معادلة جديدة طريق لاعمار غزة

يديعوت احرونوت 4/3/2025، ليئور لوتان: معادلة جديدة طريق لاعمار غزة
في 6 حزيران 1982، مع بدء حملة سلامة الجليل، لاحقا حرب لبنان الأولى، اسقطت طائرة الطيار اهرون احيعاز فسقط في أسر م.ت.ف في بيروت. في اثناء الحرب أقام الجيش الإسرائيلي حصارا على بيروت تضمن قطع الكهرباء، الماء والمؤن، هجمات متواصلة بل واحتلال المطار ومناطق أخرى في المدينة. بعد سبعة أسابيع من الحصار والضغط العسكري الشديد، تحقق اتفاق دولي لاجلاء الاف رجال م.ت.ف من بيروت ولبنان عبر البر والبحر. كجزء من الاتفاق ضمنت الولايات المتحدة الخروج بسلام لعرفات ورجاله، لكن الجيش الإسرائيلي نقل رسالة بانه لن يكون بوسعه أن يضمن سلامة رجال م.ت.ف المنسحبين دون تحرير الطيار الأسير. بفضل ذلك، ولجودة الوساطة الامريكية، تحرر احيعاز وأسير إسرائيلي آخر، سقط في الاسر قبل بضعة أيام من ذلك بلا مقابل في آب 1982. الان، مع نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق مع حماس، يتبين أن الماضي يكرر نفسه – والاحتمال لاعادة المخطوفين من غزة متعلق اكثر بكثير من المحور السياسي الذي بين إسرائيل والولايات المتحدة مما في المجال العسكري الذي بين إسرائيل وحماس.
الشرك مكشوف وواضح، الهدفان اللذان وضعتهما إسرائيل للحرب تفكيك حماس وإعادة المخطوفين – لا يمكنهما أن يتحققا بكاملهما بالتوازي، بل فقط بترتيب معين. هكذا، يوجد امام إسرائيل والولايات المتحدة الان ثلاث استراتيجيات بديلة لمواصلة الجهد لاعادة المخطوفين، وكلها مفعمة بالخطر للمخطوفين ولا تمثل أي منها إمكانية واضحة للتقدم. الاستراتيجية الأولى هي “الربط الى الوراء” – استمرار المرحلة الأولى بدفعات تحرير لمخطوفين قلائل وبالتوازي مواصلة المفاوضات على شروط المرحلتين الثانية والثالثة، اللتين اساسهما هو إعادة كل المخطوفين وانهاء الحرب. الميزة واضحة: انقاذ عدد آخر من المخطوفين في منحى سبق ان نفذه الطرفان بنجاح، بدون الاثمان الاستراتيجية والسياسية لانهاء الحرب. النقيصة هي ان هذه الاستراتيجية لا تبلور خطة وجدولا زمنيا محددين لاعادة كل المخطوفين.
الاستراتيجية الثانية هي “قطع داخلي” – قطع عن منحى الاتفاق القائم وبدء مفاوضات على منحى جديد يعاد فيه كل المخطوفين دفعة واحدة. الميزة، اذا ما نجحت الخطوة، هي أن كل المخطوفين سيعودون في مدى زمني قصير لكن بالمقابل سيتطلب الامر زمنا طويلا لتحقيق اتفاق جديد، واضافة الى اتفاق لانهاء الحرب في وضع لا تزال فيه حماس منظمة ذات تأثير في غزة ليس مقبولا من الحكم في إسرائيل.
الاستراتيجية الثالثة هي “خلق أزمة” – من خلال استئناف المعركة العسكرية او عبر رفض مواصلة المفاوضات بالشروط الحالية. هكذا فان الانشغال بمعضلة وبثمن الاتفاق سيتأجل حتى تغيير الشروط الذي يؤدي الى استسلام كامل لحماس، لكن معظم المخطوفين اغلب الظن لن ينجوا.
الاتفاق الذي تحقق في بيروت ودور الولايات المتحدة في تحقيقه يرفع استراتيجية رابعة، استراتيجية “التفاف ذاتي”، أساسها التفاف على صدام المصالح بالنسبة لانهاء الحرب وبلورة معادلة مصالح جديدة كأساس لتسوية جديدة. المعادلة الجديدة المقترحة هي تغيير موضوع البحث من تسوية انهاء الحرب – الى تسوية اعمار قطاع غزة. الرافعة ستتم من خلال عرض أربعة شروط لبدء الاعمار، لا تطرحها إسرائيل بل الدول المعمرة. الشرط الأول – الاعمار لن يبدأ الا بعد خروج المخطوف الإسرائيلي الأخير. الشرط الثاني – إسرائيل تخرج من المنطقة المخصصة للاعمار قبل بدئه وزعماء حماس يتركوها الى الابد في مصالح مستقبل القطاع دون أن يعتبر الامر استسلاما لاملاء إسرائيلي. الشرط الثالث – الدول المعمرة تشكل “مجلس المدراء” الذي يؤثر في فترة الاعمار على كل حكم مستقبلي في المنطقة ويكون منسقا مع إسرائيل. الشرط الرابع – لا يعلن وقف نار رسمي بل تنطبق بحكم الامر الواقع الشروط التي تنطبق في المنطقة.
من اجل تنفيذ هذه الاستراتيجية مقترح تغيير نهج المفاوضات الإسرائيلي، والانتقال من مفاوضات سرية بين إسرائيل وحماس من خلال دول وسيطة، عنوانها الشروط لاعادة المخطوفين الإسرائيليين – الى بحث علني بمشاركة كل الدول التي ستشارك في اعمار قطاع غزة ودول أخرى ذات مصلحة، عنوانه الشروط لبدء اعمار قطاع غزة. بحث كهذا يمكن أن يجرى حتى في مؤتمر يدعى اليه فورا للموضوع.
المبعوث الأمريكي ويتكوف مجرب ومقدر. على رأس الفريق الإسرائيلي المفاوض الجديد يقف صاحب تجربة سياسية الامريكية هي لغة امه. “لهذا الزمن أُعددتم للمُلك – والان عليهم أن يثبتوا انه يمكنهم أن يحققوا في غزة 2025 ما لا يقل عما تحقق في بيروت 1982.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-04 11:45:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>