نداءات المستوطنين للثأر انتهت باعمال الشغب

هآرتس 22/1/2025، هاجر شيزاف ويهوشع براينر: اختبأنا في غرفة داخلية في البيت: نداءات المستوطنين للثأر انتهت باعمال الشغب
عندما حاول المستوطنون احراق أول أمس بيت مُقدس ابنة الـ 63 من قرية جيناصافوط في شمال الضفة الغربية، كانت مع ابنها (30 سنة) وابن شقيقها (20 سنة). “أنا حاولت أن اطفيء النار بالمياه، لكن ذلك زادها فقط”، قالت. “في كل مرة حاولت فيها اطفاء النار من الخارج حاول المستوطنون الاعتداء علي”. الحادثة كانت في التاسعة والنصف مساء، كاميرات الحماية للعائلة وثقت بضع عشرات من المستوطنين الذين يرتدون معاطف سوداء ويطوقون البيت وينقضون عليه ويشعلون احدى النوافذ وشاحنة تقف في الخارج. ابناء العائلة نجحوا في اطفاء النار في نهاية المطاف، التي لم تتجاوز النافذة والجدار الداخلي للصالون. مقدس قالت إنه بعد الحادثة وصل الى المكان ممثلون من الجيش وحتى أنهم أخذوا تسجيلات كاميرات الحماية، في هذه الحادثة تضررت ثلاثة مشاتل وتراكتورين وثلاث سيارات وبيت آخر. حتى الآن لم يتم اعتقال أي شخص من المشاغبين، ولكن شرطي تم التحقيق معه بتهمة أنه اطلق النار على مستوطنين واصابهما اصابة طفيفة بعد أن قاما حسب قوله برش غاز الفلفل عليه.
بيت العائلة الاخرى رشق بالحجارة اثناء تواجد اثنان من المسنين وابنتهما فيه. “فجأة سمعت صوت انفجار في الخارج”، قالت البنت مرام. “سألت في مجموعة واتس اب القرية ما الذي يحدث. عندها سمعت صراخ في كل المنطقة”. في هذه المرحلة قالت إنها نظرت من النافذة وشاهدت عدد من المستوطنين الذين يرتدون ملابس سوداء. “أنا اتصلت مع شخص في القرية وطلبت منه القدوم لمساعدتنا. أيقظت والدي واختبأنا في غرفة في داخل البيت”، قالت. والدة مرام عمرها 77 سنة ووالدها عمره 88 سنة. “بعد فترة بدأنا نسمع اصوات باللغة العربية لشباب القرية وفهمنا أنهم جاءوا لحمايتنا. الثلاثة تم انقاذهم من البيت، وعادوا اليه فقط في منتصف الليل. “لو أن الشباب لم يأتوا الينا لكنا احترقنا”، قالت.
المشاتل التي توجد على شارع 55، الشارع الرئيسي الذي يمر من القرية الى قرية الفندق القريبة، تعرضت لضرر كبير جدا. جيناصافوط والفندق متقاربتان جدا والبيوت فيهما متجاورة، الى درجة أنه لا يمكن التمييز بينها. رغم أن معظم الاضرار كانت للمتلكات في جيناصافوط إلا أن اعمال الشغب وصلت بعد دعوات للانتقام من سكان قرية الفندق بسبب العملية التي حدثت في ذلك المكان قبل اسبوعين. في تلك العملية تم اطلاق النار وقتل ثلاثة اشخاص، اثنتان من الثلاثة، رحيل كوهين وعليزا رايز، هما من سكان مستوطنة كدوميم، الثالث هو العاد يعقوب فنكلشتاين.
منذ العملية، لا سيما منذ اطلاق سراح السجناء الفلسطينيين في صفقة التبادل في بداية الاسبوع، فان الكثير من المستوطنين المتطرفين يدعون في الشبكات الاجتماعية الى الوصول الى مداخل القرى في الضفة الغربية والتظاهر هناك. عمليا، في بعض الحالات في هذه المظاهرات يقوم المشاركون برشق الحجارة على الفلسطينيين ويلحقون الاضرار بالممتلكات. أول أمس، قبل البدء في اعمال الشغب، نشرت مثل هذه الدعوات. في الايام التي اعقبت العملية تم تعليق لافتة على مدخل قرية الفندق كتب فيها باللغة العربية “يجب تدمير الفندق الآن”.
اليشع ييرد، المتحدث السابق باسم عضوة الكنيست ليمور سون – هار ميلخ، والذي تم اتهامه بقتل فلسطيني في قرية برقة في 2023، كتب أول أمس بأن “عمليات الاحراق هي تدمير بنى تحتية للعدو التي كان يجب القيام بها غداة العملية على يد جنود الجيش الاسرائيلي”.
لا يوجد وعي حربي
في اليوم الاول نظم مجلس مستوطنة كدوميم عملية احتجاج، طلب فيها المتظاهرون من الادارة المدنية تدمير المحلات التجارية في القرية. في اطار الاحتجاج نقل رئيس المجلس، عوزئيل فتيك، مكتبه الى مكان اعمال الشغب أول أمس. وحسب ادعاء فتيك فانه يجب على الادارة المدنية تدمير المحلات التجارية التي توجد على الشارع الرئيسي لأنها غير قانونية وتتسبب بمشكلة أمنية. “من غير المعقول أن يخاف الناس من الذهاب الى بيوتهم”، قال لصحيفة “هآرتس” في يوم الاحد. “منذ عشرات السنين دولة اسرائيل لم تمارس السلطة. الشارع تقلص واصبح ضيق. لقد حان الوقت كي تمارس دولة اسرائيل السيادة والحكم”. فتيك اضاف بأنه قال لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع اسرائيل كاتس بأن المشكلة هي أنه في يهودا والسامرة لا يوجد وعي حربي. في يوم الاحد اعلن فتيك بأن الاحتجاج أدى الى انجازات. وحسب البيان الذي نشره فانه في الايام القريبة القادمة ستبدأ الادارة المدنية في تدمير واخلاء المحلات التجارية والمباني القريبة من الشارع. وقال إن اوامر هدم ستوزع بخصوص عدد من المباني في القرية في عملية سريعة، وسيتم تسريع اجراءات شق شارع يلتف حول قرية الفندق، الامر الذي بدأ في الفترة الاخيرة. ايضا رئيس المجلس المحلي لقرية الفندق، لؤي تيم، قال إن اوامر الهدم تم توزيعها بخصوص اربعة مبان في القرية، لكن هذه المباني لا توجد على الشارع. وحسب قوله فان هذه المباني مأهولة من قبل عائلات وهي موجودة منذ سنوات في اجراءات الحصول على ترخيص بأثر رجعي في الادارة المدنية.
الجيش بدأ بخطوات اخرى تمس روتين حياة سكان القرية، الذين كما قلنا لم يكونوا مشاركين في العملية. الكثير من سكان القرية يعتاشون لكونها مركز تجاري يوجد على شارع رئيسي. ولكن في هذا الاسبوع كان هناك محلات تجارية كثيرة في القرية مغلقة بأمر من الجيش. وفي بعض الايام حظر على السكان التجول في الشارع خلال ساعات في اليوم. اضافة الى ذلك منذ العملية سيطر الجيش على عدة بيوت في القرية وقام باخلاء سكانها.
احد السكان الذين تم اخلاءهم من بيوتهم هو رئيس المجلس تيم، وهو مواطن كندي وأب لاربعة اولاد، ويتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة. “الجنود أمروا لزوجتي واولادي بالخروج من البيت”، قال. “هم اعتقدوا أنه يتم اخلاءهم من اجل اجراء التفتيش”. ولكن الجنود بقوا هناك لاسبوعين. مرة واحدة سمحوا لنا بدخول البيت لأخذ الادوية. وبعد اسبوعين سمح للعائلة بالعودة الى بيتها، الذي تركه الجنود في حالة مزرية.
حتى الآن لم ترد الشرطة والادارة المدنية. المتحدث بلسان الجيش قال ردا على ذلك بأنه “عند الحصول على تقارير حول الاخلال بالنظام فان قوات من الجيش والشرطة ذهبت الى المكان. في اعقاب الاحداث تم فتح تحقيق في قسم التحقيقات مع رجال والشرطة وفي الشرطة العسكرية. وجاء أنه “في اعقاب العملية تم وضع اليد على مبان بشكل مؤقت لغرض أمني. الفلسطينيون الذين يعيشون في هذه المباني لم يتم ابعادهم أو طردهم منها. وضع اليد على هذه المباني هو قيد الفحص”. خلافا لاقوال المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي فان الفلسطينيين الذين يعيشون في البيوت التي تم وضع اليد عليها تم ابعادهم عنها.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-22 15:08:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>