من جنين غراد إلى جنين عام 2023!

العالم-قضية اليوم

قبل ذلك وفي عام 2002، مرت جنين بتجربة مشابهة لما شهدته منذ الليلة الماضية.

وفي ذاك العام، كانت جنين تحت حصار شديد لمدة 10 أيام ولم يسمح لأحد دخول هذه المدينة. في ذلك الوقت، سميت جنين ب”جنين غراد” مقارنة ب”ستالينغراد” خلال الحرب العالمية الثانية والمعاناة التي عانى منها سكان هذه المدينة.

وفي هذا السياق يعتقد البعض أن “إسرائيل” تريد استكمال ما لم تكمله عام 2002 هذه المرة وفي العمليات الأخيرة.

لكن ربما تكون هناك أسباب أخرى وراء العملية الأخيرة، أولاً ، في ظل هذه العملية وبالعقلية أن جنين … اقرأ فلسطين كلها … تحولت هذه الأيام إلى قاعدة لإيران (تصريح السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة) وإن “إسرائيل” تنوي تدمير هذه القاعدة. ثانيا، بهذه العملية تحاول “إسرائيل” تغيير “وحدة ساحات ” المقاومة – التي تتقدم فعليا يوما بعد يوم نحو “فصل الساحات “.

يبدو أنه بعد إطلاق صاروخين جديدين من قبل حماس على الاراضي المحتلة وتحديدا من جنين، زاد من عزم “إسرائيل” على هذا الأمر.

ثالثا، من وجهة نظر “إسرائيل” فإن غالبية العمليات الاستشهادية في الضفة ينفذها أولئك الذين ولدوا ونشأوا في جنين، أو هم من بين المقاومين الذين تم تدريبهم وتجهيزهم في هذه المنطقة وفي مخيم جنين، وبالتالي إنها تحاول من خلال اجراءات مثل الهجوم الذي قامت به امس تجفيف جذور “خزان القوى الانسانية ” للعمليات ضدها.

رابعاً، تشعر “إسرائيل” أن الكلمة الفصل للـ”أمن” في فلسطين هي المقاومة، وطبعاً تخشى أن تخضع فلسطين كلها للمقاومة في غياب محمود عباس، ولذلك فانها تريد معالجة الامر قبل حدوثه. رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو صرح مؤخرا بان الحفاظ على السيادة في فلسطين مهم جدا بالنسبة لنا، وقد اتصل جالانت مع حسين الشيخ … احد المرشحين لخلافة عباس .. والتواصل مستمر بين الجانبين.

رغم انه لم يمض على تشكيل كتيبة جنين سوى عامين، الا ان لديها ما لا يقل عن 14 ألف مقاتل مستعدون للتضحية، ووحدة الساحات بات لديها كلمتها، هذا فيما تستحوذ العديد من المشاكل على الحكومة. شيرين ابو عاقله استشهدت في جنين . فمتى ما نسيت ذكرى هذه الجريمة وجريمة جنين غراد، يمكن لـ”إسرائيل” أن تأمل في أن تخلو الكوادر الاساسية والاحتياطية البشرية للمقاومة من الجنود في جنين.