مساعد وزير الصحة يكشف كيف اصبحت إيران رائدة بإنتاج اللقاحات

خاص بالعالم

وقال حيدري في حوار خاص مع قناة العالم خلال برنامج “من طهران”: أنّه کان هناك استقبال وترحیب باللقاحات الوطنية الايرانية وابرزها لقاح “بركت”، وقد بدأت بالفعل الشركات الايرانية بتصدیر منتجاتها، وان شاء الله سوف تقدّم الأفضل من نتاجاتها للدول الأخری الراغبة في الإستفادة من اللقاحات الایرانیة، وان ايران اصبحت من الدول الرائدة في انتاج اللقاحات.

واليكم فيما يلي نص المقابلة:

العالم: نبدأ بالسؤال الاول حول فيروس كورونا الذي انتشر في العالم منذ اكثر من عامين، فيما يتعلق بايران، هل تم السيطرة على هذا الفيروس؟ وما هي توقعاتكم بالنسبة لمستقبل هذا الفيروس والمتحورات الجديدة في ايران؟

حيدري: کان سؤالاً جیّداً جدّاً. الحمدلله وبالنظر إلی أنّ الجمهوریة الإسلامیة في ایران رکّزت برنامجها علی موضوع اللقاح، والحمدلله من حیث أنّ منظمة الصحّة العالمیة قد وضعت برامجها بحیث یتم تغطیة 70% من أفراد الشعب الایراني، إلا أنّنا بفضل من الله سبحانه وتعالی قد تخطینا نسبة 75% ، وفي حقیقة الأمر تمکّنا من إعطاء اللقاح لأکثر من 75% من السکّان.

ولأنّ هذه العملیة تمّت في مدّة زمنیة مضغوطة جدّاً من ناحیة، ومن ناحیة أخری کنّا في صدد تنفیذ المرحلتین الثانیة والثالثة من التلقیح، وعلی الأخصّ علی المجموعات المعرّضة للخطر، إلا أنّنا بتوفیق من الله سبحانه وتعالی نجحنا بأقلّ نسبة من الأضرار في أن نضع خلف ظهرانینا هذه الأمواج من حالات الوفیات والإصابات التي ابتلیت بها الکثیر من دول العالم.

أمّا بالنسبة لوضعنا الحالي، فبإمکاني القول أنّ الحالة مستقرّة وجیّدة جدّاً مقارنة بالفترات السابقة وهذا یتّضح جلیّاً في نسبة الإصابات ونسبة الذین یتمّ إدخالهم المستشفیات ونسبة حالات الوفاة الیومیة حیث انخفضت المؤشّرات بشکل لافت مقارنة بالسنتین الماضیتین.

والآن نحن نتوقّع بعدم حصول موجة جدیدة إلی نهایة فصل الصیف القادم، مالم تحدث حالة خاصّة أو إستثنائیة في هذا الفیروس. والحمدلله نحن لانواجه أيّ مشکلة مع الأنواع الجدیدة لجائحة کورونا، للعلم فأنّ الأنواع المختلفة لجائحة کورونا وعلی الأخصّ نوع “بي اي تو” قد أوجدت موجة جدیدة من الإصابات في بعض الدول کبریطانیا، إلا أنّنا وبتوفیق من الله قد وضعناها خلفنا والیوم ظروفنا جیّدة جدّاً.

العالم: اشرتم الى ان اكثر من 75 بالمئة من المواطنين الايرانيين تم تطعيمهم باللقاحات المضادة لفيروس كورونا، فيما يتعلق باحتياطي ايران من اللقاحات خاصة من الانتاج الوطني، ما هي آخر الاحصائيات؟

حيدري: حسناً، وکما تعلمون نحن والحمدلله لدینا لقاح ایراني، ونتقدّم بالشکر لزملائنا وعلمائنا الأعزّاء لإنتاجهم العدید من اللقاحات ذات الجودة العالیة بعد دراسات مستفیضة في هذا المجال، ولکن لأنّ سیاسة الحکومة کانت تتمثّل في الإسراع في حملة التلقیح لأفراد الشعب، لذا فقد تمّت عملیة شراء لقاحات مختلفة أو تمّ انتاجها داخل البلاد.

والآن وأنا أتحدّث إلیکم فقد تمّت الإستفادة من حوالي 50 ملیون من اللقاحات الداخلیة، بکلمات أخری یمکنني القول أنّه تمّ تلقیح 148 جرعة ومن هنا فقد دخلنا المرحلة الثالثة التي أکملناها بنجاح، کما أنّه لدینا اللقاحات اللازمة للمرحلة الرابعة وخاصّة للمجموعات المعرّضة للخظر حتّی نهایة السنة الایرانیة الحالیة، وللعلم فمنذ سبعة أشهر لم نستورد أيّ لقاحات من الخارج ولن نستفد من أيّ لقاح خارجي في عملیة التطعیم.

وبالنظر إلی الإنتاج الداخلي بکمّیات کبیرة وللقرار الذي اتّخذته اللجنة الخاصّة لمکافحة کورونا والذي تمثّل في السماح للشرکات المنتجة والمصنّعة للقاحات الوطنیة للبدء بتصدیر نتاجاتها إلی الخارج بعد أن حصلت علی موافقة منظمة الصحّة العالمیة بسبب الأبحاث والمقالات والوثائق التي اطّلعت علیها، بإمکاني القول أنّه کان هناك استقبال وترحیب بهذه اللقاحات الداخلیة، وقد بدأت شرکاتنا بتصدیر منتجاتها بالفعل وان شاء الله سوف تقدّم الأفضل من نتاجاتها للدول الأخری الراغبة في الإستفادة من اللقاحات الایرانیة.

العالم: اشرتم الى موضوع تصدير اللقاحات الايرانية، انتم كشخصية علمية واخصائية في هذا المجال، كيف تقيّمون جودة وفاعلية اللقاحات الايرانية مقارنة باللقاحات الاجنبية؟ ومدى قدرتها على المنافسة في هذا المجال؟

حيدري: هنا وفي حقیقة الأمر یجب علی المقالات أن تجیب علی هذا، من الممکن البحث عن الجواب في شبکة الانترنت، ولکن الأهم من هذا ردود أفعال أفراد شعبنا فیما یتعلق بأعداد الدخول إلی المستشفیات ونسبة الوفیات في الموجات التي واجهناها قبل فترة ووضعناها خلفنا في حقیقة الأمر، علی سبیل المثال أومیکرون ونوع “بي اي تو”.

ولو تعودون إلی الوراء قلیلاً لوجدتم أنّنا بدأنا حملة التلقیح في الموجة السادسة في أواسط الموجتین الرابعة والخامسة، وخلال الموجة الخامسة أسرعنا الخطی حیث تدّنت أعداد الذین دخلوا المستشفیات مقارنة بالعدید من الدول، نحن یتوجّب علینا مقارنة أنفسنا وإنجازاتنا مع الدول المتقدّمة لأنّها بدأت في وقت مبکر وبسرعة قیاسیة کما أنّ لقاحاتها کفایزر ومودرنا وغیرها دخلت البورصة العالمیة وکانت تحتل العناوین البارزة في الصحافة العالمیة.

وبنظرة إلی نسبة الإصابات والوفیات والأفراد الذین دخلوا المستشفیات لدینا تجدها والحمدلله دقلّ بکثیر من العدید من الدول، وإن دلّ هذا علی شئ، فإنّما یدلّ علی جودة اللقاحات والبرنامج الذي وُضع لتلقیح أکبر عدد ممکن من الأفراد والذي أثبت فعالیته بطریقة عملیة، وهذا رد علی سؤالکم ما أودّ قوله بإختصار هو النظر إلی إنجازاتنا بصورة عملیة ووفقاً للنتائج الحاصلة.

العالم: فيما يتعلق بتصدير اللقاحات الايرانية، هل تم اتخاذ خطوات في هذا المجال؟

حيدري: بالطبع، یجب عليّ أن أقول لکم أنّ بعض هذه الشرکات قد قامت بتقدیم وثائقها لمنظمة الصحّة العالمیة، ولو قاموا من الناحیة الأخری بالبحث في المقالات المنتشرة والمعروضة علی شبکة الإنترنت، فقد عرضت هذه الشرکات أنشطتها وفعالیتها في مواجهة الموجات التي کنّا في صدد مواجهتها والأنواع الجدیدة التي قمنا بمکافحتها.

والآن هي في صدد القیام بعملیات التصدیر لعدد من الدول، وکما أسلفتُ لکم فقد حصلت هذه الشرکات علی الموافقة المطلوبة من لجنة مکافحة جائحة کورونا ومن وزارة الصحّة ولله الحمد لدیها مخزون کبیر وهي جاهزة لتصدیر ما بحوزتها من لقاحات.

مساعد وزير الصحة يكشف كيف اصبحت إيران رائدة بإنتاج اللقاحات

العالم: فيما يتعلق بتطعيم المواطنين الايرانيين، تم هذا الامر بدون دفع اي تكلفة وبالمجان تمت هذه عملية التطعيم، بالنسبة للمواطنين الاجانب، هل هذه العملية تتم دون اخذ اي تكلفة؟ وثانياً نحن نعلم بانه خلال الاشهر الماضية وبسبب اوضاع افغانستان وتغيير الحكومة، كان هناك نزوح مئات الالاف ان لم تكن الملايين من الافغان باتجاه الحدود الايرانية، ما هي الاجراءات التي اتخذت في هذا المجال لتطعيم هؤلاء الاجانب في ايران؟

حيدري: هذا سؤال قیّم جدّاً. أنا ممتن لکم علی هذا السؤال الذي طرحتموه. علی أیّة حال، قناتکم الموقّرة هي قناة عالمیة وبطبیعة الحال فأنّ مشاهدیکم الأعزّاء حیثما کانوا في بقاع الأرض لربّما یتابعون هذا البرنامج الآن. هذا فخر لنا في الجمهوریة الإسلامیة في ایران، وکما أنّ عملیة التلقیح بدأت مع أفراد شعبنا العزیز، إلا أنّ هذه الحملة قد شملت الأعزّاء الذین یتواجدون علی أرضنا أیضاً.

وللعلم فأنّ التلقیح کان ولایزال مجاناً، وقد بدأنا في تلقیح الأفراد غیر الایرانیین منذ الیوم الأوّل أیضاً ولم نضع في الإعتبار أيّ فروق بین الأفغاني والباکستاني والفرد الایراني، فهم علی أیّة حال، بل شملت حملة التطعیم الأفراد المتواجدین في ایران بصورة غیر قانونیة والسبب هو أنّ القضیة إنسانیة بعیدة کلّ البعد عن المواضیع السیاسیة والأمنیة، فنظرتنا إنسانیة، أضف إلی هذا ما کان قائد الثورة الإسلامیة حفظه الله قد أکّد علیه من وجوب تلقیح الجمیع دون استثناء، وهذا ماحصل بالفعل.

علی أیّة حال، وبعد أن تمتّ عملیة التلقیح قمنا بإبلاغ بعض الدول ومن ضمنها أفغانستان برغبتنا بتقدیم هدیّة لشعبها، وهذا ما حدث بالفعل، فبعد أن تمّ إقرار هذا المشروع من قبل الجهات المختصّة قمنا بإبلاغ المسؤولین في تلك الدولة عن نیّتنا، طبعاً بشرط رغبتها في الحصول علی هذا الإهداء.

کما أنّ رئیس الجمهوریة المحترم أبدی رغبته بوجوب تقدیم مثل هذه المساعدة من اللقاحات التي استخدمناها نحن في الداخل، لبعض الدول الأفریقیة أیضاً من قبل الجمهوریة الإسلامیة في ایران.

العالم: الموضوع الاخر المتعلق بموضوع اللقاحات، هو موضوع نقل التجارب، هل هناك خطوات لتبادل التجارب مع دول الجوار او مع دول المنطقة، او دول العالم بشكل عام في هذا المجال، وايران من الدول الرائدة في انتاج اللقاحات؟

حيدري: نعم، کما أسلفت لکم، نحن نتبع السیاسة التي وضعها قائد الثورة حفظه الله في بدایة إنشتار جائحة کورونا، تمثّلت هذه السیاسة في أنّه ما نحقّقه من إنجازات ونتائج علینا وضعها تحت تصرّف بقیّة الدول الراغبة في الحصول علیها والإستفادة منها.

هذه السیاسة لاتزال باقیة بقوّتها، والبلاد علی استعداد تام للقیام بالمهمّة، فقد جهّزت وثائقها وأعلنت أنّها علی استعداد تام لإستضافة مسؤولي أيّ دولة ترید الإستفادة من هذه التجربة ومن هذه التقنیة، ولیس هناك أيّ طریق مسدود في هذا السیاق.

العالم: بعد اشهر نحو ثلاثة او اربع اشهر، هناك موسم زيارة اربعينية الامام الحسين “عليه السلام” قد تكون هناك زيارة للمواطنين الايرانيين الى العراق، ما هي التمهيدات التي ستتخذونها لمواجهة عدم اي تفشي جديد لفيروس كورونا بالنسبة للمواطنين الايرانيين الذين يذهبون الى العراق لزيارة العتبات المقدسة؟

حيدري: نعم، في حقیقة الأمر من الأعمال المهمّة التي نواجهها في الوقت الراهن یتمثّل في هذا السؤال الذي طرحتموه للتو. فنحن مقبلون علی موسم الحج، ما قبل به الجانب السعودي واشترط وجوده هو التلقیح باللقاحات الأجنبیة.

وبالنظر إلی أنّنا وبحمدالله قمنا بتلقیح حوالي 50 ملیون جرعة من اللقاحات الایرانیة المختلفة، وکانت النتائج مرضیة إلی حدّ کبیر، ودحد الأدلة علی هذا النجاح هو عدم استیرادنا لأيّ لقاح أجنبي منذ سبعة أشهر، والسبب أنّ أثر هذه اللقاحات الأجنبیة أصبح واضحاً لنا کما أنّ جودة اللقاحات الایرانیة أفضل من بعض اللقاحات الأجنبیة، علی أیّة حال، یمکن مشاهدة الوثائق والمقالات العلمیة التي عرضتها هذه الشرکات ومقارنتها بنظیراتها من الشرکات الأجنبیة من حیث آثارها في الجسم.

النقطة المهمّة فیما تخصّ الجهات التي نتواصل معها في مختلف الدول، هي أنّ لقاح سینوفارم الذي کانت دول کثیرة ترفضه في بدایة الأمر، ولاحقاً بدأت بقبولها بالتدریج، تبیّن هذه النقطة بما لا تدع مجالاً للشك أنّ موضوع اللقاح لمواجهة جائحة کورونا أصبح سیاسیاً أیضاً، من وجهة نظري الشخصیة تُعتبر هذه النقطة من ضمن نقاط الضعف لدی منظمة الصحّة العالمیة.

یجب ألا يتم وضع موضوع السلامة في اطار سیاسي علی الإطلاق، بل وفقاً للوثائق والمقالات العلمیة المطروحة في عالم الیوم. ولکن للأسف نحن نواجه مشکلة في هذا الصدد، ولهذا السبب فأنّ زملائنا من العاملین في وزارة الخارجیة یسعون لإقناع الأطراف الأخری بقبول هذه اللقاحات.

وبخصوص الأخبار الواصلة أستطیع القول أنّ الجانب العراقي قد قبل بلقاح “برکت”، وإذا ما کانت الأخبار صحیحة ومؤکّدة وتمّ الإعلان عنها رسمیاً، فأنّ مشکلتنا سوف تُحل إلی نسبة معیّنة.

ما هو مهم لنا هو حصول الفرد علی لقاح آمن ومطمئن بنسبة کافیة، ولهذا کانت الجرعة الثانیة في وقت من الأوقات هي الأساس للسلامة التامّة، أمّا الآن فأنّ الجرعة الثالثة هي التي وضعناها کأساس للسلامة، والسبب أنّه کلما ازدادت الفواصل الزمنیة کلّما انخفض مستوی السلامة، وعلی هذا الأساس، سوف نقوم بمنح جرعة أخری إلی أن یغرب هذا الفیروس من المجتمع العالمي وتعم السلامة أرجاء المعمورة.

طالما نحن نواجه هذا الفیروس یجب علینا رفع مستوی سلامة الأفراد في المجتمع والمحافظة علی هذا المستوی، والآن وبما أنّ هناك البعض من الذین یتواجدون في السعودیة أو العراق ویصابون بهذا الفیروس، فإذا کان مستوی السلامة لدیهم مرتفعاً فأنّ نسبة إصابتهم ستقل بلا شك، ولهذا السبب وضعنا ثلاث جرعات کأساس لسلامة الأفراد، وان شاء الله حینما یبدأ الأفراد الذین ینوون اداء مراسم الحج بتلقي اللقاح إضافة إلی زیارة الأربعین أیضاً، بإمکانهم مغادرة البلاد بعد أن یتلقوا اللقاح.

نحن لدینا نظام ذکي یستطیع الأفراد المتلقین للقاح اللازم من خلاله مغادرة أرض الوطن، وبعد عودتهم إلی البلاد یخضعون لنظام “سندرمیك “، الخاصّ بمراقبة المرضی الأمراض، ولو حدث لا سمح الله وأن ظهرت علامات المرض علی البعض منهم، فأنّهم یخضعون للحجر الصحّي، کلّ هذا من أجل إدارة دخول وخروج الأفراد من الوطن.

مساعد وزير الصحة يكشف كيف اصبحت إيران رائدة بإنتاج اللقاحات

العالم: بالنسبة للحجاج الايرانيين، هل تم التوصل الى اتفاق او تفاهمات مع الجانب السعودية نوعية اللقاحات بالنسبة للمواطنين الايرانيين؟

حيدري: کلّ هذا في قالب کتیّب أو إرشادات عملیة أُرسلت إلی جمیع الدول، وهي أنّنا نستفید من اللقاحات الموجودة لدینا في ایران، وهي اسبوتنیك وسینوفارم واسترازنکا، وللعلم فأنّ اللقاحات الآنفة الذکر هي من ضمن القائمة التي قبلها الآخرون.

للعلم فأنّنا عقدنا اجتماعاً هذا الیوم مع نظرائنا في وزارة الخارجیة ورجونا منهم أن یتابعوا هذا الموضوع. وان شاء الله، اذا ما نجحوا في إقناع المعنیین من خلال تقدیم الوثائق والمستندات المطلوبة بقبول لقاح “برکت” فسیکون ذلك مبعث فخر ومسرّة لنا، وإلا فأنّنا سنعطي الأفراد المتوجّهین إلی الحج اللقاحات المعنیة وهي موجودة بأعداد کافیة، ولا نواجه أيّ مشکلة في موضوع التلقیح، ونحن في نهایة المطاف نسعی إلی التقلیل من زحمة وتعب الأفراد الراغبین بالحج أو المتوجّهین لزیارة العتبات المقدّسة.

العالم: خلال اكثر من عامين من انتشار فيروس كورونا، هناك امراض اخرى ايضاً ناتجة عن فيروسات كالايدز او الملاريا، ربما تم تجاهلها الى حد ما او الاغفال عنها، بسب الطابع الخاص لفيروس كورونا، ما هي تقييمكم لهذه الامراض الاخرى الناتجة عن الفيروسات في ايران؟

حيدري: نحن من العاملین في القطاع الصحّي لایمکننا ترکیز طاقاتنا وأنشطتنا علی قسم واحد فحسب، والتقصیر، إن صح التعبیر، في أقسام ومجالات أخری أو تجاهل بعض الأمور. لحسن الحظ، خلال العام المنصرم في موضوع الحصبة وهذا العام في موضوع الملاریا، فقد حصلنا علی شهادة لحذف هذین المرضین، وإن دلّ هذا علی شئ، فإنّما یدل علی إهتمام زملائنا وبرنامجهم المعد مسبقاً والذین یسعون حثیثاً في أعمالهم ووظائفهم المنوطة إلیهم ویتابعونها بأدقّ التفاصیل. حالیاً فقد بلغت نسبة التلقیح في البلاد أکثر من 94%، بالطبع من جمیع أنواع اللقاحات، بشکل أدق من 94% إلی 99.8% .

حالیاً، لدینا أنواع متنوّعة من اللقاحات لمکافحة أنواع الأمراض مثل الملاریا الذي تفضلتم بطرحه، وبهذا الترتیب نحن نسعی بکلّ ما أوتینا من جهد، والحمدلله بعد حصولنا علی هذا الشهادة التي أسلفتها لکم، فهذه مفخرة أخری لنا بأنّنا کنّا موفّقین وناجحین.

ولکن الأمر الذي یُعتبر لنا مشقة وقلقاً في نفس الوقت في الجمهوریة الاسلامیة في ایران هو إنتشار أمراض کالملاریا والحصبة وشلل الأطفال، لذا فأنّ قلقنا یزید بزیادة تردّد المسافرین من هذه الدول، أضف إلی هذا فأنّ العیّنات التي نأخذها من هؤلاء المسافرین، فأنّها تلقي بثقل کبیر علی البلاد ومیزانیتها، لکنّنا علی أیّة حال نسعی جاهدین کي نحافظ علی نظافة وسلامة مجتمعنا وأن نقلّل من الأعراض والأمراض إلی أکبر حدّ ممکن.

العالم: هناك بعض الاخبار تتحدث عن نجاح ايران في انتاج لقاحات بطريقة حديثة في مجال الانفلونزا، وهذه اللقاحات الحديثة الانتاج يقال بانها كانت حصرياً من انتاجات الولايات المتحدة، الى اي حد تؤيدون هذه الانباء؟

حيدري: نعم، لو تتذکّرون فأنّ زملائنا وضعوا أقدامهم في هذا المضمار العام الماضي، وعقدوا العزم علی إنتاج لقاح کورونا، والحمدلله فقد وُفّقنا في هذا الصدد وهذه التقنیة تُعتبر الیوم محلیة ووطنیة، حصل کلّ هذا بفضل مجهود علمائنا، والیوم فأنّ الأرضیة أکبر مما سبق بکثیر، آنذاك حینما تحدّث رئیس الجمهوریة السابق وقال أنّه قد أصبح بإمکاننا إنتاج لقاح الأنفلونزا.

أضیف بأنّه توجد حالیاً ست شرکات تقوم بهذا العمل، وهذا الکلام ینطبق علی لقاحات أخری أیضاً، فالحقیقة أنّ استراتیجیات وزارة الصحّة وشرکات القطاع الخاص أو القطاع العام تتمثّل في إنتاج لقاحات أخری غیر لقاح جائحة کورونا، وهم الآن یعدّون البرامج الخاصّة بهذا الصدد، وان شاء الله تصل هذه البرامج إلی مرحلة التنفیذ وتنجح في إدخالها إلی سوق الصحة والسلامة وإهدائها إلی أفراد المجتمع.

العالم: دكتور كمال حيدري مساعد وزير الصحة الايراني شكراً لكم على اتاحة هذه الفرصة.

حيدري: أتقدّم منکم بالشکر الجزیل، وإن شاء الله تعم السلامة في العالم، وأتمنّی شخصیاً أن تعمّ العدالة قطاع السلامة والصحّة في جمیع أنحاء المعمورة، الیوم نحن نشهد وللأسف الشدید أنّ العدید من دول العالم المتخلف والعالم الثالث محرومة من الحصول علی هذه اللقاحات.

نحن شهدنا ولمسنا هذا الظلم الذي یُعتبر نقطة ضعف في الحقیقة، نحن نشعر بالأسی والأسف حینما نری هذا التعامل فیما بیننا في مجال السلامة والصحّة، وأیضاً تلك الشعارات الجوفاء کشعارات حقوق الانسان والتي أثبتت أنّها مجرّد أقاویل ولا تمت إلی الحقیقة بصلة والتي تطلقها دول تدّعي إهتمامها بحقوق الإنسان والتطوّر والتقدّم. ان شاء الله تکونون مثابرین وأتمنّی لکم الصحّة والسلامة ولجمیع المشاهدین الأعزّاء وأوقاتاً سعیدة.

الكاتب :
الموقع :www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2022-05-05 01:05:06

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading