صحة و بيئة

نمط الحياة الصحي قد يعوض آثار الجينات التي تقصر الحياة بنسبة تزيد عن 60%

وفقًا لدراسة جديدة نشرت في مجلة BMJ للطب المسند بالدليل، وُجد أن الأشخاص الذين يتبنّون عادات للوصول لنمط حياة صحي، يمكنهم بوضوح تعويض الخطر الجيني للموت المبكر لديهم.

يقول الباحثون في تلك الدراسة، إن إيقاف التدخين والاعتدال في استهلاك المشروبات الكحولية، بالإضافة إلى ممارسة نشاط بدني ما بانتظام والحصول على نوم كافٍ، واتّباع حمية غذائية صحية، من شأنها أن تقلّل آثار الجينات التي تقصر الحياة بنسبة تفوق 60%.

نوّه الباحثون إلى أن تلك الجينات تزيد من خطر الوفاة في أمراض مثل السرطان والسكري وأمراض القلب، وغيرها. ومع ذلك قالوا أن الأفراد الذين لديهم خطر جيني عالٍ، يستطيعون إطالة عمرهم حوالي خمسة سنوات ونصف باتّباع نمط حياة صحي بدءًا من سن الأربعين.

قالت كايتي هادلي Kaytee Hadley، اختصاصية تغذية وظيفية حاصلة على درجة الماجستير في التغذية والحياة الصحية، لمنصة Medical News Today رغم عدم مشاركتها في الدراسة: «اعتدنا الاعتقاد أن الجينات تحدد العمر الافتراضي لنا، ولكن هذه الورقة البحثية ومن بين الكثير تخبرنا قصةً أخرى، فأكثر من 60% من مصيرنا تحدده عوامل نستطيع إلى حد كبير التحكم بها، مثل التغذية والحركة والتدخين والنوم».

وقال الدكتوركالدويل إسلستين Dr. Caldwell Esselstyn، مدير برنامج علاج أمراض القلب في مؤسسة كليفلاند كلينيك: «يقوم علم الوراثة بتحميل المسدس، ويضغط نمط الحياة على الزناد».

توافقهما سارة لويز ليلي Sarah Louise Lilley موافقةً، وهي لم تشارك في تلك الدراسة أيضًا: «الآن نعلم أن بإمكاننا التأثير على تعبير الجينات إما بتضخيم أثرها أو بتثبيطه، وآمل أن تستمر تلك الدراسات الجديدة في زيادة وعي الناس والتزامهم بنمط حياة صحي وتحويل تصوراتهم من مفهوم الضحية إلى الإمكانية».

تفاصيل عن دراسة الجينات المقصرة للحياة:

شملت الدراسة 353742 شخصًا بالغًا مسجلين في البنك الحيوي في المملكة المتحدة بين عامي 2006 و2010، وتمت متابعة حالتهم الصحية حتى عام 2021.

استخدم الدكتور زيلونغ بيان Dr. Zilong Bian وزملاؤه وهو باحث رئيسي ينتمي إلى جامعة Nanjing الطبية في الصين، مقياس الخطر متعدد الجينات PRS tool الذي يأخذ في الاعتبار عوامل جينية عدة، لتحديد إنذار طول أو قصر عمر المشاركين مجملًا.

صُنّف الأشخاص الذين خضعوا للدراسة إلى: 20% ذوي عمر افتراضي طويل، و60% ذوي عمر افتراضي متوسط، و20% ذوي عمر افتراضي قصير.

في نفس الوقت قُسّموا تبعًا لنمط حياتهم إلى: 23% ذوي نمط حياة مفضّل، و56% ذوي نمط حياة متوسط، و21% ذوي نمط حياة غير مفضّل.

خلال فترة الدراسة التي استمرّت 13 عامًا، توفّي 24239 مشاركًا. خلُصت الدراسة الرقابية إلى أن الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي للموت المبكر كانوا أكثر عرضة للوفاة أثناء فترة الدراسة بنسبة 21%، بغض النظر عن نمط حياتهم.

بالمقابل، أولئك الذين لديهم نمط حياة غير صحي كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 78% مقارنة مع من يمتلكون نمط حياة صحي، بغض النظر عن أصولهم الجينية.

إضافةً إلى ما سبق، أولئك الذين لديهم كل من الاستعداد الوراثي إلى جانب نمط حياة غير صحي كانوا أكثر عرضة للوفاة بضعفين مقارنةً مع الذين لديهم عادات صحية جيدة وأصل جيني جيد.

العادات الصحية التي أبدت تأثيرًا كبيرًا على البقية كانت الامتناع عن التدخين والنشاط البدني المنتظم والنوم الكافي والنمط الغذائي الصحي، تبعًا لما قاله الباحثون.

كتب مؤلفو الدراسة: «توضح هذه الدراسة الدور المحوري لنمط الحياة الصحي في التخفيف من أثر العوامل الجينية على خفض العمر الافتراضي. ومن شأن سياسات الصحة العامة لتحسين أنماط الحياة الصحية أن تعمل بمثابة مكملات قوية للرعاية الصحية التقليدية، وأن تخفف من أثر العوامل الجينية على عمر الإنسان».

علم الوراثة ونمط الحياة:

انتهت دراسة في عام 2023 للمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، نُشرَت في مجلة The Lancet Healthy Longevity إلى أن اعتماد نمط حياة صحي، ولو في أواخر العمر، كان مرتبطًا بخطر وفاة أقل ومأمول حياة أطول.

كتب مؤلفو هذه الدراسة: «أشار بحثنا إلى أهمية نمط الحياة الصحي في زيادة العمر الافتراضي، ولا سيما لدى الأفراد الذين لديهم خطورة جينية عالية».

وجد الباحثون في جامعة ولاية دييغو، الذين درسوا الجينات ونمط الحياة لدى نساء الولايات المتحدة الأكبر من 63 عامًا، حتى لو لم يكن من المحتمل أن تعيش طويلًا بناءًا على جيناتك، يمكنك زيادة عمرك الافتراضي بالانخراط في نشاطات نمط الحياة الإيجابية مثل التمرُّن المنتظم والجلوس بشكل أقل، وفقًا للدكتور علاء الدين شدياب Aladdin H. Shadyab الأستاذ المساعد في كل من كلية Herbert Wertheim للصحة العامة، ومركز علوم طول العمر البشري في جامعة UC San Diego، والمؤلف الرئيسي لدراسة عام 2022.

أضاف شدياب في لقاء صحفي: «وبالعكس، حتى لو كانت جيناتك تؤهلك لعيش حياة طويلة، فالحفاظ على النشاط البدني ضروري لتحقيق نمط حياة صحي».

تقول Hadley ختامًا: «بصفتي ممارسة للرعاية الصحية، آمل أن تكون هذه المعلومات مفيدة للناس في كل مكان، فالعمر الافتراضي ليس مقدرًا ومسبقًا وإنّما تستطيع التحكم في حياتك عبر نواح عدّة. ويكمن الحل في إجراء تغييرات مستدامة تضيف الكثير على المدى الطويل، بدلًا من مجرد الاشتراك في نادٍ رياضي بداية كل عام جديد والعودة للخمول في شهر مارس. ابحث عن نوع الأنشطة التي تستمتع بها وتتناسب مع جدولك الزمني لأنك على الأرجح ستلتزم بها».

اقرأ أيضًا:

تغيير نمط الحياة قد يساعد المصابين بأمراض عقلية شديدة على العيش طويلًا

ما هو نمط الحياة الذي يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي؟

ترجمة: حيان الحكيم

تدقيق: علي بلوه

المصدر

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-05-24 00:06:01
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت اخبار لبنان والعالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading