الدفاع و الامن

مصر تعلن رسميا اختيارها للمقاتلات الصينية J-10C لتحل محل مقاتلات F-16 الأمريكية

موقع الدفاع العربي 11 سبتمبر 2024: أعلنت مصر رسميًا أنها ستستبدل أسطولها القديم من طائرات إف-16 الأمريكية بمقاتلات صينية من طراز جيه-10 سي “التنين القوي” (J-10C Vigorous Dragon)، بعد مناقشات استمرت على مدار الأشهر القليلة الماضية. ويعكس هذا القرار الذي تم الإعلان عنه خلال أول معرض جوي دولي في مصر، نية القاهرة تنويع مصادر معداتها العسكرية، وبالتالي تقليل اعتمادها على أنظمة الدفاع الأمريكية.

تعد طائرة تشنغدو جيه-10 سي، التي دخلت الخدمة مع القوات الجوية الصينية منذ عام 2004، مقاتلة متعددة الأدوار مجهزة بمحرك واحد وأجنحة دلتا وتكوين كانارد. تشتهر طائرة تشنغدو جيه-10 سي بقدرتها على المناورة وتعدد استخداماتها، وتوفر قدرات متقدمة بتكلفة تنافسية، مما يجعلها بديلاً جذابًا للطائرة الأمريكية إف-16 في (F-16V)، والتي تم اقتراحها كترقية للأسطول المصري.

تم تطوير طائرة تشنغدو جيه-10 سي بواسطة شركة تشنغدو لصناعة الطائرات (CAC)، وتتميز بأنظمة حرب إلكترونية متقدمة ورادار مسح إلكتروني نشط (AESA). وهي تدعم العمليات متعددة الأدوار مع حاويات الاستهداف والقنابل الموجهة بالليزر والصواريخ جو-جو. دخلت طائرة تشنغدو جيه-10 سي الخدمة رسميًا في ديسمبر 2017، وهي حاليًا قيد التشغيل من قبل الصين وباكستان، وقد أعربت مصر عن اهتمامها بشراء اثنتي عشرة وحدة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تكلفتها المنخفضة مقارنة بالطائرات المقاتلة الغربية والروسية.

تم تصميم J-10C بتصميم ديناميكي هوائي “دلتا-كانارد بلا ذيل”، مما يحسن من قدرتها على المناورة والرفع الكلي. وهي مدعومة بمحرك توربوفان روسي من طراز Lyulka-Saturn AL-31FN، قادر على الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 2200 كم/ساعة ومدى 3200 كم. بالإضافة إلى ذلك، فهي مجهزة بأجهزة إلكترونية حديثة، بما في ذلك مستشعر IRST والعديد من أجهزة الطيران المثبتة خارجيًا للملاحة والاستهداف ومهام الاستطلاع الإلكتروني.

يأتي هذا القرار في وقت إعادة التنظيم الجيوسياسي لمصر، التي انضمت مؤخرًا إلى كتلة البريكس إلى جانب لاعبين رئيسيين مثل الصين وروسيا والهند. في السنوات الأخيرة، حصلت مصر أيضًا على معدات دفاعية من روسيا وفرنسا، بما في ذلك ميغ-29إم (MiG-29M) وداسو رافال (Dassault Rafale). ومن المقرر أن تصبح J-10C الصينية جزءًا رئيسيًا من ترسانة مصر المتنوعة.

يعكس هذا التطور أيضًا العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية المتنامية بين مصر والصين. إن مشاركة الصين في معرض مصر للطيران في العلمين تشكل جزءاً من جهودها الأوسع نطاقاً لتعزيز حضورها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فقد توسع النفوذ العسكري الصناعي الصيني في المنطقة بشكل كبير، بدعم من علاقاتها الاقتصادية المتنامية، وخاصة من خلال واردات الطاقة.

مصر تعلن رسميا اختيارها للمقاتلات الصينية J-10C لتحل محل مقاتلات F-16 الأمريكيةمصر تعلن رسميا اختيارها للمقاتلات الصينية J-10C لتحل محل مقاتلات F-16 الأمريكية
مقاتلة J-10C صينية في مصر

وعلى الرغم من تبني المقاتلات الصينية، تواصل مصر الحفاظ على علاقات دفاعية مع الولايات المتحدة، كما يتضح من الاتفاق الأخير لشراء طائرتي نقل من طراز C-130J Hercules من خلال برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية الأمريكية (FMS). ومع ذلك، فإن التحول إلى J-10C يمثل تحولاً كبيراً، حيث تعتبر طائرات F-16 الأمريكية التي تمتلكها مصر، والتي شكلت العمود الفقري للقوات الجوية المصرية منذ الثمانينيات، قديمة الطراز الآن في مواجهة أنظمة الدفاع الجوي الحديثة.

من المرجح أن العديد من العوامل أثرت على قرار مصر، بما في ذلك فعالية تكلفة J-10C وقدراتها القتالية المتقدمة. بالإضافة إلى ذلك، ربما لعبت مخاوف مصر بشأن السياسة الأمريكية في المنطقة، وخاصة دعمها للعمليات الإسرائيلية في غزة، دورًا في التحول نحو تكنولوجيا الدفاع الصينية.

وبهذا الاستحواذ، أصبحت مصر الدولة الثانية بعد باكستان التي تشغل J-10C Vigorous Dragon. ومن المتوقع أن تنشر القوات الجوية المصرية هذه المقاتلات لتعزيز قدراتها العملياتية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وتعزيز مكانة مصر كقوة عسكرية إقليمية.

إن اهتمام مصر بالمقاتلات الصينية يتجاوز طائرة J-10C، حيث أبدت البلاد أيضًا اهتمامها بطائرة J-31، وهي مقاتلة شبح من الجيل الخامس. وفي حين توفر طائرة J-10C قدرات متعددة الأدوار بتكلفة منخفضة، مما يجعلها قادرة على المنافسة مع الطائرات الغربية والروسية، فإن طائرة J-31 تُرى كأصل استراتيجي لمواجهة طائرات F-35 الإسرائيلية. إن ميزات التخفي المتقدمة لطائرة J-31 وقدرات التهرب من الرادار وأنظمة الأسلحة الحديثة تجعلها مرشحة لتحديث القدرات الجوية لمصر والحفاظ على توازن القوى في المنطقة. كما أن قدرتها على تنفيذ مهام القصف والحظر والدعم الجوي القريب تعزز من اهتمام مصر، وخاصة في سياق جيوسياسي حيث تسعى إلى تنويع مصادر دفاعها ردًا على العقوبات المفروضة على روسيا والعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

تلعب القوات الجوية المصرية دوراً محورياً في استراتيجية الدفاع في البلاد، بأسطول متنوع من الطائرات المقاتلة من مصادر مختلفة. وتشغل مصر حالياً طائرات إف-16 الأميركية، وميغ-29 الروسية، ورافال الفرنسية، وهو ما يعكس استراتيجيتها في تنويع قدراتها العسكرية. ومع ذلك، فإن العديد من هذه الطائرات، وخاصة طائرات إف-16، تعتبر قديمة وأقل فعالية ضد التهديدات الحديثة. وتوضح رغبة مصر في الحصول على طائرات جيه-10 سي وجيه-31 التزامها بتعزيز أسطولها الجوي في مواجهة التحديات الإقليمية الجديدة، بما في ذلك التفوق الجوي الإسرائيلي.

إن الشراكة الدفاعية بين الصين ومصر لها تاريخ طويل، يعود إلى سبعينيات القرن العشرين. وعلى مدى العقود، نمت هذه الشراكة بقوة مع توريد مختلف المعدات العسكرية الصينية، بما في ذلك الغواصات والمدمرات والزوارق الصاروخية والطائرات. إن سياسة عدم التدخل الصينية ونهجها الاستراتيجي في تصدير الأسلحة، بعيداً عن الظروف السياسية، يجعل هذا التعاون جذاباً بشكل خاص لمصر. بالإضافة إلى ذلك، تقدم الصين أسعاراً تنافسية ونقل التكنولوجيا المتقدمة، مما يسهل مشاريع الإنتاج المشترك. ويسمح هذا لمصر بتحديث قواتها المسلحة بشكل مستمر مع تنويع شراكاتها الدولية في ظل مشهد جيوسياسي متطور باستمرار.

ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2024-09-11 10:26:51

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading