العرب و العالم

منذ بدء العدوان.. مئات الوفيات بين مرضى السرطان في غزة

شفقنا – أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزّة، الاثنين، وفاة 436 من المصابين بالسرطان نتيجة الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على دخول الإمدادات الطبية والإغاثية، وعدم توفر العلاج اللازم منذ بدء العدوان، الذي يتزامن مع إغلاق جميع المعابر الحدودية أمام العلاج في الخارج.

وعدد الوفيات المذكور كبير نسبة إلى عدد المصابين بالأمراض السرطانية في القطاع، الذين يناهز عددهم 10 آلاف مصاب، وجميعهم يعيشون ظروفاً شديدة الصعوبة في ظل تكرار النزوح وتوقف عمل المستشفيات، خصوصاً مستشفى الصداقة التركي المتخصص بعلاج مرضى السرطان، ومستشفى عبد العزيز الرنتيسي التخصصي للأطفال، والذي كان يعالج الأطفال مرضى السرطان، واللذين تعرضا لاستهداف إسرائيلي مباشر.

كان مرضى السرطان في غزّة يعتمدون على العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية، وكان القطاع يضم عدداً من المراكز المتخصصة، أبرزها المستشفى التركي في وسط القطاع، ومستشفى الحياة في حي النصر بمدينة غزة، وكان بعضهم يخضع للعلاج الإشعاعي أو زراعة نخاع العظم في الخارج، إلى جانب العلاج المناعي والهرموني، لكن كل هذا بات غير متوفر في قطاع غزة منذ بداية العدوان، ما خلف مضاعفات للكثير منهم.

توفيت سعاد حسان (56 سنة) في 24 يونيو/حزيران الماضي، بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان الثدي، وكانت من بين من يتلقون العلاج في مستشفيات الضفة الغربية، وترددت على مستشفيات في رام الله والخليل على مدار العامين اللذين سبقا العدوان الإسرائيلي، وكانت تتعايش مع المرض، ومضرب مثل في الصمود، كما كانت تشارك في الكثير من التجمعات النسائية الخاصة بالدعم النفسي والاجتماعي للمصابات بسرطان الثدي، وتروي خلالها خبراتها في التعايش مع المرض، وإصرارها على القيام بمختلف المهام المنزلية رغم المعاناة، على الرغم من أنها كانت تواجه صعوبات عدة في أحيان كثيرة للحصول على الموافقة الأمنية من الجانب الإسرائيلي لنيل تصريح دخول من معبر إيرز أقصى شمالي القطاع للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية.

يعد سرطان المعدة الأكثر فتكاً لأنه يتطلب متابعة غير متوفرة حالياً

وتتفاقم حالات الضغط النفسي للمصابين بالأورام السرطانية مع تكرار النزوح، كما حصل مع أحمد غبن (52 سنة)، وهو مصاب بسرطان الغدة الدرقية، وبحاجة لاستئصال الغدد اللمفاوية، وكذلك الخضوع للعلاج الهرموني والإشعاعي.

يعيش غبن في خيمة قريبة من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، وهو يتردد على المستشفى للحصول على العلاج، ومراجعة الأطباء باعتباره المستشفى الوحيد التي يوجد فيها اختصاصيون، ويقول: “مراجعة الأطباء لا فائدة منها في ظل انعدام العلاج. أحصل على أقراص مسكنة، ومحاليل طبية لا تؤدي إلى أي نتيجة. أحتاج إلى العلاج الإشعاعي والهرموني، وقد وفروا لي حقنة واحدة تمنع الكتل السرطانية خلال الشهر الماضي، لكنها غير متوفرة حالياً، أعيش أياماً من العذاب المتواصل، وأنتظر الموت”.

وحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، فإن أنواع السرطانات الأكثر انتشاراً في القطاع يتقدمها سرطان الثدي في المرتبة الأولى، وتواجه المصابات به معاناة متواصلة في ظل النزوح المتكرر، وتحمّل الآلام من دون علاج، ويليه سرطان القولون وسرطان الرئة اللذان تتعادل نسب الإصابات بهما بين الرجال والنساء، فيما يعد سرطان المعدة هو الأكثر فتكاً لأنه يتطلب متابعة متواصلة، وهو أمر غير ممكن بسبب العدوان.

ويؤكد طبيب الأورام سعيد النجار أن بعض أنواع السرطانات يمكن الشفاء منها عبر العلاج والمتابعة، خاصة سرطان الثدي وسرطان البروستاتا، وكذا سرطان الغدد الليمفاوية، وأنه جرت محاولات عديدة لإخراج عدد من المرضى للعلاج في الخارج قبل إغلاق  الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح، لكن المرضى يدخلون الشهر الثالث على التوالي من دون فرصة للسفر والعلاج، ما يهدد حياة المئات منهم.

يضيف النجار أن مرضى السرطان في غزّة محرومون من غالبية العلاجات، وأبرز الأدوية الغائبة هي التركيبات مثل “بنداموستين” و”بوسولفان” و”كاربوبلاتين”  و”كارموستين” و”سيسبلاتين”، وهي أدوية أساسية لغالبية المرضى، وهناك أنواع أخرى مثل “بنتوستاتين” و”برالاتريكسيت” و”ثيوغوانين”، وهي أدوية مهمة لمنع الخلايا السرطانية من الانتشار، خصوصاً لدى مرضى سرطان الدم والأمعاء.

ويوضح الطبيب الفلسطيني: “هناك أعداد جديدة من مصابي السرطان منذ بداية الحرب، وهم يحتاجون لإجراء فحوص في ظل صعوبات كبيرة للعلاج، وعدد كبير من المرضى في غزّة يكافحون آلاماً غير مألوفة نتيجة ظروف الحرب، وعدد من المتوفين أخيراً صمدوا حتى آخر نفس، وهؤلاء أبطال، فغالبيتهم كانوا نازحين، ويتابعون مهامهم الأسرية حتى لحظاتهم الأخيرة”.

يتابع النجار: “أشعر بتخوف شديد على مصير مرضى السرطان في قطاع غزّة في ظل المعطيات القائمة، والأبحاث البيئية والطبية التي أجريت في القطاع خلال السنوات الماضية تؤكد ارتفاع نسب الإصابة بأمراض الأورام، ويرجع ذلك إلى تكرار العدوان الإسرائيلي، واستخدام أسلحة محرمة دولياً، إضافة إلى تلوث المياه الجوفية. يخوض القطاع حالياً أطول عدوان إسرائيلي، ومع دخول الشهر العاشر على التوالي، هناك مخاطر وأمراض قد لا تتحملها أجساد سكان غزّة، وربما يتم الكشف عنها مستقبلاً في ظل انعدام أي حلول تضمن تحسن القطاع الطبي كونه مرتبطاً بالحصار الإسرائيلي المفروض على غزّة منذ نحو 18 سنة متواصلة”.

انتهی.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :ar.shafaqna.com
بتاريخ:2024-07-09 19:12:05
الكاتب:مراسل الثانی
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading