نبوءة جابوتنسكي المحطمة تحققت في 7 أكتوبر
معاريف 8-1-2025، بوعز غولاني: بعد 100 عام: نبوءة جابوتنسكي المحطمة تحققت في 7 أكتوبر
نحو 100 سنة مرت منذ نشر زئيف جابوتنسكي المقال التأسيسي عن الحائط الحديدي، حيث بسط مذهبه عن الشكل الذي تتمكن فيه الحركة الصهيونية من تحقيق حلمها وإقامة دولة يهودية في بلاد إسرائيل. كان جابوتنسكي أول من فهم بان الطريقة الوحيدة التي ستجعل العرب يوافقون على ان يعترفوا بحق اليهود في دولة هنا ستكون من خلال قوة عسكرية – الحائط الحديدي.
التيار المركزي للحركة الصهيونية لم يأخذ بخطة جابوتنسكي وحاول الترويج لنهج اكثر احتواء، وبموجبه تقام هنا دولة ثنائية القومية. بن غوريون ورفاقه في مباي أيضا آمنوا في حينه بانه سيكون ممكنا الوصول الى دولة بالطرق السلمية. مرت نحو 25 سنة أخرى الى أن غير بن غوريون رأسه وتبنى عمليا أساس نهج جابوتنسكي في اطار مفهوم الامن الاستراتيجي الذي بلوره فور حرب الاستقلال.
وقعت أمور كثيرة هنا منذ كتب جابوتنسكي مذهبه: أقمنا دولة، جلبنا هجرة بل وبعضنا حلم بـ “شرق أوسط جديد”. لكن عندها جاء 7 أكتوبر ومعه الصحوة. مقال جابوتنسكي صحيح اليوم بالضبط مثلما كان صحيحا في حينه. إسرائيل ملزمة بان تقيم وتثبت حائطا حديديا هائلا كي تتمكن من مواصلة الوجود في المحيط المتصلب الذي توجد فيه.
في هذه الأيام رفع الى الحكومة تقرير ختامي للجنة نيغل التي بحثت في احتياجات ميزانية الدفاع للسنوات القادمة. القرارات التي اتخذت في الموضوع ستقرر كيف سيكون شكل الحائط الحديدي الإسرائيلي في العقد القادم. كي يفي هذا الحائط بالتوقعات سيتطلب الامر استثمار مكثف بوسائل قتالية، بقدرات تكنولوجية وبتطوير العنصر البشري. في عصر الذكاء الاصطناعي، القدرات العسكرية في الفضاء، سلاح الليزر وما شابه يخيل أحيانا ان الاستيلاء على منطقة عازلة والاحتفاظ بها يمثلان تفكيرا قديما. العكس هو الصحيح: احد الأسس الحيوية التي استخلصناها من حرب “السيوف الحديدية” هو الحاجة لخلق مناطق عاجلة خلف حدودنا، طالما لا يوجد في الطرف الاخر اعتراف كامل بانعدام القدرة على الحاق الهزيمة بنا بالقوة. مثل هذه الاحزمة الأمنية أقيمت مؤخرا في قطاع غزة، في جنوب لبنان وشرقي هضبة الجولان.
مصر والأردن هما دولتان استوعبتا ظاهرا حقيقة انه لن يكون ممكنا الحاق الهزيمة بنا عسكريا وانه من الأفضل العيش معنا بسلام. غير أن هذا الفهم هو من نصيب حكام هاتين الدولتين وليس الجمهور الغفير فيهما. وعليه، فبقدر ما سنرى تطورات مقلقة في حدودنا مع مصر والأردن سيتعين علينا ان نفكر بإقامة مناطق عازلة مشابهة هناك أيضا.
بعد معالجة الحائط الحديدي على طول حدودنا، يبقى السؤال الأساس الذي انشغل به جابوتنسكي: ما هو الحائط الحديدي حيال الأقلية العربية التي تعيش في إسرائيل؟ في هذا السياق أيضا يجدر تبني نهجه الذي استند الى مبدئين مركزيين: حفاظ كامل على حقوق الأقلية، الى جانب سياسة أمن حازمة. محظور علينا التسليم بكمية الأسلحة غير القانونية التي توجد في الوسط العربي مع عائلات الجريمة التي تزرع الموت والدمار وغيره. ان القضاء التام على هذه الظواهر، بالتوازي مع منح حقوق كاملة في كل مجالات الحياة في الوسط العربي، هما جزء من الحائط الحديدي لعصرنا.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-08 19:17:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>