نتنياهو في مواجهة الجيش لالقاء كامل المسؤولية عن قصور 7 أكتوبر عليه
يديعوت احرونوت 10/1/2025، ناحوم برنياع: نتنياهو في مواجهة الجيش لالقاء كامل المسؤولية عن قصور 7 أكتوبر عليه
في نهاية كانون الثاني، وفي اقصى الأحوال في منتصف شباط، سينشر الجيش الإسرائيلي تحقيقاته عن الحرب، والخطة هي توحيد كل التحقيقات في كتاب سميك واحد: هذا هو الأمر الصائب من ناحية تاريخية والمريحة من ناحية إعلامية. عندما تزال الضمادة دفعة واحدة، تؤلم أقل. بعد ذلك تبدأ مسيرة طويلة من الحوار مع الجماعات الذين ذبح سكانها في 7 أكتوب: نير عوز، كفار عزة، نوبا، نتيف هعسرا، سديروت، اوفاكيم وغيرها وغيرها. هذا سيستغرق أسابيع، لكنه لن يحل محل الجدال على المسائل الجوهرية: كيف ولماذا قصرنا؛ من ينبغي له ان يرحل ومتى؛ وما هي الدروس.
بترتيب زمني: المفهوم على اجياله، الأخطاء في الليلة الأخيرة، الانهيار في 7 أكتوبر، إعادة البناء والحرب منذئذ. بكلمتين يمكنهما ان يكونا عنوان الكتاب – القصور وعقابه. في الماضي، كان يمكن للجمهور أن يتوقع تقرير لجنة تحقيق رسمية يجري الترتيب، لكن طالما كان نتنياهو هناك، فلن يكون ترتيب.
كان ينبغي لرئيس الأركان ان يعتزل فورا بعد أن توضع التحقيقات العسكرية على طاولته، في نيسان أو في أيار. هو قرر الا يفعل ذلك. واذا كان اعتقد أنه بذلك ينقذ قيادة الجيش الإسرائيلي من الهجمات من اليمين ومن اليسار، فقد أخطأ. بدلا من أن يعتزل طواعية، بقراره، بروايته، هو سيعتزل غصبا. لفعل النهاية في حياته المهنية توجد ابعاد مأساوية.
يسير نتنياهو في هذا الصراع على حبل رفيع: 1. هو ملزم بان يلقي بكامل المسؤولية عن القصور على قيادة الجيش والشباك. هم المذنبون، هو الضحية؛ 2. هو ملزم بان يتلقى حظوة على كل ما تحقق منذئذ؛ 3. هو في مواجهة جبهوية معهم: هم يدعون لانهاء الحرب، هو يشدها الى الامام؛ هم يدفعون نحو صفقة مخطوفين، هو يخرب عليها.
طالما كان الطلب ان يذهب الجميع – هو أيضا وكذا هليفي – نتنياهو سيسير على الخط مع رئيس الأركان. في اللحظة التي تراجع فيه التهديد، مارس كل قوة السم ضد هليفي. في الماضي توزع السم بين غالنت وهليفي. تنحية غالنت أبقت رئيس الأركان وحده.
الى هذه الساحة المشحونة دخل ثلاثة لاعبين فرعيين: مراقب الدولة متنياهو انجلمان، وزير الدفاع إسرائيل كاتس والناطق العسكري دانييل هجاري. انجلمان يطلب التحقيق في الحرب من يومها الأول. الجيش الإسرائيلي يصده. والحجة: مراقب الدولة لم يسبق له أن حقق في حرب ما قبل أن تنتهي. الاشتباه: انجلمان هو الذراع الذي سيسمح لنتنياهو بالقاء كل المسؤولية عن القصور على الجيش.
انجلمان كسب الاشتباه بجدارة: خطواته الأولى كمراقب عرضته كمراقب ضعيف ومتعاون مع الحكومة. لكن رجاله يدعون بانه تعلم الدرس: نتنياهو سيتلقى الضربات في تقريره بقدر لا يقل عن الجيش. تشهد على ذلك الأسئلة التي طرحها على وزراء الكابنت الذين حقق معهم.
كاتس اختار ان يكون وزيرا كديا: ليس مع هيئة الأركان بل ضدها. هذا ليس خيارا بسيطا – معظم وزراء الدفاع حرصوا بداية قبل كل شيء على أن يكتسبوا ثقة هيئة الأركان. هم كانوا جنودا بدون بزة. لكن الدائرة التي يسعى كاتس لكسب ثقتها ليست جنرالات هيئة الأركان بل قاعدة الليكود التي ترى في قيادة الجيش عدوا. كاتب لا يعمل لدى نتنياهو – لديه تطلعاته الخاصة – لكنه يعمل في الاطار الذي خلقه نتنياهو. الجيش، مثل العليا، مثل النيابة العامة، مثل وسائل الاعلام، هو الدولة العميقة يجب قطع الرأس له.
هو أخذ على عاتقه مهمة عرف مسبقا انه سيفشل فيها: تمرير قانون تجنيد يعفي من التجنيد. الجيش يرفض التعاون معه في المناورة. تهجماته على لابسي البزات لا تختلف في فظاظتها عن تهجمات لفين على القضاة وكرعي على وسائل الاعلام. الفظاظة معدية. في هذه الاثناء هو لا يبدو كوزير دفاع ولا يُسمع كوزير دفاع. في الساحة السياسية يشبهونه بالممثل الاخرق من مسرحية قديمة.
بالنسبة لهجاري، تعثر حظه ليكون الناطق العسكري في عهد كله سياسة، كله استقطاب وكله مشحون. وكل جندي هو ناطق عسكري. في الجدال على قانون فيلدشتاين، مقترح رشوة يسعى لاسكات شاهد في تحقيق جنائي ويدفع الثمن بمصلحة امنية – كان محقا موضوعيا ومخطئا في التعبير. بالاجمال هو ناطق عسكري فائق. التحدي الأكبر لا يزال امامه – نشر تحقيقات الحرب بشفافية، في ظل التحكم بالرواية، دون فقدان ثقة الجمهور. امام هذه التحدي فان تصريحات كاتس هي لعبة أطفال.
بعوض وخدم
الكابوس الذي يقض مضاجع القانونيين في النيابة العامة وفي الجيش يبدأ ببشرى طيبة: الحرب تنتهي. عشرات الاف جنود الاحتياط يتسرحون دفعة واحدة. قبل ان يعودوا الى حياتهم الاعتيادية، يقفزون لاجازة انتعاش قصيرة في الخارج. الشبكات الاجتماعية تمتليء بتجاربهم: بحر، شمس، جبال، مشتريات – أبعد ما يكون من خرائب غزة. هم يحاولون أن ينسوا، لكن الشبكة تتذكر. أجهزة القضاء في سلسلة من الدول تغمر بالشكاوى. قانون الاعداد الكبيرة يفعل فعله: مئات الشكاوى ترد ردا باتا، لكن بعضها تترجم الى تحقيق شرطي، وربما أيضا الى اعتقال. الملاحقة تبدأ صغيرة وتكبر: تسونامي. الاثار على حرية حركة الإسرائيليين، على معنوياتهم، على أمنهم في دولتهم – ستكون قاسية جدا.
لهذا يستعدون الان في دائرة القانون الدولي في النيابة العامة العسكرية. لكن قبل أن افصل الوسائل المضادة يجدر بي أن اذكر سلسلة الخطايا التي أدت بنا الى الهاوية. الخطيئة الأولى هي القرار بتسوية غزة بالأرض. بقدر ما اعرف، فانه لم يتخذ رسميا في أي مرة، في قرار مرتب، لكنه نفذ عمليا على الأرض. المبررات كانت عملياتية، في المستوى التكتيكي. النتائج قاسية، بما في ذلك بالمس بغير المشاركين وبالمس بالبنى التحتية أيضا. الخطيئة الثانية كانت في فقدان السيطرة على القوات المقاتلة. ظواهر نعرفها من حروب سابقة تعاظمت في هذه الحرب. نزعة الثأر – دافع مفهوم بعد مذبحة 7 أكتوبر لكن هدام في جيش يعمل حسب القانون – لعبت دورا لكن لا يقل عنها سكرة القوة لدى القادة واستخفافهم بالاوامر اتي تأتي من فوق، فيما على اكتاف مصدري الأوامر كل ثقل القصور. الإهمال ولد اهمالا.
عن جزء من هذه الظواهر تحدثنا هنا؛ قسم شطب في الماضي عن النشر. واقصد الاستخدام غير المنضبط بالذخيرة، التدمير لغرض التدمير، الطرد لغرض الطرد، السلب والنهب، الزعرنة، ارسال المحليين لتمشيط البيوت بدلا من الكلاب المدربة للمهمة او المقاتلين. وهن الانضباط كلفنا حياة مقاتلين، حياة مخطوفين وكذا، على الطريق، تبذير ذخيرة فاقم تعلنا بالإدارة الامريكية. بدلا من لجم القوات، ملأوهم بالخطابية القتالية، واحيانا بنزعة دينية شجعتهم على الشذوذ عن المعايير.
عند الاستخدام للمحليين كدرع بشري، او ما كان يسمى ذات مرة “نظام الجار” يجدر بنا أن نتوقف للحظة. موقع “المكان الأكثر حرارة في الجحيم” نشر هذا الأسبوع نبأ جاء فيه أن ضابطا في لواء الناحل اطلق النار فقتل فلسطينيا كان مع قوة من الجيش الإسرائيلي في منزل في قطاع غزة. اخطأ إذ اعتقد انه مخرب. الجيش الإسرائيلي اكد التفاصيل وأوضح بان “الحالة حقق فيها من قائد اللواء، ودروس التحقيق ستطبق وستغرس في عمل القوات”. رد الجيش لم يشرح ما الذي فعله الفلسطيني هناك ومن جنده.
يدور الحديث عن ظاهرة منتشرة ومقلقة جدا. القوات في الميدان لاحظوا وجود معاونين فلسطينيين عملوا الى جانبهم كوحدات مخولة. ودربوا على مهامهم. الفكرة اعجبت ضباطا في الميدان. للمحلي الذي جندوه، بخير متاع او قسرا، الصقوا به اللقب المهين “بعوضة”. في وحدات المدرعات والمدفعية فضلوا لقبا آخر: “شاويش”. الشاويش بالعربية هو الخادم. وظيفت المحلي هي استباق القوة في تمشيط منزل او طريق. أحيانا تكون له وظائف أخرى؛ ان يعد القهوة مثلا؛ ان يحضر الطاولة؛ ان يلقي القمامة. وعليه فانه يسمى شاويش. قبل سنوات كثيرة، في خدمة الاحتياط استدعينا لحراسة سجن عوفر في الضفة. دهشنا إذ اكتشفنا بان السجناء الأمنيين المسجونين هناك يطبخون وجبات السكانين، بالسكاكين وزبالنار، باذن وصلاحيات، ينظفون أوانيهم ومراحيضهم. مخربون شاويشون. اذا لم نستيقظ في الوقت المناسب، فالى هناك سيسير أيضا احتلالنا في غزة.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-10 14:51:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>