اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

نتنياهو يبدو قويا لكنه يخفي ضعفا جوهريا يخفيه عن الجمهور

يديعوت احرونوت 30/12/2024، ناحوم برنياع: نتنياهو يبدو قويا لكنه يخفي ضعفا جوهريا يخفيه عن الجمهور

رجل ابن 75 يصحو من عملية جراحية. الغرفة باردة، شبه مجمدة. الحيطان البيضاء تذكره بالموت. عندما يفتح عينيه يتوقع أن يرى الانسان الاعز عليه. “سند حياتي” هكذا دعاها مؤخرا. سند حياتي هو شيء ما يقال في التأبين. ربما، بالكاد، في يوم ميلاد مدور. ليس في شريط مسجل للامة.

يتذكر انه ليس هناك. راح السند. يستطلع الغرفة بألم. ها هو الشاب الذي دوما ينسى اسمه من وحدة حراسة الشخصيات. وجهه مكفهر. ماذا يعني هذا؟ ومن حوله الأطباء. هم يبتسمون، لكن ابتسامتهم ناشفة. هل فحصوا قبل العملية الجراحية ما الذي يغرد به في الشبكة كل واحد منهم؟ أين كان في ليل غالنت؟ انا لا اثق بفحوصات الشباك، ليس عندما يدور الحديث عني، وبالتأكيد ليس عن فحوصات بريفرمان. سارة، أين سارة.

حقا، اين سارة. في فترات ولاية رؤساء وزراء سابقين يكاد يكون مثل هذا السؤال غير مشروع. زوجة رئيس الوزراء هي مواطنة خاصة. السؤال اين هي توجد وماذا تفعل لم تكن تشغل الا بال صفحات المجتمع. السؤال اين هي لم يكن، لم يطرح على الاطلاق، ليس علنا. لكن نتنياهو حشر زوجته في مركز المنصة. انظروا، مثلا، شهادته في المحاكمة. ومن يوجد في مركز المنصة يبرز في غيابه.

سكان في القدس لاحظوا في الأسابيع الأخيرة انه في ساعات الليل المتأخرة تشق قافلة رئيس الوزراء طريقها نحو هداسا عين كارم. شائعات أغرقت المدينة. هل هو مريض؟ بماذا؟ باي قدر؟ اذا كان هذا ورم حميد فلماذا الهلع؟ مكتب رئيس الوزراء الذي درج على نشر بيانات للجمهور كل بضع ساعات قضى على نفسه بالصمت. الان، بفضل توجه محاميه الى المحكمة، نحن نعرف على ما ولماذا. او لا نعرف. كل ما يحصل حول هذه العائلة يخلف وراءه أسئلة اكثر مما يخلف إجابات.

السياسيون لا يحبون اشراك ناخبيهم بمشاكلهم الصحية. فرانكلين دلانو روزفيلد انتخب رئيسا أربع مرات (القانون الذي أتاح هذا الغي بعد موته). مرض شلل الأطفال الذي عانى منه شل أسفل جسده. الامريكيون لم يعرفوا، العالم لم يعرف: المصورون لم يصوروا والصحافيون لم ينشروا. فقط بعد عشرات السنين، عندما نالوا موافقة العائلة كان ممكنا وضع نصب له، يجلس على كرسي المعوقين، في نصب تذكار بني على شرفه في واشنطن.

توقعات الجمهور تغيرت منذئذ؛ كما ان وسائل الاعلام تغيرت هي الأخرى. على الرغم من ذلك، ضلل الرئيس بايدن على مدى اشهر الجمهور حول اهليته لولاية أخرى. وكان الأطباء شركاء في التضليل: وسائل الاعلام عرفت وصمتت. سحابة مشابهة تحوم فوق ترامب: هو ابن 78 ونصف. بزعمه لا يوجد من هو اكثر صحة منه في كل العالم. حضوره على المنصات جسديا، فعليا، لكن الشائعات تروي قصة أخرى تماما.

الإسرائيليون لم يعرفوا عن امراض غولدا مئير ولا عن امراض مناحم بيغن. كما لم يعرفوا عن امراض ارئيل شارون: الأطباء بلغوا لكن تقاريرهم عكست الاماني، ولم تصف وضع المريض تماما. المشكلة انكشفت بعد ذلك، عندما وقع المريض المعافى بهذا القدر في السرير الذي لم ينهض منه. من يؤمن ان بالذات في حالة نتنياهو سيحصل الجمهور على الحقيقة وكل الحقيقة يمكنه أن يواصل الايمان. لكن هذه ليست النقطة.

النقطة هي ان نتنياهو هو قنبلة طاقة. خذوا الأيام الأخيرة كمثال. يتبين أنه عانى هذه الأيام من التهاب في المسالك البولية، مشكلة لا يموت الناس منها لكنها بآلام رهيبة. الأطباء اعطوه مضادات حيوية. الدواء يتسبب بالضعف. لكن هذا لم يمنعه من ان يقوم بجدول اعمال كامل، ان يشهد في المحكمة في تل أبيب، ان يبقى لساعات في الكنيست، ان يجري مداولات امنية، ان يلتقي مع شخصيات اجنبية، ان يصور باشرطة بث دعايته الخاصة. مهما كانت مشاكله الصحية – فهو رجل قوي من ناحية جسدية، يبدي حيوية استثنائية. شبان اكثر شبابا منه كانوا سيجدون صعوبة في أن يصمدوا في التنقل بين شهادة كمتهم في المحكمة وبين خطاب في الهيئة العامة، بين بحث امني مغلق وطبخة مؤامرة سياسية. هو يدفع الدولة نحو الهاوية، لكنه يفعل هذا بكثير من القوة.

كيف ينجح في القيام بكل هذه الأمور معا؟ ظاهرا توجد امكانيتان: إما أن يكون مؤهلا جدا أو انه يخادع. وربما، في حالته هذا وذاك. فهو يتواجد في كل مكان لكنه في أحيان بعيدة فقط ينهي الموضوع. يمكنه أن يظهر تحكما في كل موضوع لكنه لا يركز أساسا الا على نفسه. شخص شاهده عن كثب في جلسات الكابنت والحكومة أسمى سلوكه: “حارة”. جدول الاعمال يصل الى الوزراء في اللحظة الأخيرة ويتغير في اثناء المداولات. يتحدثون كثيرا؛ يقررون قليلا. الساعة ليست ساعة؛ المداولات ليست مداولات. ليس دوما عندما يقول “لم اعرف” او “لا أتذكر” يكون يكذب. في سلوك الحارة مثل سلوكه يمكن لمعلومات جوهرية ان تضيع على الطريق.

لا يتبقى لي غير أن أتمنى له الشفاء العاجل، بلا آلام، بلا ضر، ان تعود العقيلة من ميامي، فرحة ومرحة، والمسائل حول عائلته وصحته تكون المسائل الأصعب التي سيواجهها.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2024-12-30 15:07:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى