العرب و العالم

محلل سياسي سوري: السعودية ستفكر مرات ومرات قبل الاندفاع بالعلاقة مع اسرائيل

شفقنا- قال المحلل السياسي السوري الدكتور احمد الدرزي” ان السعودية كانت تفكر بالتكامل مع إسرائيل لعل ذلك يحميها ولكن اكتشفت أن هذا الكيان هو من يبحث عن الحماية لذلك أعتقد بأن السعودية ستفكر مرات ومرات قبل الاندفاع بالعلاقة مع هذا الكيان.

و في حوار خاص مع شفقنا العربي، علق الدكتور الدرزي على تصريحات سفيرة السعودية في واشنطن التي قالت: نركز على “تكامل العلاقات” مع إسرائيل وليس التطبيع” وما تحمله تصريحاتها من المعاني و الاهداف السياسية واوضح: إذا علمنا أن السفيرة السعودية في واشنطن، هي ابنة رجل أمريكا الأول، بندر بن سلطان، لما استغربنا هذا التصريح، ومع ذلك فإنها تمثل السياسات السعودية.

هذه الرؤية لا يمكن أن تنطبق على توجهات السعودية الحالية، فالمسار العام للمنطقة، لا يوحي بالتوجه نحو تعويم دولة الكيان، بحكم التحالفات الجديدة، وبحث المملكة السعودية عن دور إقليمي كبير، لا يمكن أن يتحقق، إلا بالابتعاد عن إسرائيل، وهي قد راهنت في مرحلة من المراحل، بعد تراجع الولايات المتحدة عن اتفاقية عبد العزيز آل سعود والرئيس الأمريكي روزفلت، على ظهر المدمرة كوينسي عام 1945، الذي يقتضي الحماية مقابل تدفق النفط، وقد سقط هذا بعد استهداف آرامكو 2019 بالصواريخ اليمنية، وعدم تدخل الولايات المتحدة لحمايتها، بل سحبت صواريخ باتريوت، مما دفعها للتفكير بالتكامل مع إسرائيل لعل ذلك يحميها، ولكنها اكتشفت أن هذا الكيان هو من يبحث عن الحماية.

لذلك أعتقد بأن السعودية ستفكر مرات ومرات قبل الاندفاع بالعلاقة مع هذا الكيان، فحجم الخسائر أكبر بكثير من المكاسب.

وحول مدى قدرة كل من روسيا وايران ممارسة الضغط على اردوغان للانسحاب التركي من شمال سوريا قال الخبير السوري: يمتلك إردوغان، مساحة واسعة للحركة، بحكم مهاراته السياسية، واستثماره للموقع الجيوسياسي المهم جداً لبلده، بالإضافة لرغبة القوى العظمى الثلاث الأساسية، وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا، لاحتوائه ضمن مشاريعها الخاصة، وهو الآن في وضع تحرر من ضغوط الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي خرج منها منتصراً، وأمامه خمس سنوات من الحكم، لتحقيق طموحاته، وإعادة ترتيب علاقاته مع الدول، بما في ذلك “إسرائيل”، والإصرار على فتح الطريق إلى آسيا الوسطى عبر أرمينيا وآذربيجان، مما يدفعه للتحلل من كل التفاهمات مع إيران وروسيا، حول سوريا، وتثبيت وجوده العسكري فيها، وهذا ما دفعه لإرسال سبع ألوية عسكرية تركية، بقوام عشرة آلاف جندي، إلى مناطق الشمال السوري المحتل، للضغط على كل الأطراف، وخاصةً سوريا، للإقرار بالواقع الجديد للاحتلال التركي، والضغط على إيران بشكل أساسي كي تخرج من سوريا، بما يحقق أهداف مشتركة لتركيا والولايات المتحدة و”إسرائيل”.

لذلك أعتقد بأننا أمام مرحلة جديدة من الاستعصاء في سوريا، ستنعكس بالمزيد من الضغوط على السوريين.

و فيما يخص الهجوم الصاروخي الاسرائيلي الاخير على حمص وضرب اهداف جديدة فيها بعد سلسلة من الاعتداءات المماثلة خلال الاشهر الماضية قال الدكتور الدرزي: لن نشهد ردود سورية مباشرة، لاعتبارات متعددة، أولها نظرة دمشق إلى جيشها، الذي تعتبره بحاجة للتعافي بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب، ولا قدرة لديه على خوض حرب واسعة، والأمر الثاني الحسابات السياسية الخاصة، التي تنظر للمشهد الإقليمي شديد التعقيد، وما يمكن أن يترك من آثار على البنية السياسية الداخلية، بالإضافة إلى الموقف الروسي، الحريص على مستوى منخفض من الرد، المتمثل بإسقاط الصواريخ فقط، ولذلك لا أعتقد بأن هذا الموقف سيتغير بالمدى القريب.

الحوار من: ليلى.م.ف

  • ماجاء في الحوار لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع

انتهى

 

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-07-08 11:06:55
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading