عين على العدو

هآرتس: إسرائيل تستعد لاحتلال غزة والسيطرة الكاملة على السكان

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

هآرتس 23/3/2025، عاموس هرئيلإسرائيل تستعد لاحتلال غزة والسيطرة الكاملة على السكان

عائلات المخطوفين الذين يحملون الجنسية الامريكية والمحتجزين لدى حماس في قطاع غزة، سمعوا مؤخرا من كبار رجالات إدارة ترامب تنبؤات كئيبة بشأن احتمالية التوصل الى صفقة أخرى. المشاركون في المباحثات تولد لديهم الانطباع بأنه في هذه المرحلة المفاوضات عالقة تماما وأن الرئيس ترامب لا ينوي استخدام الضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للعودة والتقدم في خطة للتوصل الى صفقة. بالعكس، في هذه الاثناء يبدو أن ترامب ينوي دعم نتنياهو في حالة قرر الأخير الانتقال الى عملية برية واسعة، استمرارا للقصف الجوي الكثيف لإسرائيل في منتصف هذا الأسبوع الذي أدى الى انهيار وقف اطلاق النار.

في أوساط عائلات المخطوفين يسود قلق كبير إزاء التطورات. قبل القصف الإسرائيلي الذي قتل فيه حسب حكومة حماس اكثر من 400 فلسطيني (بعد ذلك تم الإبلاغ عن اكثر من 300 قتيل آخر في هجمات أخرى)، ناقش الطرفان بواسطة دول الوساطة سلسلة من الاقتراحات التي طرحها الامريكيون لاطلاق سراح مخطوفين آخرين مقابل تمديد وقف اطلاق النار. الآن يبدو أن احتمالية عودة سريعة الى هذه الخطط أصبحت ضئيلة جدا.

هل حقا هذه ستكون النهاية؟ ليس بالضرورة. في مقابلة مطولة اجراها مع المذيع اليميني تاكر كارلسون قال أول أمس المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف إن موقف نتنياهو بخصوص المفاوضات يناقض موقف غالبية الجمهور الإسرائيلي. حسب قوله “بيبي يشعر بأنه يفعل الامر الصحيح. هو يقف امام الرأي العام (الإسرائيلي) الذي يريد عودة هؤلاء المخطوفين”. وقد وصف اللقاء مع العائلات في ميدان المخطوفين، الذي امتنع نتنياهو عن الوصول اليه كـ “تجربة روحية”. 

ويتكوف أضاف “نحن يجب علينا إعادة هؤلاء الأشخاص. أنا اتحدث مع بيبي وديرمر عن ذلك. لكن يوجد لهما أيضا موقف استراتيجي في مسألة كيف يجب معالجة حماس. نيتهما جيدة، وسياسة الرئيس هي أن حماس لا يمكن أن تواصل الوجود هنا”. الى جانب التملق للمسؤول عنه، ترامب، حرص ويتكوف على اغداق الثناء على الوسيطة قطر، التي تحصل مؤخرا على انتقاد كبير في إسرائيل إزاء علاقاتها مع حماس.

ستارة من الدخان

إسرائيل في الواقع ركزت حتى الآن بالأساس على الهجمات من الجو، الى جانب اقتحامات برية صغيرة في شمال القطاع، في الجزء الشرقي لممر نيتساريم، في وسط القطاع، وفي منطقة رفح في الجنوب. ولكن في نفس الوقت ما زالت هناك استعدادات تجرى لتطبيق الخطة الكبيرة لرئيس الأركان الجديد ايال زمير، هجوم بري واسع في القطاع بواسطة تجنيد عدة فرقة تشمل وحدات احتياط كثيرة. زمير قال للوزراء بأنه يعتقد أن خطته يمكن أن تؤدي في هذه المرة الى تحقيق الهدف الذي لم تحققه إسرائيل خلال سنة ونصف من الحرب، وهو التدمير المطلق لسلطة حماس وقدرتها العسكرية.

مصادر امنية قالت لـ “هآرتس” بأن إسرائيل ما زالت تبقي مجال لصفقة مؤقتة، التي خلالها يتم اطلاق سراح مخطوفين. ولكن حسب اقوال هذه المصادر وإزاء الضغط السياسي للحكومة بفضل توسيع القتال فانه يبدو أن هذه حقا سيشتد بدون تحقيق صفقة. خطة نتنياهو طموحة جدا ولا تواجه تحفظات مهمة وواضحة من قبل كبار ضباط الجيش والشباك. النية هي استغلال العملية العسكرية بقيادة زمير لفرض الحكم العسكري في القطاع، أو في جزء كبير منه، مع نقل السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية للجيش الإسرائيلي. رئيس الأركان السابق، هرتسي هليفي، عارض ذلك بشدة وحذر من أنه محظور السماح بوضع يقتل فيه الجنود اثناء توزيع الطحين على السكان المدنيين الفلسطينيين.

يبدو أن إسرائيل تنشر الآن سحابة دخان حول نوايا الحكومة والجيش الحقيقية، مع انتظار بشرى في المفاوضات، التي مشكوك فيه أن تصل، ويمهدون الأرض للعملية الواسعة لاحتلال القطاع وإعادة سيطرة إسرائيل الكاملة عليه. هذا سيحدث في الوقت الذي فيه الأحزاب اليمينية المتطرفة في الحكومة تدفع الى إعادة الاستيطان والطرد القسري للفلسطينيين الذي سيعرض على أنه “هجرة طوعية” بدعم ترامب. العميد احتياط عوفر فنتر يستعد الآن بانفعال والاعداد لعمل إدارة تشجع الهجرة بادارته. في حين أن استطلاع لجهاز الامن في أوساط الفلسطينيين يتوقع أنه تقريبا ربع السكان وافقوا على الهجرة، رغم أنه من غير الواضح أي دولة ستوافق على استيعاب سكان من غزة.

الصحافي عميت سيغل، الضليع جدا فيما يجري في بلاط نتنياهو، كتب في يوم الجمعة الماضي في صحيفة “يديعوت احرونوت” بأن توجه نتنياهو هو تغيير مطلق لقواعد اللعب، بدعم كامل من ترامب. وحسب قوله فان “ما اقنع الرئيس اكثر من أي شيء آخر بالعودة الى الحرب هو بالتحديد اللقاء مع المخطوفين (الذين تم اطلاق سراحهم). هم جاءوا لاقناعه بأنه يجب اخراج الجميع الآن، وقد اقتنع بأنه قبل ذلك يجب اخراج حماس الآن. مرة تلو الأخرى سأل اذا كان هناك أبرياء أو صديقين ساعدوهم في غزة، وأجيب بالسلب. 

الادراك بأن الحرب توشك على التوسع مع الخطر على حياة المخطوفين الذين بقوا على قيد الحياة وعلى حياة جنود الجيش الإسرائيلي، يثير مجددا النقاش في جيش الاحتياط. في الخلفية يتراكم أيضا الغضب في أوساط معارضي الحكومة على قرار نتنياهو اقالة رئيس الشباك رونين بار. للمرة الأولى منذ بداية الحرب يطرح الكثير من رجال الاحتياط، بينهم طيارون في سلاح الجو، إمكانية وقف التطوع للخدمة ردا على التطورات. آخرون كثيرون، بما في ذلك في الجيش النظامي، يناقشون سيناريو لـ “الرفض الرمادي”، أي عدم الامتثال بدون الإعلان عن سبب عملهم الحقيقي. 

عن بار وقطر

المحكمة العليا أصدرت أمس أمر مشروط ضد اقالة بار. المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا، أرسلت في اعقاب ذلك رسالة لنتنياهو حذرته فيها من أن المنع يسري على المس بمكانة بار واجراء مقابلات لتعيين وريث له، طالما أنه لم يتم توضيح الخوف من وجود تضارب المصالح الذي يوجد فيه رئيس الحكومة. نتنياهو ينشر إشارات بأنه يفحص عدم احترام هذا الامر، في حين أن وزراء وأعضاء كنيست في الاستلاف يهاجمون بشدة المحكمة والمستشارة القانونية.

يبدو أن جزء من الضغط على رئيس الحكومة يتعلق بتقدم التحقيق في الاشتباه بأن ثلاثة مستشارين اعلاميين له حصلوا على الأموال من قطر أو كانت لهم معها علاقات تجارية بدون أي افصاح مناسب وإجراءات لفحص تضارب المصالح. تعميق التحقيق في هذه القضية وفي القضية المتعلقة بها – تسريب وثائق لشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” لصحيفة “بيلد” الألمانية في اطار حملة نشر معلومات كاذبة ضد صفقة المخطوفين – يثير التوتر في محيط نتنياهو. مثلما في السابق فانه من المرجح أن الخوف هو من شهود الدولة بأن يلقوا ما يعرفونه أيضا على سلسلة متخذي القرارات التي توجد فوقهم. الحلقة الضعيفة في منظومة تطبيق القانون هي الشرطة، التي هي تشارك في التحقيق القطري، لكن في ظل الوزير الذي عاد الى وزارة الامن الوطني ايتمار بن غفير، تكرس معظم الاهتمام لفرض الرعب على المتظاهرين ضد الحكومة.

نتنياهو ومكتبه حاولوا القاء التهمتين على بار، حول عملية اقالته. حسب التهمة الأولى فان أداء بار واصدقاءه في طاقم المفاوضات (من بينهم رئيس الموساد دادي برنياع والجنرال احتياط نيتسان الون)، شوش على التقدم في صفقة المخطوفين الى درجة أن نتنياهو قام باستبداله بطاقم جديد برئاسة الوزير ديرمر. حسب التهمة الثانية، التي تأتي مباشرة من مكان التآمر، فان بار عرف لساعات عن هجوم حماس في 7 أكتوبر قبل حدوثه، لكنه لم يقم بالاتصال مع نتنياهو، وهكذا لم يمنع الكارثة. هذه اقوال هستيرية تماما وخطيرة، ولا يقل عنها خطرا الاقوال التي سمعت في جلسة الحكومة في مساء يوم الخميس، التي فيها تمت المصادقة على قرار اقالة بار بالاجماع. لقد ذهب الديمقراطي الكبير، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بعيدا عندما طالب بإزالة أحد اهداف الشباك، الدفاع عن الديمقراطية، من قانون الشباك.

جو بولين، والد هيرش غولدبرغ بولين، المخطوف الذي قتلته حماس مع خمسة من أصدقائه في نفق في رفح في آب الماضي، هاجم ادعاءات نتنياهو. في منشور نشره أمس في الفيس بوك كتب بولين بأنه “يأمل بأن القصة الحقيقية للمفاوضات الفاشلة لتحرير المخطوفين سيتم كشفها ذات يوم. أنا استمر في الاعتقاد بأن الحكومة لم تعط في أي يوم تفويض كبير بما فيه الكفاية وجدي للطاقم الإسرائيلي. جزء من طاقم المفاوضات دفع بشدة لكن بدون نجاح، من اجل إعطاء تفويض اكبر. شكرا لك، يا رونين بار، لأنك أحد الذين دعموا ذلك.

في هذه الاثناء يبدو أن الازمة الدستورية حول اقالة بار ونية اقالة بهراف ميارا، ستندمج في النقاش المتصاعد حول طبيعة الحرب في القطاع. يصعب استبعاد احتمالية أنه من ناحية نتنياهو فان هذا هو التوجه المطلوب – مواجهة بقوة عالية، في عدة جبهات، التي خلالها تشتد الخطوات تجاه معارضيه، وسيحاول تحقيق هدفه الأسمى: البقاء في الحكم مع تأجيل الإجراءات في محاكمته الجنائية. ولكن في تقاطع توجهات التصعيد، الدستوري والأمني، توجد ميزة واحدة وهي أن المعسكر الذي يدافع عن الديمقراطية استيقظ من سباته ويبدو أنه بدأ في النزول الى الشوارع باعداد كبيرة مرة أخرى.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-23 14:51:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى