عين على العدو

نحن الدولة العميقة في شتاء 2025

هآرتس 2/4/2025، تسفي برئيل: نحن الدولة العميقة في شتاء 2025

تعالوا نعترف بالحقيقة ونغلق الموضوع. نحن مواطنو دولة اسرائيل، الدولة العميقة الحقيقية. جميعنا يجب أن يتم اجتثاثنا وطردنا واقتلاعنا من الجذور واقالتنا من كل المؤسسات الحكومية والمحاكم والمدارس والجامعات والمسارح ودور السينما، ايضا يجب منعنا من القاء المحاضرات واحراق كتبنا وفرض الرقابة على مقالاتنا. 

الحكومة المسؤولة، التي يجب عليها التعامل مع سبع جبهات تهدد البلاد، لا يجوز لها التصرف بتفهم وتسامح مع الاعداء في الداخل، والطابور الخامس الذي يزداد قوة ويتآمر طوال الوقت باسقاط زعيمها الاعلى وطرده.

هذا وقت طواريء، ومحظور الاكتفاء بتحييد العملاء المكشوفين للدولة العميقة وتوقع ارتداع المواطنين والتساوق مع ذلك. يجب علينا الأمل بأن الحكومة التي تدرك أن التصفية المركزة لقاض في المحكمة العليا، ورئيس جهاز الشباك ورئيس الاركان، وحتى منظمات صغيرة مثل مكتب المحامين أو جمعيات حقوق انسان – لا يمكن لها وحدها أن توفر البضاعة. 

دروس الحرب يجب أن تكون ماثلة أمام انظارها. تصفية يحيى السنوار ومحمد ضيف واسماعيل هنية وحسن نصر الله لم تبدد المعارضة ولم تجلب السلام المأمول. مثلما في غزة فان الرؤية المناسبة والناجعة فيما يتعلق بدولة اسرائيل العميقة تقتضي أن نعتبر كل مواطني الدولة تهديد وجودي، بالضبط مثلما أن كل مواطني غزة تم اعتبارهم مخربين ومؤيدين لحماس ونازيين. الوقت ينفد. بعد لحظة سيتم اغلاق شوارع رئيسية وستنزل العاب نارية على منزل رئيس الحكومة، الرعاع سيحبس زوجته في صالون التجميل. ها نحن على باب  حرب اهلية.

صحيح أن حكومة اسرائيل توجد في ضائقة كبيرة، لأنه حتى تركيا لا يمكنها أن تشكل بالنسبة لها نموذج للتقليد. في الدولة الشقيقة التي اعتقل فيها في السابق 2000 متظاهر، وجهاز القضاء اصبح جزء من الذراع التنفيذية للرئيس، ووسائل الاعلام، بما في ذلك الشبكات الاجتماعية، تم تقييدها بقيود فولاذية، إلا أن المواطنين ما زالوا يملأون الشوارع.

حكومة اسرائيل يجب عليها اختراع نموذج ناجع اكثر من نموذج هنغاريا أو الهند، ويمكن ايجاده حقا قريب جدا منا. حماس علمتنا في الاسبوع الماضي كيف تعمل بشكل صحيح ضد المدنيين الذين سئموا من الدمار والقتل ونقص المياه والغذاء والدواء وتجرأوا على اتهام حكومتهم بالمسؤولية عن ذلك. عدد من عمليات الاعدام والشارع هدأ. حماس، التي ليست مثل حكومة اسرائيل، تعرف جيدا أنه في زمن الحرب ضد عدو متوحش لا يمكن، محظور وبحق، السماح بظهور جبهة في الداخل. في غزة لا توجد دولة عميقة لأن نظام الحكم يفعل كل ما يشاء: السيطرة على المواطنين، بدون محكمة عليا وبدون “بتسيلم”، كما قال اسحق رابين. رابين ليس بنيامين نتنياهو.

النظرية الخاطئة التي حتى الآن رفضت رؤية في كل مواطني الدولة دولة عميقة هي الفشل الاساسي لهذه الحكومة، والنتيجة تظهر للعيان. الظلم الكبير الذي فيه رئيس الحكومة الذي يتولى منصبه يمثل للمحاكمة، والآن ايضا يتم التحقيق معه في قضية هامشية، ولا نقول سياسية، أي مفتعلة، هو مثال مقلق على قوة العدو. الدولة العميقة تسمح لنفسها الانشغال بذلك في زمن الحرب. واذا تم ذكر المخطوفين فيجب فحص من يخدمون بالضبط هم وابناء عائلاتهم. بالتأكيد ليسوا هم الاشخاص الذين يشغلون المظاهرات، والذين بفضلهم تطورت الدولة العميقة لملايين المواطنين. 

الدولة العميقة لا تريد وبحق تحرير المخطوفين لأنه بدونهم لن يبقى أي شيء ليوحدها. وسترون ايضا ابناء عائلات المخطوفين الذين تخريبهم ليس له حدود. لقد وصلوا الى البيت الابيض حتى، وقاموا بالالتقاء مع دونالد ترامب، وهم يجندون وسائل الاعلام الدولية والآن يتجرأون على التحدث عن تمرد ضريبي ويهددون بالحرب الاهلية. هم ليسوا اخوة، ومشكوك في أنهم مواطنون، لأنه بدون الاخلاص للزعيم لا توجد مواطنة. هذه الحكومة يجب عليها الاستيقاظ بسرعة، لأن هذه حرب وجودية، والتي فيها فقط طرف واحد يمكن أن ينتصر، إما هي أو المواطنين.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-04-02 16:36:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى