عين على العدو

هآرتس: الاستراتيجية الاسرائيلية في سوريا تصطدم بالتطلعات الامريكية

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

هآرتس 27/3/2025، تسفي برئيلالاستراتيجية الاسرائيلية في سوريا تصطدم بالتطلعات الامريكية

في البلدة الصغيرة كويا في محافظة درعا على الحدود بين سوريا والأردن، تطورت أمس مواجهة دموية قتل فيها ستة مواطنين سوريين. في البيانات القصيرة الإسرائيلية جاء أن طائرات سلاح الجو هاجمت مسلحين اطلقوا النار على قوات الجيش الإسرائيلي. شهادات سكان البلدة كانت مفصلة اكثر بقليل، التي بحسبها قوات الجيش الإسرائيلي ووجهت بمواطنين “مسلحين بسلاح للدفاع عن النفس” كانا في الطريق الى حقليهما.

الجنود الذين حاولوا تجريد السكان من السلاح ووجهوا بالمعارضة، و”الرد كان على الفور”، الجنود اطلقوا النار مباشرة على المواطنين وقتلوهما”، قال الصحفي معتز حشيش، وهو من أبناء البلدة، لموقع “رصيف 22” اللبناني. “الدورية الإسرائيلية حاولت الانسحاب باتجاه القرية، لكن عندها خرج ضدها سكان القرية المسلحين وبدأت المرحلة التالية للتصعيد. دبابات إسرائيلية كانت تنتشر في قاعدة الجزيرة قرب المكان قصفت القرية. بعد ذلك جاءت طائرات مسيرة وقصفت تجمعات المدنيين. نتيجة ذلك قتل ستة اشخاص وأصيب عشرة اشخاص. هذا تطور دفع الكثير من سكان القرية الى الهرب خوفا من استمرار المعارك”.

يصعب تأكيد هذا التقرير، لكن هذه المواجهة المحلية الصعبة اثارت أصداء، إعلامية وسياسية، بما في ذلك بيانات تنديد شديدة للاردن، السعودية، تركيا وبالطبع النظام الجديد في سوريا، تشير الى الإمكانية للمواد المتفجرة الكامنة في نشاطات إسرائيل في سوريا.

بعد سقوط نظام الأسد سارعت إسرائيل الى احتلال المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا في هضبة الجولان، كما تم تحديدها في اتفاق الفصل من العام 1974. الهدف العلني هو منع تركز التنظيمات الإرهابية في المنطقة القريبة من إسرائيل طالما أنه لا يوجد جيش سوري منظمة يشرف على الحدود أو قوات دولية أخرى، روسية أو تابعة للأمم المتحدة، التي أشرفت على المنطقة في فترة حكم الأسد. ولكن حجم سيطرة إسرائيل على مناطق في سوريا والتصريحات العلنية لوزير الدفاع يسرائيل كاتس بأن “الجيش الإسرائيلي سيبقى في المنطقة الأمنية لفترة غير محدودة. ونحن لن نكون مرهونين بالآخرين للدفاع عن انفسنا، ولن نسمح لقوات معادية للتمركز في هذه المنطقة”. وتصريحات جهات إسرائيلية رفيعة أخرى تشير الى نية بعيدة المدى التي يمكن أن تجعل اسرائيل تواجه ليس فقط مع النظام في سوريا، بل أيضا مع تركيا وربما بعد ذلك مع الولايات المتحدة.

الى جانب نية ترسيخ “منطقة عازلة” نظيفة على طول خط الحدود في هضبة الجولان، فان نشاطات إسرائيل يتم تفسيرها كنية لخلق “حزام امني” مدني وليس فقط عسكري، لتجنيد السكان الدروز الذين يتركزون في مدينة السويداء كقوة مستقلة ستمنع وتكبح نشاطات التنظيمات المعادية، وهكذا تحبط طموحات الرئيس احمد الشرع الى إقامة دولة سورية موحدة. اقتراح السماح للدروز بالعمل في إسرائيل والمساعدات الإنسانية التي تدخلها إسرائيل الى قرى المنطقة ونشاطات ضباط الاستخبارات الذين يجرون اتصالات مع زعماء محليين، تعزز الشعور بأن الامر يتعلق بعملية بعيدة المدى، تذكر بدرجة كبيرة بطبيعة “المنطقة الأمنية” التي أقيمت في لبنان في فترة حرب لبنان الأولى.

لكن خلافا للبنان، الذي فيه الحكم المركزي تقريبا لم يكن قائما في فترة الحرب، فانه في سوريا يوجد نظام جديد يحاول تأسيس دولة موحدة استنادا الى مساعدة تركيا، اقتصاديا وعسكريا، ودعم السعودية وقطر. من هنا الاستراتيجية الإسرائيلية التي تعمل على استغلال البنية الطائفية كي تبني لنفسها مراكز نفوذ، وربما سيطرة، يمكن أن تجد نفسها في مواجهة مع قوات إقليمية ودولية.

الشرع صرح عند تسلم منصبه بأنه لا ينوي خوض حرب مع إسرائيل، وأن مهمته هي إعادة اعمار سوريا بعد عشرات السنين من ديكتاتورية عائلة الأسد. تركيا التي ساعدت عسكريا وبالتخطيط الانقلاب ضد الأسد كانت أول من وقف في قصر الرئاسة في دمشق وعرض المساعدة. ليس فقط في إعادة الاعمار الاقتصادي، بل بناء جيش جديد ومدرب وحتى توفير السلاح المتقدم له. زيارته الخارجية الأولى قام بها الشرع في الرياض، وتعانق مع الحاكم محمد بن سلمان الذي تعهد بالتبرع بسخاء لاعادة اعمار الدولة. قطر أرسلت مساعدات إنسانية وهي تنوي دفع جزء كبير من رواتب الإدارة والجيش السوري.

الاتحاد الأوروبي قام بتعليق العقوبات التي فرضت على نظام الأسد لمدة سنة، الامر الذي سمح للشركات في سوريا والبنوك بعقد الصفقات معه، في حين أن الولايات المتحدة رفعت جزء من العقوبات لنصف سنة، وهي تنوي في القريب الإعلان عن رفع جزء آخر منها. وكالة “رويترز” نشرت في هذا الأسبوع بأنه قبل أسبوعين تقريبا جرى لقاء أول بمستوى رفيع في فترة ترامب بين مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون سوريا والمشرق نتاشا فرنسيسكو وبين وزير الخارجية السوري اسعد الشيباني، حيث نقلت فيه له قائمة الشروط للإدارة الامريكية من اجل رفع العقوبات.

من بين هذه الشروط مطالبة واشنطن تشكيل حكومة تمثيلية بمشاركة “كل مركبات الشعب السوري” والحفاظ على حقوق الأقليات وإلغاء تعيين مواطنين أجانب في وظائف رفيعة في الجيش السوري، القصد هو الشخصيات الرفيعة التي كانت شريكة للشرع في هيئة تحرير الشام وتم تعيينها كهدية على خدماتها. والشرط الثاني هو مكافحة الإرهاب. خلافا لإسرائيل فان واشنطن، السعودية وتركيا، ترى بنفس المنظار الطموح لاقامة دولة موحدة تحت ظل نظام واحد وليس كانتونات مستقلة، التي تعتبرها إسرائيل إمكانية كامنة لترسيخ مراكز نفوذ في سوريا.

الدليل على ذلك موجود في الاتفاق الذي وقع عليه مظلوم عابدي، قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، الجسم العسكري الكردي الذي يسيطر على المحافظات الكردية في شمال سوريا، مع الشرع، الذي بحسبه سيتم دمج قواته في الجيش السوري. في الواقع في هذه الاثناء هذه وثيقة تفاهمات إعلانية اكثر مما هي اتفاق مفصل ومحدود بجدول زمني، لكنه يدل على القرار الاستراتيجي للاكراد الذي جاء بتأثير من امريكيا.

هذا القرار الذي يبدد الآن طموحات إسرائيل بالاستناد الى المحافظات الكردية كقاعدة نفوذ غير منفصل عن توجه ترامب للانسحاب من سوريا، وهكذا تحويل تركيا الى صاحبة البيت في شمال سوريا. أول أمس زار وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، واشنطن والتقى مع نظيره ماركو روبيو لمناقشة عدة مواضيع، من بينها بلورة سياسة مشتركة في سوريا ورفع العقوبات الامريكية عنها. في بيان للصحافة عبرا عن دعم “سوريا موحدة ومستقرة”، وهي اقوال موجهة لكل من يحاول تأسيس في سوريا دولة كانتونات مستقلة. الزيارة استهدفت أيضا الاعداد للقاء الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مع ترامب، الذي لم يتم تحديد موعد له حتى الآن، لكن يتوقع أن يكون في القريب، وهنا يتوقع أن يواجه إسرائيل عائق جديد مركب، من شأنه أن يصعب على تحقيق طموحاتها الاستراتيجية في سوريا.

إسرائيل تعتبر تركيا دولة معادية تسعى الى أن تحل مكان روسيا كراع عسكري لسوريا، ومن شأنها أن تكبح حرية العمل لإسرائيل في سماء سوريا، والعمل ضد تواجدها البري في هذه الدولة. إسرائيل يمكن أن تقول بأنه في كل ما يتعلق بسوريا ترامب يمكن أن يفضل مهمة “تركيا”، التي تستعد لاقامة قواعد عسكرية سورية في مدينة تدمر، على ادعاء إسرائيل.

فنان الصفقات” الأمريكي ربما يقترح تسوية مصالحة بين إسرائيل وتركيا. ولكن التصريحات المتبجحة لإسرائيل وهجماتها اللفظية على الرئيس السوري، لن تساعد بالتأكيد في التوصل الى التسوية المطلوبة. الشرع ما زال شخصية “مشبوهة”، سواء في الساحة السورية الداخلية أو في المجتمع الدولي. ولكن الغطاء السياسي الدولي والعربي الذي يتم بناءه حوله هو الذي يمكن أن يؤثر على سلوكه في المواضيع الهامة بالنسبة لإسرائيل – جهوده للحد من التهريب بين سوريا ولبنان، وهو الموضوع الذي ستتم مناقشته اليوم في لقاء جدة في السعودية، بين وزير الخارجية اللبناني ونظيره السوري، والدفع قدما بترسيم الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان، المرتبطة بعدد من النقاط مثل قرية الغجر ومزارع شبعا، وموافقة سوريا على التنازل عن مناطق، لا سيما العمل في المناطق القريبة جدا من الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-27 17:00:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى