مناورات الرسول الأعظم – 19: إيران مستعدّة لأي سيناريو

جرياً على عادتها في الاستعداد لكل السيناريوهات التصعيدية، التي قد يقدم عليها الكيان المؤقت أو الولايات المتحددة الأمريكية. تجري الجمهورية الإسلامية مناورات عسكرية كبرى، في العاصمة طهران وفي غيرها من المناطق في البلاد، ضمن إطار مناورات “الرسول الأعظم- 19″.

هذه المناورات العسكرية التي تنظمها إيران من حين لآخر، للقوات البرية أو البحرية أو الجو فضائية، من أجل تعزيز أمنها واستقرارها، وتعزيز قدراتها على التصدي للاعتداءات المحتملة ضدها، مثلما حصل منذ أشهر من اعتداء إسرائيلي.

ومن المقرر أن يشارك في هذه المناورات، حوالي 110 آلاف عنصر وضابط من قوات التعبئة الباسيج ومن حرس الثورة الإسلامية والجيش. بهدف إرسال رسالة واضحة، عن الاستعداد الكامل لكافة القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية للتصدي لأي تهديد، وإظهار مستوى الجاهزية والتماسك والمهارات الاحترافية لهذه القوات في كل ما يُطلب منها من مهام، سواء دفاعية أم هجومية.

للدفاع الجوي حصة بارزة في هذه المناورات

وقد نشرت وكالة “فارس” للأنباء صوراً لأنظمة دفاع جوي تشارك في مناورات “الرسول الأعظم- 19″. فيما صرح القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي بأن البلاد حققت تقدماً ملحوظاً في مجال الدفاع الجوي خلال الأشهر الماضية. وأضاف في تصريح تلفزيوني له على هامش مناورات الدفاع الجوي في أجواء مفاعل “نطنز النووي” بمحافظة أصفهان، بأنه كانت هناك حاجة لاختبار قدرات المنظومات الدفاعية في المناورات لمحاكاة سيناريو واقعي ودقيق.

وفي السياق، أوضح التلفزيون الإيراني في تقرير له، بأنّ وحدات الدفاع الجوي التابعة للحرس الثورة الإسلامية تقوم بتدريبات مفاجئة للدفاع الشامل عن “نطنز” حيث تتعامل مع حوالي 30 هدفاً جويا. وقد أشار حرس الثورة الإسلامية إلى أن مراحل التحضير الأولية لمناورات الدفاع الجوي قرب منشأة نطنز النووية، تدار من قبل مقر الدفاع الجوي المركزي في الجمهورية الإسلامية المعروف بمقر “خاتم الأنبياء”، وأنه من المقرر تنفيذ الأجزاء الرئيسية من هذه المناورات الأيام القادمة.

القوات البرية تستبق العدو

وفي جانب آخر من المناورة، نشرت المواقع الإخبارية الإيرانية صور قيام الوحدات العسكرية المشاركة بالتحرك مع كامل معداتها براً، نحو المنطقة الرئيسية للمناورات كرمانشاه، بالإضافة الى مشاهد تظهر قيام المروحيات التابعة للقوات الجوية للحرس الثوري بتقديم الدعم في نقل الوحدات المشاركة إلى موقع المناورات.

وقد أوضح المتحدث الرسمي باسم المناورات العميد سفيد جيان بان رصد تحركات العدو والاشراف الاستخباري عليه، كانت هي اول خطوة ينفذها مجاهدو القوات البرية للحرس الثوري. مضيفاً بأنه وجب على عناصر القوات البرية رصد مواقع “تموضع العدو” ومن ثم القيام بما يجب نظرا للظروف الموجودة. وشدد العميد سفيد جيان بأنه “يجب ان نتحرك ضد العدو قبل دخوله الى اراضينا فهذه المناورات خطط لها لا جل تحقيق هذه الغاية وإذا نوى العدو القيام بخطوة ضدنا سنقوم بخطوة استباقية ضده”. مبيناً بأنه “يجب ان يكون لدينا تقييم مناسب عن خطط وامكانيات ومعدات العدو لكي نستطيع التحرك بحزم ضده، وان وحداتنا العملياتية يجب ان تقوم بتحركاتها وفق المعدات التي يمتلكها العدو”.

العميد باكبور: المرحلة الأولى هي التدرب على الرد السريع

أما قائد القوات البرية لحرس الثورة الإسلامية، العميد محمد باكبور فقد كشف بأن مناورات الرسول الاعظم 19 تركز على العمليات الدفاعية والأمنية. وأن إجراء المناورات الأمنية الحالية يركز على غربي إيران، فيما ستشمل المراحل المستقبلية تدريبات دفاعية في المناطق الجنوبية بالقرب من الخليج الفارسی. مبيّناً بأنه تم اختيار هذه المنطقة على وجه التحديد لأهميتها الاستراتيجية وتاريخها الأمني السابق، وهي الأمور التي جعلتها مثالية لاختبار “قواتنا في ظل ظروف واقعية”.

وقد تم في المرحلة الأولى من المناورات، التدريب على سيناريوهات مختلفة لعمليات الرد السريع، وتم تنفيذ النقل السريع للقوات الخاصة في حرس الثورة الإسلامية والمعدات العسكرية إلى منطقة المناورات، وإنشاء مستشفى ميداني بسعة 128 سريرا ومزود بكامل الامكانات الصحية في منطقة العمليات بأقل من 8 ساعات.

وفي هذا الإطار أعلن قائد قوات الرد السریع في حرس الثورة الإسلامية، العمید أحمد علي فیض اللهي، عن استعدادهم “لتنفيذ أي نوع من المهام، في أي موقف وفي أي بيئة، للتعامل مع أي تهديد محتمل، وفي الأماكن التي يحتاج فيها العدو للتعامل بقسوة وفورا، ندخل المنطقة ونمنع اختراق قوات العدو ونتعامل معها بالقوة”.

وقد شملت المناورات أيضاً، التدريب الخاص على ظروف الحرب الإلكترونية واختبار أنظمة الرادار والاتصالات وتسيير طائرات الهليكوبتر وإجراء مختلف النيران التدميرية والهجومية والمساندة من قبل وحدات المدفعية والوحدات المدرعة وتدمير أهداف العدو الافتراضي ومقراته باستخدام معدات جديدة إيرانية الصنع.