منوعات

موسوعة توثيق الإرهاب.. محاور متعددة وأهداف سامية

شفقنا- إن كتابة التاريخ وتوثيق الأحداث المهمة فيه كان ولا يزال من الأمور المهمة لتثبيت الحقائق من جهة وتعريف الأجيال اللاحقة بما جرى على الأمة للاستفادة منها وخاصة في مجال تجاوز الأخطاء التي وقع بها السابقون.

من هنا ظهرت فكرة توثيق جرائم داعش في العراق إبان سيطرته على عدد محافظاته في غفلة من الزمن وبتعاون إطراف دولية وداخلية كانت تسعى الى إضعاف العراق والهيمنة على موارده وممتلكاته بشتى الطرق، فانبرى مركز بينة للأمن الفكري والثقافي التابع للعتبة الحسينية المقدسة للقيام بهذه المهمة عبر موسوعة توثيق الإرهاب، بعد استحصاله على الموافقة الرسمية من إدارة العتبة المقدسة في الشهر الخامس من سنة 2023م (بحسب مسؤول المركز).

ولمعرفة المزيد عن هذا النشاط المهم توجهت وكالة كربلاء الدولية الى المركز والتقت مسؤوله الشيخ علي القرعاوي الذي استهل حديثه قائلا أن” موسوعة توثيق الإرهاب القاعدة و داعش أصبحت ضمن الأولويات المهمة في عمل المركز وقد شرع بها عن طريق اللجنة العليا للموسوعة منذ عام نهاية 2019 والتي بدأت تعمل في المناطق المحررة ومن ثم وسع سماحة المتولي الشرعي عمل هذه اللجنة لتشمل العراق عامة”.

استمرار العمل في محور التوثيق

وبخصوص المحاور التي تناولتها الموسوعة ذكر القرعاوي أن” الموسوعة تضمنت عدة محاور منها المحور التوثيقي وهو محور شهود العيان الذي يركز على لقاءات مع شهود العيان لتسليط الضوء على الجرائم التي حصلت في المناطق المحررة”.

وأشار الى أن” محور الشهود العيان تم إكمال عدد كبير منه بحيث وقد أكملنا منطقة محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار وديالى ونحن الان محافظة كركوك وفي مناطق حزام بغداد وبغداد المركز ولا زالت عمليات الاتصال بشهود العيان وتوثيقهم مشاهداتهم مستمرة “.

محور الإعلام.. بأجزاء ثلاثة

وعرج مسؤول المركز بعد ذلك على محور الإعلام فقال” إن من المحاور المهمة هو الماكينة الإعلامية او المحور الإعلامي وهذا تم طباعته بثلاثة أجزاء وتم فيه توثيق كل المتبنيات الإعلامية التي استخدمها إعلام داعش سواء على مستوى المطبوعات أو الإذاعة والتلفزيون أو على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي وحتى المراسلات والمكاتبات”.

وأضاف قائلا” قد يسأل سائل عن الفائدة من ذلك فنقول، بعد شروعنا بالتوثيق شكلنا فرقا متعددة لتحليل الوثائق التي حصلنا عليها ضمن المحاور وقمنا بإيصال الأرقام والبيانات والتحليلات الى الجامعات لكي تكون مناهج ضمن مناهج الجامعات للحيلولة دون وقوع عراقنا الحبيب في مثل هكذا مشكلة مستقبلا بمعنى أن العمل لم يعد توثيقا فقط بل أصبح تحليلا ومعطيات “.

محور التراث والآثار

في ما يخص هذا المحور قال” وعلى المستوى الآثاري والتراثي قمنا بزيارة كل الأماكن الاثارية التي تضررت بشكل أو بآخر بسبب الإرهاب وقد وصلنا حاليا الى أطراف بغداد بعدما أكملنا محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك والانبار وديالى “.

المحور التربوي كانت له حصة

على المستوى المحور التربوي ذكر الشيخ انه ” تم جمع كل المناهج التعليمية للمراحل الابتدائية والمتوسطة والاعدادية التي فرضها داعش وقام فريق خاص بتحليلها لكشف ما كان كيان داعش الإرهابي يريد تنميته في عقول الأطفال والشباب وهذا الجزء من الموسوعة في مرحلة التدقيق اللغوي وفي نهاية هذا العام او قبيل ذلك سيتم بعون الله تعالى طباعة هذا المحور بشكل نهائي”.

المحور النفسي وتأثيره على المجتمع

وأوضح مسؤول المركز أن” العوامل النفسية التي أثرت على المجتمع بسبب كيان داعش الارهابي كانت من ضمن المحاور وكانت هناك دراسة ميدانية لهذا المحور حيث تم الذهاب الى المناطق التي أصابها الارهاب واللقاء بشخصيات سواء النساء او رجال ممن شاهدوا عمليات القتل المختلفة بأنفسهم أو الذين تم اغتصابهم من النساء، لمعرفة وتوثيق الاثار النفسية التي عانوا منها وهذا المحور مهم جدا وهو في قيد الدراسة ولا زلنا في كتابة مسودات المحور الذي يحتاج الى وقت طويل لدراسة حالات هذه الشخصيات وما عانته من الإرهاب”.

المحور الادبي كشاهد عيان

وانتقل الشيخ القرعاوي للحديث عن الجانب الأدبي في الموسوعة فقال” إن هناك محورا في غاية الأهمية وهو المحور الأدبي وبعد لقائنا بشهود العيان أصبح لدينا أكثر من ألف وثيقة تسجيل فيديوي أو مكتوب على الورق كشاهد عيان ، وهذه الوثائق أعطيناها الى كتاب أدباء في الرواية وفي المسرح والشعر والقصة القصيرة، وقد تم طباعة أكثر من 15 كتيبا تقريبا بعضها في القصص القصيرة وبعضها روايات تمت طباعتها بالإضافة الى مسرحيات خمس، كما طبعت ست مجاميع قصصية وأصبحت ضمن الموسوعة”.

ونوه الى أن” المحور الأدبي فيه جزء ثان سوف يتم استلامه في الشهر السادس من هذا العام وطباعته ليضاف الى المحور الأدبي “.

وختم الشيخ القرعاوي حديثه عن ما تم وسمه بالمدخل فقال” أن هناك محاور كثيرة ضمن الموسوعة تم كتابتها في المدخل ولم نسلط عليها الضوء كثيرا كالمحور الاقتصادي والمحور الجغرافي لداعش وتاريخ داعش وجذوره والمحور العقدي والفكري كلها أصبحت ضمن كتاب اسمه المدخل لكي يدخل القارئ الى الموسوعة عن طريق هذا المدخل ثم ينتقل الى محاور الموسوعة”.

وعن ما انجز عن الموسوعة قال أن ” الموسوعة طبع منها الآن 22 جزءا وتم إزاحة الستار عنها في المؤتمر الثاني للحد من التطرف و الإرهاب بنسخته الدولية” مشيرا الى أن” هذه الأجزاء لا زالت في تدقيق وتنقيح آخر ولا زال الباحثون يدققون معنا وهناك تقريبا 25 جزءا موزعة على المدققين اللغويين والسلامة الفكرية ولا زال العمل مستمرا على ذلك وفي نهاية عام 2024سوف تتم طباعة الموسوعة بكل أجزائها التي قد تصل الى 55 أو 56 جزءاً بعون الله تعالى”.

*وكالة كربلاء الدولية

انتهى

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-04-09 06:44:43
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من Beiruttime اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading