوخز وضعف العضلات الذي قد يتطور إلى شلل شبه تام. يتعافى معظم مرضى المتلازمة مع ذلك تعافيًا كاملًا مع تلقيهم العلاج المناسب.
من تصيب متلازمة غيلان باريه؟
قد تحدث متلازمة غيلان باريه في أي عمر، إلا أنها تصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عاما أكثر من غيرهم.
ما مدى شيوع متلازمة غيلان باريه؟
تعد متلازمة غيلان باريه مرضًا نادرًا. إذ تُشخص إصابة نحو 100,000 شخص بالمتلازمة سنويًا حول العالم، ما يعني أن متلازمة غيلان باريه تُشخص لدى واحد من كل 78,000 شخص سنويًا.
الأعراض والأسباب
ما هي أعراض متلازمة غيلان باريه؟
تؤثر متلازمة غيلان باريه في الأعصاب المحيطية المسؤولة عن حركة العضلات وإشارات الألم والإحساس بالحرارة واللمس. تسبب المتلازمة مع ذلك أعراضًا تتعلق بالوظائف السابقة.
يتمثل العرض الأولي بضعف العضلات، الذي قد يترافق مع الشعور بالوخز. تبدأ الأعراض عادة بالظهور فجأة. تؤثر الأعراض على جانبي الجسم، وتبدأ أيضًا من الطرفين السفليين، أي القدمين والساقين، صعودًا إلى الطرفين العلويين والوجه. قد يصعب على المريض صعود الدرج وحتى المشي وذلك نتيجة ضعف عضلات القدمين لديه.
قد تتراوح شدة متلازمة غيلان باريه بين المعتدلة والشديدة. تتضمن بعض الأعراض الأخرى للمتلازمة بناءً على شدتها كلًا من:
- آلام عميقة في عضلات الظهر، وأحيانًا القدمين.
- خدر في القدمين واليدين وأحيانًا في عضلات الوجه، قد يصل المريض في بعض الحالات إلى الشلل شبه التام.
- ضعف في عضلات الصدر، ما يزيد من صعوبة عملية التنفس، يصيب هذا العرض واحد من كل ثلاثة مرضى بمتلازمة غيلان باريه.
- صعوبات في التكلم والبلع.
- صعوبات في تحريك العينين ومشاكل في الرؤية.
تظهر أعراض متلازمة غيلان باريه وتتطور في غضون ساعات، أو أيام أو حتى أسابيع قليلة. يصل أغلب المرضى إلى المراحل المتقدمة الشديدة من ضعف العضلات في أسبوعين فقط من بدء الأعراض. يصل 90% من المرضى بحلول الأسبوع الثالث إلى أضعف أحوالهم الجسدية.
ما هي مضاعفات متلازمة غيلان باريه؟
قد تؤدي متلازمة غيلان باريه إلى مضاعفات خطيرة ومهددة للحياة إذا أصابت الأعصاب المستقلة. يتحكم الجهاز العصبي الذاتي بالوظائف المستقلة الأساسية للحياة مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم والهضم. يعرف اضطراب الجهاز العصبي الذاتي بعسر التلقائية.
تشمل مضاعفات متلازمة غيلان باريه المتعلقة بعسر التلقائية التي تسببها كلًا من:
- اضطراب نظم القلب.
- عدم استقرار ضغط الدم.
- اضطرابات في الهضم.
- مشاكل في التحكم بالمثانة مثل احتباس البول.
ما هي أسباب متلازمة غيلان باريه؟
تعرف متلازمة غيلان باريه بكونها اعتلال أعصاب مناعي تالي للخمج، ويعني ذلك بالتفصيل ما يلي:
تالي للخمج: تتطور المتلازمة عادة بعد إصابة المرء بأحد أنواع العدوى. أبلغ 70% من المرضى أن الأعراض بدأت بالظهور لديهم من أسبوع إلى 6 أسابيع من إصابتهم بالخمج. لا يعلم الباحثون حتى الآن لمَ تصيب المتلازمة بعض الناس بعد إصابتهم بالعدوى بعينهم دون غيرهم.
مناعي: ينتج الاضطراب المناعي عن استجابة جهاز المناعة على نحو غير سليم. يهاجم جهاز المناعة الأعصاب المحيطة ويؤذيها، وذلك لدى بعض المرضى في هذه الحالة، ما يؤدي إلى تطور متلازمة غيلان باريه لديهم. لا تشبه هذه المتلازمة غيرها من الأمراض المناعية الذاتية، إذ إنها ليست مزمنة.
اعتلال أعصاب: يضم المصطلح السابق جميع الاضطرابات التي تسبب أذية الأعصاب. تتضرر الأعصاب المحيطية تحديدًا في حالة متلازمة غيلان باريه. يهاجم جهاز المناعة الأعصاب باستمرار وعلى مدى أيام مؤديًا إلى خسارة النخاعين، وهو الغمد المحيط والعازل للأعصاب.
حدد الباحثون بعض أنواع الأخماج والعوامل المتعلقة بالمناعة، التي قد تتسبب بمتلازمة غيلان باريه مثل:
- الإسهال أو العدوى التنفسية: عانى 2 من كل 3 أشخاص مصابين بالمتلازمة من إسهال أو عدوى تنفسية قبل أسابيع من ظهور الأعراض. تشكل العدوى بجرثومة العطيفة الصائمية التي تسبب الإسهال، أحد أكثر العوامل المحرضة للإصابة بالمتلازمة.
- العدوى الفيروسية: عانى بعض المرضى أيضًا من الإنفلونزا أو الأخماج بكل من الفيروس المضخم للخلايا، أو فيروس إبشتاين بار، أو فيروس الزيكا.
- اللقاحات: واجه بعض الناس أعراض المتلازمة بعد أيام أو أسابيع من تلقيهم لقاحًا معينًا، وهو أمر نادر. ينبغي معرفة أن فوائد تلقي اللقاح تفوق المخاطر المحتملة له بكثير. تشير الدراسات إلى أن احتمالية إصابة شخص ما بمتلازمة غيلان باريه بعد إصابته بالإنفلونزا تفوق إصابته بها بعد تلقيحه ضد الإنفلونزا.
- الجراحة: قد يصاب البعض بالمتلازمة بعد أي نوع من أنواع الجراحة، إلا أنه أمرًا نادر الحدوث أيضًا.
التشخيص والاختبارات
كيف تُشخص متلازمة غيلان باريه؟
يشخص الأطباء عادة متلازمة غيلان باريه بناءً على الأعراض والتاريخ الطبي للمريض. يستفسر الأطباء عن تاريخ بدء الأعراض، وما إذا كان المريض أصيب بعدوى مؤخرًا، إضافةً إلى إجرائهم فحصًا جسديًا وعصبيًا، وذلك بحثًا عن علامات للضعف العضلي وضعف المنعكسات أو فقدانها.
مع ذلك، تشترك المتلازمة مع غيرها من الاضطرابات العصبية بالأعراض ذاتها، يجري الأطباء عادة اختبارات أخرى لنفي الإصابة بأمراض معينة، والتي تتضمن:
تخطيط العضلات الكهربائي واختبارات التوصيل العصبي: تقيّم الفحوصات السابقة صحة كل من العضلات الهيكلية والأعصاب التي تتحكم بها وفعاليتها.
البزل القطني: يدخل الطبيب في هذا الإجراء إبرة في أسفل الظهر لسحب عينة من السائل الدماغي الشوكي. ترسل العينة إلى المختبر حيث يفحص اختصاصي الأمراض عينة السائل بحثًا عن أي تغيرات فيها. يحوي السائل الدماغي الشوكي لدى 80% من مرضى متلازمة غيلان باريه أعدادًا طبيعية من الكريات البيضاء وكمية مرتفعة من بروتين السائل النخاعي. قد تشير التغيرات الأخرى في طبيعة السائل إلى أمراض أخرى.
اختبارات التصوير: قد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للنخاع الشوكي.
المراقبة والعلاج
كيف تُعالج متلازمة غيلان باريه؟
يتلقى مرضى متلازمة غيلان باريه العلاج غالبًا في وحدة العناية المركزة من المستشفى. تتجلى أهمية ذلك في ضرورة مراقبة الفريق الطبي لتطور أي مضاعفات للمتلازمة مثل صعوبات التنفس والتغيرات في ضغط الدم.
لا يوجد علاج لمتلازمة غيلان باريه حتى الآن، أثبتت بعض الأساليب العلاجية مع ذلك فعاليتها في تقليل حدة المتلازمة وتقصير مدة الاستشفاء. يتمثل العلاج الأساسي للمتلازمة في أحد الخيارين التاليين:
فصادة البلازما: هناك آلة تفصل البلازما عن دم المريض في هذه الإجراء، ثم تعالجه وتعيد كل من البلازما والدم إلى الجسم. تصفي العملية السابقة الأضداد من البلازما، وذلك لدورها في مهاجمة الأعصاب المحيطية.
العلاج بالغلوبولينات المناعية وريديًا: يتضمن العلاج إعطاء حقن من الغلوبولينات المناعية وريديًا، وهي بروتينات يصنعها الجهاز المناعي لمكافحة الأجسام الغريبة الغازية. تحوي الحقن غلوبولينات مناعية جُمعت من آلاف الأشخاص السليمين. يساعد هذا العلاج على تهدئة هجوم الجهاز المناعي على الأعصاب.
يفيد كلا العلاجين السابقين في تقصير فترة الشفاء إذا تلقى المريض أحدهما في أثناء أسبوعين من ظهور أعراض المتلازمة.
علاج المضاعفات
تحدث المضاعفات إذا تطورت متلازمة غيلان باريه دون علاج حتى أثرت في الأعصاب الذاتية، ما يسبب شللًا شبه تام. يراقب الفريق الطبي بدقة تنفس المريض، ومعدل ضربات قلبه، وضغط الدم لديه، ما يمكّنهم من التدخل بسرعة في حال حدوث أي مضاعفات. تشمل بعض الأمثلة عن علاجات المضاعفات كلًا من الرعاية التنفسية مثل التنفس الصناعي، ومنع تجلط الدم من خلال تناول موانع التخثر مثل الهيبارين، وتعليق المحاليل الوريدية وأنبوب الإطعام.
إعادة التأهيل
قد يحوّل الطبيب مريضه في بداية مراحل تعافيه إلى وحدة إعادة التأهيل. يساعد فريق من المعالجين الفيزيائيين وغيرهم من الاختصاصيين المريض على استعادة قوة عضلاته واستئناف نشاطاته اليومية. تتضمن أنواع العلاج كلًا من العلاج الفيزيائي، والعلاج المهني، وعلاج النطق، والوسائل المساعدة على التنقل.
الوقاية
هل يمكن الوقاية من متلازمة غيلان باريه؟
لا يمكن الوقاية من الإصابة بالمتلازمة في أغلب الحالات. لا يعلم الباحثون السبب وراء إصابة البعض بالمتلازمة بعد إصابتهم بالعدوى دون غيرهم. يمثل الاعتناء بالصحة قدر الإمكان إحدى أفضل الطرق لتقليل خطر الإصابة بالمتلازمة.
إنذار وتطور المرض
ما هو إنذار مريض مصاب بمتلازمة غيلان باريه؟
يختلف إنذار المتلازمة بين مريض وآخر، إذ يتحسن حال أغلبية المرضى بشكل واضح على مدى أشهر. مع ذلك، ما يزال نحو 30% من البالغين، وحتى أكثر من ذلك من الأطفال، يعانون من ضعف في العضلات، وذلك حتى بعد 3 سنوات من التشخيص.
اقرأ أيضًا:
اعتلال الأعصاب المحيطية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
متلازمة كلاينه ليفين: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: رهف وقّاف
تدقيق: نور حمود
مراجعة: باسل حميدي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-10-08 22:58:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي