عين على العدو

مواجهات الجيش الإسرائيلي وتهديدات الضم

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

 يديعوت احرونوت 23-3-2025، يوآف زيتون: مواجهات الجيش الإسرائيلي وتهديدات الضم

رغم أن استئناف الحرب في غزة يبدأ هذه الأيام على خلفية ضجيج مثل انقسام خطير في الشعب بلا الاجماع الوطني الذي كان بعد 7 أكتوبر؛ مؤشرات على رفض الخدمة في الجيش؛ سن قانون تملص من الخدمة للحريديم؛ ثورة قضائية؛ واحتجاج متعاظم ضد الحكومة، في هيئة الأركان الجديدة يبقون على غموض شاذ حول الأهداف الحقيقية للمعركة المتجددة، رغم اثمانها الباهظة التي تلوح في الأفق.

تلميحان لما سيأتي تلقيناهما في ملاحظات جاءت تقريبا بالمناسبة في نهاية الأسبوع الماضي من وزير الدفاع إسرائيل كاتس وممن كان حتى بضعة أيام مضت رئيس الطاقم الهجومي في قيادة المنطقة الجنوبية العميد احتياط ايرز فينر. 

في بوست على الفيسبوك دحرج فينر روايته لحدث الوثائق السرية التي فقدها قبل نحو شهرين في موقف السيارات في برج مكاتب في رمات غان. وكانت القضية انكشفت الأسبوع الماضي في “يديعوت احرونوت” وفي “واي نت” وهكذا أيضا علم بها رئيس الأركان ايال زمير وقائد المنطقة الجنوبية الجديد ينيف عاشور اللذين نحيا فينر من الخدمة فورا. 

“يحزنني أنه بعد سنة ونصف من “دفع العربة” في طلعة الجبل حين بدا أخيرا أننا وصلنا الى السطر الأخير والقتال سيلقى الانعطافة (التي كان مطلوبا اعطاؤها له قبل سنة) الصحيحة، فاني لن أكون قرب الدفة”، كتب فينر ضمن أمور أخرى كما يبدو كتلميح لما هو الجيش كفيل بان يفعله في الأشهر او في السنوات التالية في قطاع غزة.

في وظيفته على مدى 500 يوم من الحرب كان فينر مؤتمنا، بما في ذلك في الأسبوع الأخير، على تخطيط الخطوات الهجومية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بمعانيها التكتيكية وبتداعياتها الاستراتيجية بعيدة المدى. كما أن فينر لم ينفِ اتصالاته، ظاهرا، بخلاف الأوامر مع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على مدى اشهر الحرب، التي في اثنائها يدفع سموتريتش المرة تلو الأخرى نحو إقامة حكم عسكري في قطاع غزة.

قيادة الجيش السابقة ووزير الدفاع السابق يوآف غالنت، عارضتا ذلك بسبب اثمان الخطوة: آلاف الجنود الذين سيعملون في جهاز سلطوي – عسكري جديد في القطاع يعرضون حياتهم للخطر في توزيع الطعام وإدارة الحياة اليومية للغزيين. ولهذا فقد اوصوا بالدفع قدما بحكم فلسطيني آخر في القطاع، ليس حماس، حتى وان كانت أجزاء منه متماثلة مع السلطة الفلسطينية وطالما كان لهذا تشجيع امريكي، رعاية مصرية وتمويل خليجي، من اتحاد الامارات مثلا. 

في تلميح إضافي نشر وزير الدفاع إسرائيل كاتس بيانا كتب فيه ما بدا كسياسة استيلاء على مناطق جديدة تنتهجها الحكومة: “وجهت تعليماتي للجيش الإسرائيلي للاستيلاء على مناطق أخرى في غزة، في ظل اخلاء السكان وتوسيع المناطق الأمنية حول غزة في صالح حماية البلدات الإسرائيلية وجنود الجيش. كلما واصلت حماس رفضها تحرير مخطوفين فانها ستفقد المزيد فالمزيد من الأرض التي ستضم الى إسرائيل”. 

الكلمات الأخيرة في بيان كاتس، التي اقرت بطبيعة الأحوال لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ليست أقل من مذهلة: حسب هذه السياسة، فان خطوات التقدم البطيئة لقوات الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة الى مزيد من مقاطع الأرض في القطاع، لا تستهدف بالضرورة القتال ضد حماس بل احتلال تلك الأماكن واعادتها على ما يبدو مقابل المخطوفين – واذا واصلت حماس الرفض، فانها ستضم الى دولة إسرائيل. بكلمات أخرى: الأرض مقابل الدم. حتى الان اتخذوا في إسرائيل جانب الحذر من التلميحات بإعادة الاستيطان في قطاع غزة كجزء من القتال الطويل، وذلك أيضا لاجل مواصلة التمتع بشرعية دولية للقتال في زمن طويل بهذا القدر. 

في هذه اللحظة لا يتضمن الاستيلاء على الأرض قتالا بل احتلال واحتفاظ فقط وفي مناطق ضيقة في القطاع: مثل مواقع حول ما كان ممر نتساريم الذي انسحب منه الجيش الإسرائيلي قبل نحو شهرين والان يتواجد فيه مقاتلو الاحتياط للواء 16 مرة أخرى، وهكذا أيضا في شاطيء بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع، وفي اجتياح مكرر بحي الشاغورة في غزة.

في الجيش لا يتحدثون

تمهيدا للخطوة الجديدة في الجيش يقلون من شرحها للجمهور الذي سيدفع اثمانها الباهظة. الناطق العسكري (حتى الان) العميد دانييل هجاري، لا يخرج الى الكاميرات ليشرح للجمهور ما سيحصل في القطاع بشك يقلل الشكوك بعض الشيء، وفي الجيش بشكل عام يستصعبون شرح أهداف الخطوة باستثناء شعار “تشديد الضغط على حماس” التي من جهتها لا تبدي مؤشرات انكار، في الوقت الذي يذوي فيه عشرات المخطوفين في الانفاق. 

صاخب للغاية صمت رئيس الأركان الجديد زمير. الخطوة “الاستفزازية” الوحيدة التي تجرأ على أن يقوم بها في الأسبوع الأخير هي تأييد رفيقه الذي على شفا التنحية، رئيس الشبان رونين بار، من خلال صور نشرها في وسائل الاعلام، له ولبار، مرتين، يديران معا استئناف القتال في الجنوب. هذه الصور هي اكثر من بث العمل كالمعتاد، في العمل المشترك بل ترمز الى اعراب عن تأييد صامت لبار. 

في خطابه الأول كرئيس اركان، قبل ثلاثة أسابيع، اصدر الفريق زمير قولين هامين. “علينا أن نستعد لحرب استنزاف متعددة الساحات”، قال، و “حماس لم تهزم في الحرب”. معنى القول الثاني – حيال نتنياهو، كاتس، ورئيس الأركان المنصرف هرتسي هليفي الذين جلسوا على يمينه – لا يحتمل الوجهين: إسرائيل والجيش الإسرائيلي فشلا في محاولة هزيمة حماس التي ليس فقط لم تقوض بل اعيد بناؤها مع كتائبها، وحسب الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، مع اكثر من 20 الف نشيط مسلح. 

القول الأول تلقى تعبيرا منذ نهاية الأسبوع: لم يخدش أي إسرائيلي، جسديا على الأقل، لكن في غضون اقل من يوم واحد اطلقت الى إسرائيل، من المطلة عبر تل أبيب وحتى عسقلان، تنقيطات صواريخ ومقذوفات صاروخية من لبنان، من غزة ومن اليمن. 

النار من لبنان، التي اطلقت امس في محيط الساعة 7:30 صباحا هي الأولى بعد ثلاثة اشهر ونصف. وانطلقت الصافرات في المطلة والجيش اعلن عن اعتراض ثلاثة صواريخ اجتازت نحو أراضي البلاد. اغلب الظن ثلاثة صواريخ أخرى اطلقت لم تجتاز الى أراضي إسرائيل. صحيح أن حزب الله نفى أمس في بيان رسمي كل صلة باطلاق الصواريخ نحو المطلة، لكن سلاح الجو هاجم فورا ردا على ذلك عشرات الأهداف لحزب الله في جنوب لبنان، وانطلق الى جولة هجمات أخرى أمس أيضا. “لن نسمح لواقع اطلاق نار من لبنان على بلدات الجليل. وعدنا بالامن لسكان الجليل وهكذا بالضب سيكون”، أوضح وزير الدفاع كاتس. “حكم المطلة كحكم بيروت”. حسب الجيش فانه على مدى نهاية الأسبوع هاجم في سوريا، في لبنان، في القطاع اكثر من 200 هدف. 

عائق عدم الامتثال للخدمة

في هذه الاثناء في الجيش لا يعربون عن تخوف من بوادر الرفض التي برزت في الأسبوع الماضي في أعقاب الثورة النظامية، والتي ضمت مساعد طيار قتالي في سلاح الجو وضابط احتياط من وحدة 8200 توقفا عن الخدمة كاحتجاج على خطوات الحكومة، ونحيا. التخوف الكبير في قيادة الجيش هو من الرفض الصامت، القاتم. فعلى أي حال الاف عديدة ممن يستدعون لا يمتثلون الى الخدمة – كذلك واساسا في وحدات قتالية كالكتائب والالوية لاسباب أخرى ومعروفة من التآكل النفسي والجسدي، العبء المتطرف وازمات في البيت، في العائلة وفي العمل. 

كل رجال احتياط يمكنه ان يستخدم هذه الأسباب كي يتلقى اعفاء من الامتثال للاستدعاء لخدمة الاحتياط القريبة، وربما أيضا لتلك التي بعدها دون أن يتهم بالرفض حتى وان كانت هذه عمليا ليست الأسباب الحقيقية لطلبه. ويقول ضابط التجنيد في أحد الالوية ان “لن يكون للجيش أي سبيل في مواجهة هذا الرفض الصامت بسبب نطاقه وطبيعته”.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-23 14:43:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى