نحو هوية ثقافية وطنية جامعة.. ندوة فكرية باتحاد كتاب حمص – S A N A

حمص-سانا

نظم فرع اتحاد الكتاب بحمص اليوم ندوة فكرية بعنوان (نحو هوية ثقافيةوطنية جامعة)،بمشاركة أدباء وكتاب ومهتمين في الشأن العام.

واستهل الندوة عضو مجلس اتحاد الكتاب المفكر نبيل نوفل الذي قدم لمحة عن نشأة الانتماء في المجتمعات القديمة وتطوره وارتباطه بالوعي، وأنه يقتضي معرفة الماضي وإدراك الحاضر واستشراف المستقبل.

ولفت نوفل إلى أن اللغة هي الأساس في الانتماء والحفاظ على هوية الامة لأنها تشكل ذاكرتها، غير أن لغتنا العربية تعاني اليوم من أزمة وعلى الجميع التصدي لها بقوة.

وأوضح المحلل عيد الدرويش أن مصطلحات الهوية والانتماء والوعي تثير الجدل وكلها تصب في جوهر واحد هو الثقافة التي هي تركيب من العادات والتقاليد والمعارف، وكلما نهل الإنسان من الثقافة زاد انتماؤه وبرزت هويته ووعيه.

ورأى أن معرفتنا بثقافات ولغات الشعوب الأخرى لا يعني أن نتنصل من هويتنا الأم، بل علينا أن نلج أبوابها نحو الوطنية التي ننتمي اليها عبر الأفكار التي جاءتنا من تيارات متعددة، مشيراً في هذا الشأن إلى أن كثيراً من الشعوب تمتلك ثقافة ولا تمتلك حضارة ولم توظف هذه الثقافة بمنتوج حضاري على أرض الواقع، غير أننا كسوريين استطعنا سابقاً أن نستثمر هذه الثقافات في بناء حضارتنا، وعلينا اليوم أن نعيد تلك التراكيب ونبني بالثقافة جيلا متمسكا بالهوية.

واستذكر عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب بسورية الاديب الأرقم الزعبي عبر التاريخ كل ما جسد ويجسد الهوية الوطنية السورية، بدءاً من قطعة الفخار الأولى والأبجدية وآلهة الموسيقا، مروراً ببطولات الرجال السوريين في تصديهم للمستعمرين الأتراك والفرنسيين، أمثال ابراهيم هنانو وسلطان باشا الاطرش وصالح العلي ومحسن الأمين وصاحب الإضراب الستيني، وصولاً إلى بطولات الجيش العربي السوري في تصديه للإرهاب حفاظاً على الهوية الوطنية التي تتطلب من الجميع حمايتها وصولاً الى بر السلامة.

وتوصل الزعبي إلى جملة من العناصر الضاغطة على الهوية الوطنية السورية والتي تتطلب منا الوعي والتماسك بقوة، ومنها غياب ثقافة الحوار والخطط الوطنية الثقافية والتخطيط الاستراتيجي لعمل بعض الاحزاب، والاعتداء والتخريب على التراث اللامادي السوري الذي شكل جزءاً من الثقافة الجامعة، وظهور تيارات تدعو إلى القطرية ومحاولات صنع حدود بين مكونات الشعب السوري ومحاولة طمس اللغة العربية واستخدام لغات بديلة والحصار الاقتصادي.

حنان سويد

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency