محللون يبحثون جوانب متبانية من تقدم اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية
وأضاف ابراهيم العرب، أن هذا الصعود قد يحمل معه تغييرات جذرية في السياسات الداخلية والخارجية لتلك الدول، وهو ما قد ينعكس بآثار ملموسة على الديمقراطية والمجنسين حديثا.
واستعرض ابراهيم العرب أبرز تلك التغيرات والآثار:
منها التغيرات المتوقعة في لسياسات الداخلية:
التشديد على الهجرة: من المتوقع أن تتخذ الحكومات التي يسيطر عليها اليمين المتطرف إجراءات أكثر صرامة تجاه الهجرة.
القومية الاقتصادية: ستدفع الحكومات اليمينية نحو سياسات اقتصادية حمائية تركز على دعم الصناعات الوطنية وتقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية.
التغييرات القانونية والاجتماعية: قد تشهد بعض القوانين المتعلقة بحقوق الأقليات والمهاجرين تغييرات تقييدية، حيث تعكس سياسات اليمين المتطرفة توجهات اجتماعية عنصرية.
التعليم والإعلام: يمكن أن تتأثر المناهج التعليمية ووسائل الإعلام بالتوجهات اليمينية، مع خطر نشر أيديولوجيات قومية وتقليل مناهج تعليمية عن التعددية وحقوق الإنسان
أيضا يشرح ابراهيم العرب التغيرات في السياسات الخارجية وهي التالي:
العلاقات الدولية: ستصبح العلاقات مع الدول غير الغربية أكثر تعقيدا، حيث قد تتبنى الحكومات اليمينية سياسات أكثر عدوانية تجاه الصين وروسيا، وربما تنأى بنفسها عن بعض الاتفاقيات الدولية
التغير المناخي: من المتوقع أن تتراجع الجهود المبذولة لمكافحة التغير المناخي، حيث ينظر العديد من الأحزاب اليمينية إلى السياسات البيئية باعتبارها عائقا أمام النمو الاقتصادي. يمكن أن يؤدي التحول نحو اليمين إلى المزيد من التخفيف أو تأخيرالأهداف الخضراء.
التعاون الدولي: قد تتأثر التعاونات الدولية في مجالات الأمن ومكافحة المخلين بسياسات اليمين المتطرف، مما قد يؤدي إلى تراجع بعض التحالفات التقليدية.
وتحت عنوان “فرنسا دخلت مرحلة الزلازل السياسية الداخلية وارتداداتها…”قلب أوروبا النابض” في دائرة التطرف” وصف أستاذ العلاقات الدولية “جورج أبوصعب”، ما حدث بزالزال تاريخي بكل المقاييس لا سيما في فرنسا، وعلى الصعيد الجيوسياسي فيرى أبوصعب أن فوز اليمين المتطرف والذي جاء في سياق صعود التطرف اليميني في دول أوروبية عدة جاء نتيجة إرهاصات عاملين أساسيين عانت منهما أوروبا : الأول الحرب في أوكرانيا والثاني تصاعد موجة الهجرة غير الشرعية فضلا عن أسباب أخرى داخلية.
ونشرت صحيفة العربي الجديد، مقال للصحفي “علي أنوزلا” بعنوان “في خطر صعود اليمين الأوروبي”، أشارخلاله أن الصعود الملفت لليمين المتطرف لن يؤدي إلى الإخلال بالتوازنات الرئيسية داخل المؤسسة التشريعية الأوروبية، إلا أنه، مع الأداء القوي الذي حققته في هذه الانتخابات، يمكن للبرلمانيين الأوروبيين اليمينيين المتطرفين التأثير أو عرقلة السياسات المشتركة على مستوى الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة والأمن، وتغير المناخ والحرب في أوكرانيا، وغيرها من القضايا الحساسة الداخلية والدولية، والتي سوف نشهد نتائج تأثير هذا الصعود اليميني على مواقف الاتحاد الأوروبي حيالها في السنوات الخمس المقبلة من عمل البرلمان الأوروبي.
وتابع على أنوزلا، الأكيد أن نتائج هذه الانتخابات سوف تؤدي إلى تعميق حالة عدم اليقين العالمية القائمة، وإذا أضفنا إلى ذلك احتمال إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، فإن موجة الصعود اليميني داخل الاتحاد الأوروبي سوف تشجع على اصطفاف القوميين الشعبويين اليمينيين المتشددين في ما يمكن تسميته “حزب ترامب الأوروبي”، مع ما سيخلفه مثل هذا التحالف اليميني العالمي من عواقب جيوسياسية عالمية أوسع نطاقا. وعلى غرار سياسة “أميركا أولا” التي انتهجها ترامب، قد يودي صعود اليمين في القارة العجوز إلى موجة من مشاعر “أوروبا أولا”، رغم صعوبة تنفيذ مثل هذا الشعار في قارّة يعتمد نمو اقتصادها على التعاون المتعدد الأطراف وعلى اليد العاملة الرخيصة القادمة من الخارج.
ويعتقد الإعلامي “عبدالرحيم التوراني” في مقاله “نتائج البرلمان الأوروبي.. تسونامي اليمين المتطرق والانتصارللاستبداد”، التي تصدرعدد من المواقع الإخبارية، أن الاتحاد الأوروبي سيواجه تحديات حقيقية، بما في ذلك كيفية الحفاظ على الاستدامة المالية، قواعد الاستثمار، تعزيز القدرة التنافسية للتصنيع الأوروبي، كيفية التنافس مع الصين، الإنفاق المستقبلي لأوكرانيا، تعزيز القدرات الدفاعية، وسط احتمال عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، الأمر الذي سيؤثر على كل شيء، بدءا من التجارة إلى السياسة البيئية.
مؤكدا أن الصعود المثير للقوى المتطرفة هو محصلة طبيعية لشعور الناخبين في جميع أنحاء أوروبا بخيبة الأمل الناتجة عن إحساس متزايد بأنهم غيرممثلين من قبل الأحزاب الرئيسية، الأمر الذي جعل هذه الأحزاب تحت الضغط وفي دائرة صعبة وحرجة. وضع زج بأحزاب المحافظين والاشتراكيين والليبراليين داخل مرجل يغلي بالأسئلة والتساؤلات العميقة والمصيرية حول مصير الاتحاد الأوروبي، بل وربما نهايته.
أما في تقريرنشرته صحيفة الدستور، قال المحلل السياسي الأردني- الألماني ميار شحادة، إن النسبة الأكثر مشاركة في هذه الانتخابات كانت فئة شبابية يئست من السياسيين التقليديين وكلامهم البيروقراطي، واليمين بطبيعة الحال يستخدم لغة شعبية قريبة من تفكير هذه الفئة، لدرجة أن هناك عربا وأجانب أصبحوا يتوافقون مع جزء من أفكار اليمين الشعبوي.
وتابع شحادة، بكون اليمين حقق أرقاما مرتفعة، إلا أن الكتلة الوسطية ما زالت أكثرية، بمعنى أن اليمين لن يستطيع تعطيل القرارات، ولكنه قد يكون عاملا في تعطيلها لبعض الوقت، وهم يعلمون بأنهم لا يمكنهم الخروج عن سياق الإجماع، خصوصا فيما يتعلق بقوانين الاتحاد الأوروبي، وحتى تتغير تحتاج أغلبية ضخمة.
واستطاعت الأحزاب المنتمية لليمين المتطرف تحقيق مكاسب في انتخابات البرلمان الأوروبي، ما وجه ضربة قوية إلى كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، أولاف شولتس.
النهایة
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :ar.shafaqna.com
بتاريخ:2024-07-08 00:12:09
الكاتب:Shafaqna1
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي