نظرة خاطفة على أسلحة طائرات إف-16 الأوكرانية وفرصها ضد القوات الجوية لموسكو في المعركة

موقع الدفاع العربي 5 أغسطس 2024: تلقت القوات الجوية الأوكرانية (UAF) عددًا من الطائرات المقاتلة من طراز إف-16 “الصقر المقاتل (F-16 Fighting Falcon) التي تبرعت بها دول غربية للقتال مع روسيا.

تم تدشين تشغيل الطائرات المقاتلة من الجيل الرابع من قبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في حفل أقيم في مكان لم يذكر اسمه يوم الأحد 4 أغسطس 2024.

ستكون المجموعة الأولى من طائرات إف-16، التي من المحتمل أن تأتي من الدنمارك، بمثابة “دماء جديدة” للقوات الجوية في كييف لمواجهة الهجمات الجوية لموسكو التي تعتمد على طائرات مقاتلة من صنع سوخوي مثل سو-35 وسو-34 وسو-30، وآخرون.

اعتمدت القوات الجوية الأوكرانية UAF حتى الآن على طائراتها المقاتلة القديمة مثل MiG-29. إلا أن هذه الطائرة تم تعديلها من قبل الغرب حتى تتمكن من إطلاق أسلحة دقيقة ومتطورة.

كما هو الحال مع الإف-16 التي تم التبرع بها من الدنمارك، خضعت الطائرة لترقيات لقدراتها بحيث أصبحت قادرة بما يكفي لاستخدامها في القتال، على الرغم من أن الرادار المستخدم لا يزال هو الإصدار القديم، أي AN/APG-66، و لا تستخدم بعد رادار صفيف المسح الإلكتروني النشط (AESA).

تستخدم طائرات F-16AM الدنماركية المعايير القياسية لحلف شمال الأطلسي حتى تتمكن من إطلاق معظم ذخائر الناتو القياسية، بما في ذلك القنابل JDAM-ER، وقنابل GBU-39/B ذات القطر الصغير، والشراك الخداعية المصغرة التي تطلق من الجو ADM-160 (MALD).

ويمكن أيضًا دمج أسلحة أخرى مثل قنابل AASM-250 Hammer الفرنسية بسهولة نسبية. سبق أن قام الغرب بدمج هذه الأسلحة في أسطول طائرات MiG-29 الأوكرانية.

بالإضافة إلى الأسلحة جو-جو وجو-أرض، كان طياروا إف-16 الأوكرانية، كما رأينا في مقاطع الفيديو المنتشرة في الفضاء الإلكتروني، يرتدون نظام العرض المشترك للخوذة (JHMCS).

يزيد هذا الجهاز من الوعي الظرفي للطيارين أثناء القتال الجوي، كما يسهل أيضًا استهداف الأهداف.

بصرف النظر عن ذلك، تم تجهيز طائرات إف-16 الأوكرانية أيضًا بنظام Pylon Integrated Dispensing System Plus (PIDS+)، والذي قد يشمل النظام القتالي الإلكتروني المتقدم Electronic Combat Integrated Pylon System Plus (ECIPS+).

Pylon Integrated Dispensing System Plus (PIDS+) هو نظام متكامل يستخدم على متن الطائرات المقاتلة. يتميز هذا النظام بأنه يتم تثبيته على الأجنحة (البيلونات) للطائرة ويساعد في حمايتها من التهديدات الإلكترونية والصواريخ. دعوني أشرح بعض التفاصيل حوله:

• يتم توفير نظام PIDS+ بتكوينات مختلفة لطائرات القتال، ويمكن تخصيصه استنادًا إلى القدرات المطلوبة.
• يتم تثبيت PIDS+ على البيلونات اليمنى واليسرى للطائرة، ويحتوي كل بيلون على ثلاثة مجلات للإطلاق (dispensers)، مما يزيد من قدرته على التصدي للتهديدات.
• يعمل النظام على اكتشاف الصواريخ القادمة وإطلاق الشعلات الضوئية (الفلير) للتضليل وصرف انتباه الصواريخ الحرارية.
• يعتبر PIDS+ معتمدًا بشكل كامل للطائرات F-16.
• إنه نظام مهم لتعزيز قدرات الدفاع الإلكتروني والحماية على متن الطائرات.

على الرغم من ميزات طائرات F-16AM التي استلمتها القوات الجوية الأوكرانية حديثًا، إلا أن القوات الجوية في كييف لا تزال تواجه مشاكل خطيرة. من أهمها أن الطيارين الأوكران ليس لهم ساعات طيران كافية لاستخدام طائرات إف-16 في القتال الحقيقي.

ومن المحتمل أن يكون طيارو الدفعة الأولى لطائرات إف-16 التابعة للقوات الجوية الأوكرانية هم أولئك الذين قضوا بالفعل الكثير من ساعات الطيران على الطائرات المقاتلة السوفيتية السابقة.

وإذا أمكن تطبيق هذه القدرة بسرعة على طائرات إف-16، فليس من المستحيل أن تحقق أوكرانيا انتصارات جديدة في القتال الجوي ضد روسيا، سواء في المهام القتالية جو-جو أو جو-أرض.

ومن ناحية أخرى، إذا تمكنت القوات الروسية من تدمير طائرات إف-16 الأوكرانية بسرعة، فإن هذا من شأنه أن يزيد من ثقة موسكو في مواصلة الضغط على أوكرانيا حتى يتم التغلب عليها.

إن وجود طائرات إف-16 في القوات الجوية الأوكرانية لا يضمن قدرة أوكرانيا على هزيمة روسيا، كما هو الحال مع دبابات القتال الرئيسية (MBT) التي تبرعت بها الولايات المتحدة ودول التحالف والتي أصبح الكثير منها فيما بعد ضحية في ساحة المعركة الأوكرانية.

إن إستراتيجية المعركة والدعم بالأسلحة واللوجستي وخبرة طياري UAF على المحك في المعركة الجوية بين أوكرانيا وموسكو.