مهما حاربنا فان اسرائيل لن تنتصر.. لقد حان الوقت لتأييد حركات رفض الخدمة

هآرتس – توم مهجار – 9/2/2025 مهما حاربنا فان اسرائيل لن تنتصر.. لقد حان الوقت لتأييد حركات رفض الخدمة
من اجل عدم العودة الى حرب النهب في قطاع غزة فانه من المهم القول: لا يوجد ولن يكون نصر مطلق على حماس. هذا شعار لا اساس له ممن الصحة، وكل السياسة التي تنبع منه فقط تزيد خطورة الوضع. لذلك، يجب تأييد مجموعة مهمة من الجنود والمجندات الذين قرروا رفض الخدمة، والانضمام الى كل احتجاج يطالب بوقف الحرب.
من غير المهم كم حجم القتل الدمار الذي سنزرعه في غزة. الوضع هو أن اسرائيل خاسرة. الامتناع عن التوقيع على اتفاق اطلاق سراح مخطوفين آخرين مقابل وقف اطلاق النار وتحرير سجناء فلسطينيين سيؤدي الى ازمة اجتماعية خطيرة. بعد تنفس الصعداء عند تحرير الاسرى الحالي فان عائلات المخطوفين وجمهور واسع سيطالبون الحكومة بالقيام بالمزيد من الخطوات لانهاء هذا الوضع اللاانساني. اذا استجاب نتنياهو لنزوة بتسلئيل سموتريتش وبن غفير المسيحانية، وهي استئناف القتال والتخلي عن المخطوفين الباقين في الاسر، فان هذه ستكون حرب ستقسم المجتمع في اسرائيل بشكل غير مسبوق. هكذا فان حماس ستتمكن من سحب تداعيات 7 اكتوبر على اسرائيل لسنوات كثيرة قادمة، التي بالنسبة لها الحديث يدور عن انجاز استراتيجي.
من جهة اخرى، التوقيع على الاتفاق يعني انجاز لحماس، التي اثبتت أنها هامة اكثر من أي وقت آخر. كل نبضة لتحرير المخطوفين تصبح عرض للحوكمة، الامر الذي يثير الغضب ويثبت أنها لم تنهر وأنه لا توجد أي قوة سلطوية غيرها في القطاع. هذا هو فشل اسرائيل في أبهى صوره. في موازاة ذلك مهم فهم المعنى العسكري للتوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار الحالي: حماس تستغل فترة الهدوء من اجل اعادة تحصنها في المواقع، وتسليح قواتها وربما تجنيد الشباب في صفوفها. بعد الاعمال الفظيعة التي ارتكبتها اسرائيل ضد السكان المدنيين فان هذه العملية لن تكون معقدة جدا. اذا اختارت اسرائيل استئناف الحرب فهي ستبدأ بها من نقطة قريبة جدا من بدايتها، ومن اجل هزيمة حماس فان المجتمع الاسرائيلي سيضحي بمئات الجنود وآلاف المصابين. هذا الفيلم شاهدناه من قبل، في السابق في لبنان وفي السنة الاخيرة في غزة، ويبدو أننا جميعا يجب علينا معرفة نهايته.
يجب التذكر بأن التوتر الذي يكتنف استمرار الحرب في غزة سيطفو على السطح في الوقت الذي فيه حكومة اسرائيل تبحث عن طريقة لاعفاء آلاف الشباب الحريديين من الخدمة العسكرية. يد يتم مدها كي تقتل وتُقتل، واليد الاخرى توقع على الصفقات لبقاء الائتلاف. بصفتي أتبنى موقف بأنه لا يوجد حل عسكري للعنف الذي ينبع من السيطرة العسكرية على شعب آخر فان رفع نسبة التجنيد بالنسبة لي هو نفس الشيء، ما لم يتحقق بالقوة سيتحقق بمزيد من القوة. لا شك أنه ازاء حرب لانهائية فان كثيرين سيخرجون ضد الحكومة الحالية التي تعفي جزء كبير من عبء القتال. البشرى الاكثر سوءا هي أن الحكومة الحالية، التي يحتمل أن تستمر لسنتين، لا تعرف بالضبط ما الذي تريده من الحرب. رئيس الحكومة في السابق قال “نحن على بعد خطوة من النصر”، وهي اقوال مدحوضة ومضحكة. الآن يتضح أن قوات حماس المسلحة ستكون على الارض لفترة اخرى طويلة، وأنه لا يوجد لاسرائيل أي نية لطرح جسم سيادي آخر في القطاع، رغم أنها تنفي التزامها كقوة محتلة في القطاع. ما الذي سيحدث هناك اذا تم استئناف القتال حقا عدا عن القتل والتدمير المخيف؟.
الحرب في غزة غير منطقية وغير عقلانية. لا يوجد ولن يكون هنا حسم عسكري. من ناحية سياسية وضع اسرائيل آخذ في التدهور. الاقتصاد يعاني من خسارة كبيرة جدا. ولم يبق للحكومة إلا القاء فشلها، في هذا المجال ايضا، على جيوب المواطنين. لذلك فقد حان الوقت (منذ فترة طويلة) للاعتراف بقيود القوة العسكرية وتبني موقف واضح. بدلا من انتقاد الحكومة التي ضلت الطريق، والجيش الذي يخدمها باعتباره “حمار المسيح”، يجب ويمكن الوقوف الى جانب حركات الرفض التي تطالب بوقف هذا الغباء والتفكير بمسار جديد.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-09 17:12:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>