معرض زهور جرمانا.. قصة عبق وتلاق بالمحبة – S A N A
ريف دمشق-سانا
لن يدهشك منظر الزهور والنباتات العطرية سورية المنشأ ومحلية المربى في المعرض، حتى يشدك إلى الجانب الآخر مشهد ثقافي حضاري على طاولة تكاد لا تجد آخراً لها، متمثل بجميع أنواع الكتب
على مدار سبعة أيام عاش أهالي مدينة جرمانا فرصة حضور معرضهم المصغر “معرض الزهور 2023″، والذي انطلق مع نهاية العام الدراسي ونظمته جمعية رواد البيئة بالتعاون مع المجلس البلدي والفعاليات الأهلية والرسمية والاقتصادية في المدينة، ليكون المركز حديقة كرم حديد مقر الجمعية نفسه.
وفي حديث لمراسل سانا الثقافية تحدث رئيس مجلس جمعية رواد البيئة شادي ضو عن أهمية هذه الفعالية، كونها جاءت متنفساً لأهالي البلدة الذين يصل تعدادهم لأكثر من مليون نسمة، إضافة لتشجيعهم على ارتياد الحدائق العامة كطقس اجتماعي وعائلي.
ولفت ضو إلى أهمية دعم المجلس البلدي والفعاليات الرسمية والأهلية لإقامة هذا الحدث، إضافة لشركائهم الذين ساهموا بنجاحه، كالفعاليات الثقافية والحرف اليدوية وأصحاب المشاتل والورود.
وبين ضو أن الدخول للمعرض الذي تقيمه الجمعية للمرة الأولى بعد انقطاع لسنوات جاء بشكل مجاني، والحضور كان غير متوقع، حيث تجاوز ال5 آلاف شخص في كل يوم.
ياسمين ثقافي وفن معطر في مكان واحد..
لن يدهشك منظر الزهور والنباتات العطرية سورية المنشأ ومحلية المربى في المعرض، حتى يشدك إلى الجانب الآخر مشهد ثقافي حضاري على طاولة تكاد لا تجد آخراً لها، متمثل بجميع أنواع الكتب، من المترجمات إلى الدراسات فالأدب والسياسة والاقتصاد، بما يخدم الحالة الوطنية، وذلك حسب ما تحدث به أيهم صقر ممثل مؤسسة دار سين الثقافية للنشر والإعلام، واصفاً الحدث بالمهرجان الجماهيري.
وبين صقر أن معرض الكتاب هذا العام تضمن أيضاً معرضاً للفن التشيكلي بمشاركة 17 فناناً في محاولة لدمج هذا الفن مع الكتاب الثقافي، إضافة لفعاليات الرسم للأطفال ذوي الاعاقة، وتقديم الكتاب المجاني مع فريق الكشاف تشجيعاً على القراءة والنهوض بالمشهد الثقافي، لافتاً إلى مشروع المعرض التبادلي تحت شعار: “كتابك القديم .. كتابي الجديد”.
وكانت هناك مشاركة لفرع ريف دمشق لاتحاد الفنانين بمجموعة من اللوحات، فيما كانت هناك زاوية للأطفال وفرحهم، وتحدث فؤاد الزربا عن مشاركته في المعرض عبر مركزه “قوس قزح” للرسم، والذي قدم من خلاله أنشطة متنوعة للأطفال، وورشة عمل مجانية لهم.
وأضاف الزربا إن عدد الأطفال المشاركين في الورشة وصل لأكثر من 200 طفل، وتضمت رسماً على الورق والوجوه، موضحاً أن المعرض شكل حالة تلاق اجتماعي وثقافي بآن واحد.
أما قسم الشتول والنباتات، فإن لم تلفتك عطوره، فإن ألوانه وأشكال مكوناته تجبر المار على التوقف والسؤال، فيأخذ المعلومة أولاً، ثم تغريه الأسعار الزهيدة لاقتناء إحداها، وهو ما حدثنا عنه المسؤول عن مشاتل الغوراني في المعرض، الذي لبى النداء حسب قوله مباشرة للمشاركة في هذا الحدث.
وأضاف أن جناحه يتضمن نباتات متنوعة بين الورود والأشجار المثمرة والصالونيات، معدداً أنواع الورود التي تنوعت بين الياسمين “المتعلق بالتراث السوري” والسجاد والخبيزة، هوا خشن وناعم، الغردينيا، الفل، السمكة، الحبق والريحان، إضافة للمليسة والميرمية، وكلها بأسعار رمزية وتناسب القدرات الشرائية.
لكن إن اقتنيت الورود لن يدعك فضولك تغادر المكان قبل معرفة أسماء النباتات الطبية والعطرية في الجناح المجاور، فتدخل إليه بسؤال الجاهل، وتخرج بفيض من المعلومات والفائدة، أما الشراء فلن تحسب حسابه، لأن أسعارها تبدأ من 2000 ليرة سورية معتمداً على النوع والحجم، وهو ما صرح به المهندس هشام ملاعب الذي ذكر مشاركته بنبات الستيفيا، والمورينغا “الشجرة المعجزة”، إضافة للحسك والأوليفيرا وغيرها.
وبين ملاعب أن الإقبال كان جيداً جداً حيث بدأت الناس تدرك فوائد وأهمية هذه النباتات الطبية.
بين نقاء القلوب وإبداع الأنامل .. تحف يدوية باهرة..
بعد جولة تحرك حواسك وفكرك، يبدأ القلب بالخفقان حين تلامس شغافه تلك المصنوعات بحبِ وشغف في أشكال وطرق وتفاصيل متناهية الدقة، لتجد قسماً كتب عليه: “لذوي الإعاقة”، وما إن تقترب حتى ترحب بك مديرة هذا الجناح حنان الرحيم، وهي مديرة فريق نقاء القلوب لذوي الإعاقة، والتي أوضحت أن فريقهم يعمل منذ عام 2015 مع هذه الشريحة لتعليمهم المهن، ثم مشاركتهم في المعارض والبازارات ليتم بيعها عن طريق الحرفيين.
وأضافت الرحيم إن الإقبال كان جيداً وهو ما يسعد الطلاب من خلال بيع منتجاتهم.
وحول قسم إعادة التدوير تحدثت ريما ملاعب عن المشروع الذي تقدمه في المعرض، حيث تستثمر توالف البيئة وتصنع منها تحفاً للزينة المنزلية، ما يوفر عبئاً عن البيئة، مضيفة أنها تأتي بالمواد الأولية من المواد التي ترمى عادة في المنازل، كالفوارغ والورقيات وكذلك الشمع وغيره، منوهة أن الأسعار في المعرض هي بسعر التكلفة ودون أرباح لتكون بمتناول الجميع، إضافة إلى أن تمويل المشروع يتم بشكل ذاتي.
وتحدث ماجد سلوم عضو جمعية رواد البيئة عن المنصة الثقافية التي رافقتها عروض موسيقية وراقصة امتاز بها المعرض هذا العام، إضافة لتجربة فريدة قام بها مركز آفاق وهي السينما البيئية، حيث شارك فريق آفاق بالعديد من الأفلام في الهواء الطلق، تنوعت بين الأنثروبولوجي والوثائقي وسينما الأطفال.
ولفت سلوم إلى أن التحضير الكبير للمعرض والاهتمام بالتفاصيل التراثية له، كان سبباً في نجاحه، وفي الإقبال الكبير الذي شهده.
وفي ختام المعرض اتفق الجميع على الروح الأهلية والمجهود الكبير المبذول لإتمام هذا المشروع، مؤكدين أنها فعالية مميزة اتسمت بالطابع التراثي، وتمكنت من رسم البسمة على وجوه الحضور، وإسعادهم بقدرتهم على اقتناء المعروضات بأرخص الأسعار.
سلام عزام
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency
المصدر
الكاتب:mohamad
الموقع : sana.sy
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-06-02 23:58:14
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي