هآرتس: التحقيق في المعركة التي لم تحدث في نير عوز أجاب على سؤال أين كان الجيش؟

هآرتس 16/3/2025، عاموس هرئيل: التحقيق في المعركة التي لم تحدث في نير عوز أجاب على سؤال أين كان الجيش؟
عندما عرض الجنرال عران نيف، رئيس طاقم التحقيق العسكري في المذبحة في نير عوز، الخارطة وعليها صورة بيوت الكيبوتس التي تضررت في هجوم حماس، جميعها باستثناء ستة بيوت، وكأنه يقول بأن ذلك يذكره بـ “مدينة القتل”، قصيدة الشاعر حاييم نحمان بياليك عن المذبحة في كشنيف. في الفترة الأخيرة عندما عرض نيف استنتاجاته في سلسلة طويلة من المنتديات المتعلقة بالكيبوتس كان يمكن سماع نغمة غضب مكبوتة في صوته.
بصفته رئيس قسم التنصت في هيئة الأركان في 7 أكتوبر، نيف لم يكن جزء من سلسلة القيادة المباشرة التي تولت الدفاع عن غلاف غزة. ورغم ذلك، هو شعر بأنه غير مرتاح من عضويته في هذا المنتدى وقرر استقالته من الخدمة الفعلية في الجيش الإسرائيلي قبل بضعة اشهر. بعد ذلك القيت عليه مهمة التحقيق في المعركة التي لم تحدث حقا في الكيبوتس الصغير، لأن الجيش ببساطة لم يأت اليه. حوالي ربع سكان نير عوز قتلوا أو تم اختطافهم في المذبحة. 47 شخص قتلوا في الكيبوتس في ذلك الصباح، 76، بينهم تسعة اموات، اختطفوا. حتى الآن يتم احتجاز في القطاع 14 شخص من سكان نير عوز، خمسة من بينهم فقط ما زالوا احياء.
نيف هو أيضا من مواليد الغلاف، ابن كيبوتس ايرز الذي يوجد على الحدود الشمالية للقطاع. في ايرز أعضاء فرقة الإنقاذ كسبوا بضع دقائق من اجل تنظيم انفسهم لهجوم حماس، لأنه وصل اليهم في مرحلة متأخرة نسبيا. هذا كان وقت كاف لصد بمساعدة قوات أخرى، المخربين الذين اقتحموا ايرز. نير عوز لم يكن له مثل هذا الحظ، فقط سبعة من أعضاء فرقة الإنقاذ كانوا في الكيبوتس في ذلك الصباح، وقد اضطروا الى مواجهة في المرحلة الأولى حوالي 150 مخرب الذين اقتحموا الكيبوتس. خلال ساعتين ونصف نجح أعضاء الفرقة وعدد من السكان في القيام بمقاومة منظمة نسبيا للاقتحام. عندما قتل ثلاثة من أعضاء الفرقة الذين قاتلوا ببطولة، وآخرون أصيبوا واختطفوا، كانت الطريق مفتوحة امام المخربين كي يفعلوا في الكيبوتس كل ما يريدون.
التحقيق يتناول للمرة الأولى بشكل موسع قضية لم تكن واضحة بما فيه الكفاية في التحقيقات الصحفية عن المذبحة في نير عوز. على بعد 3 كم من الكيبوتس يوجد موقع نيريم (قسم الأبحاث والتطوير في الجنوب)، وهو موقع بمستوى سرية للواء غولاني، لكن لا أحد من جنوده جاء الى نير عوز في الوقت المناسب، ولا أي قوات أخرى أيضا. تبين أن الموقع تمت مهاجمته في مرحلة مبكرة على يد قوة كبيرة لحماس، التي قتلت أو أصابت الضباط القلائل الذين كانوا فيه وحاصرت القوة التي بقيت في غرفة الطعام والغرفة الآمنة في الموقع. نصف الجنود تقريبا أصيبوا وخمسة جنود قتلوا. التحقيق لا يطرح ادعاء مباشر تجاه جنود غولاني في الموقع، لكن الاستنتاج واضح وهو أن الكيبوتس ترك لوحده. ومثلما اعترف رئيس الأركان التارك، هرتسي هليفي، في محادثة مع سكان الكيبوتس في يوم الخميس الماضي، فان المخرب الأخير خرج من نير عوز قبل اربع دقائق من وصول القوة الأولى للجيش الإسرائيلي اليه.
حسب التحقيق فان الموت واصابة معظم القادة الكبار في اللواء الجنوبي في فرقة غزة والقيادات التي تخضع لها، إضافة الى قوة الهجوم على طول القطاع حطمت سلسلة القيادة والسيطرة في نير عوز ومحيطه. احدى النتائج هي عدم القدرة على بلورة صورة وضع للقتال في عوز نير بشكل خاص، سواء في هيئة الأركان أو في قيادة المنطقة الجنوبية ادركوا خطورة الوضع هناك. وفقط حتى الساعة التاسعة صباحا تقريبا كان يمكن اتخاذ قرارات ناجعة حول ارسال قوات كانت تكفي لمساعدة الكيبوتس، عمليا، هذا حدث فقط بعد اربع ساعات تقريبا. نيف قال لابناء نير عوز بأنه كانت مستوطنات أخرى كان الوضع فيها صعب جدا، وأنه كانت مستوطنات أخرى لم تصل اليها القوات في الوقت المناسب، ولكن لم يكن في أي بلدة من البلدات حالة قتل وخطر كهذه في ظل غياب القوات العسكرية.
في الـ 15 سنة الأخيرة عمل نيف كثيرا في استعداد الجيش لسيناريوهات قاتمة – احداث متطرفة تعتبر في الوقت الحقيقي احداث احتمالية حدوثها متدنية جدا. في عيد الغفران 2023، قبل عشرة أيام على المذبحة، قام باجراء مقابلة مع “هآرتس” تحت عنوان “المفاجأة القادمة ستأتي. السؤال هو كيف تستعد إسرائيل لها”. هذا العنوان وجد عنوان مختلف في اعقاب 7 أكتوبر. الآن هو يعترف بأنه لم يشارك في أي يوم في مناورة تذكر حتى بالقليل مما فعلته حماس قبل سنة ونصف تقريبا.
انتبهوا لويتكوف
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اجرى قبل شهر تقريبا مناورة قيادة لرؤساء جهاز الامن. بعد اتهامهم باجراء “عملية إعطاء بدلا من الاخذ والاعطاء” نتنياهو ابعدهم عن واجهة المفاوضات حول صفقة المخطوفين وقام بتعيين بدلا منهم عدد من المخلصين له، على رأسهم الوزير رون ديرمر. في هذه الاثناء يصعب القول بأن هذا الرهان كان مجديا. في الفترة الأخيرة إدارة ترامب تدفع قدما بعدد من الاقتراحات للدفع قدما بصفقة المخطوفين. التنسيق مع إسرائيل ظهر محدود في هذه المرحلة، وتأثيرها في الاتصالات محدود.
آدم بهلر، مبعوث الرئيس الأمريكي ترامب الذي هو نفسه تم ابعاده في هذه الاثناء عن المفاوضات، ناقش بشكل سري ومباشر مع حماس خطة تجسير تشمل تحرير الجندي عيدان الكسندر الذي يحمل معه أيضا الجنسية الامريكية وإعادة أربعة جثامين لمخطوفين يحملون جنسية مزدوجة. المبعوث الأعلى رتبة ستيف ويتكوف يقوم بالدفع قدما باقتراح آخر بحسبه سيتم اطلاق سراح في المرحلة الأولى خمسة مخطوفين وإعادة تسعة جثامين مقابل تمديد وقف اطلاق النار لمدة شهرين تقريبا.
في هذه الاثناء قامت حماس بمناورة وأعلنت في يوم الجمعة عن موافقتها على اقتراح بهلر. الولايات المتحدة وإسرائيل رفضت ذلك. ورغم سلسلة بيانات الإدانة من الجدير ذكر الحقيقة وهي أن الاتصالات كان يجب أن تنتقل الى المرحلة الثانية في الصفقة، وأن إسرائيل هي التي ترفض تنفيذ دورها الذي يشمل الالتزام بالانسحاب من محور فيلادلفيا.
لا يوجد أي طريقة حقيقية لتوقع ما الذي سيقرره ترامب، الذي يغير مواقفه ويرمي تصريحات جديدة ومفاجئة في الفضاء كل بضعة أيام. ولكن يجب الانتباه الى أن ويتكوف، قبل سفره من قطر الى روسيا الى ساحة وساطة أخرى، وافق على مناقشة دول عربية حول ترتيبات اليوم التالي في قطاع غزة. صحيح أن ترامب يؤيد الاستعدادات العسكرية لإسرائيل ويهدد حماس بـ “أبواب جهنم”، إلا أنه ما زال ييستمع للخطوات العربية التي تهدف الى القيام بترتيبات إعادة الاعمار في قطاع غزة وابعاد حماس عن مراكز القوة.
إسرائيل يجب عليها الأخذ في الحسبان احتمالية تغيير رأيه، وأن يفرض اتفاق على الطرفين دون السماح لها باستئناف القتال. هذا ما يريده منه السعوديون، وترامب يستمع الى الرياض، المكان الذي يمكن أن تنمو منه صفقات ضخمة للامريكيين (وعائلة ترامب) وجائزة نوبل للسلام له هو نفسه.
الآلة هاجمت مرة أخرى
رئيس الشباك السابق نداف ارغمان احدث عاصفة في يوم الخميس عندما هدد في مقابلة مع “اخبار 12” بكشف ما يعرفه عن سلوك نتنياهو، أيضا في محادثات وجها لوجه، التي جرت بينهما في السابق، اذا اعتقد أن نتنياهو يعمل خلافا للقانون. رئيس الحكومة، الذي انقض على هذه الاقوال كمن وجد غنيمة، اتهم ارغمان وسلفه في المنصب رونين بار، بإدارة حملة كاملة من الابتزاز ضده. وحتى أنه طلب اجراء تحقيق في الشرطة. بار اضطر الى أن يتنصل من ارغمان في بيان ارسله لمتقاعدي الجهاز، كتب فيه “جسم رسمي ورئيسه لا يستخدمون قوة هذا التنظيم في غير حاجة لذلك”.
ارغمان اخطأ. اذا كان لديه معرفة عن أفعال غير قانونية لنتنياهو فانه الآن هو الوقت المناسب لكشفها وعدم الاكتفاء بتلميحات التهديد. نتنياهو يربط بصورة مريحة له تهديد ارغمان مع التوتر المتصاعد مع بار. حاليا يصعب التصديق أن رئيس الجهاز وسلفه في المنصب ينسقان معا، علاقتهما غير جيدة وارغمان لا يخفي انتقاده من أداء بار حول المذبحة في 7 أكتوبر.
نتنياهو وماكنة دعايته الضخمة ينقضون بمهارة على كل خطأ للطرف المعادي. في الأصل هناك شك في أن يكون تأثير جماهيري لتصريحات متواترة مثل تصريحات ارغمان أو التنظيم الجديد الذي هو عضو فيه لرؤساء جهاز الامن المتقاعدين للدفاع عن الديمقراطية. حتى الآن هناك حساسية كبيرة لنتنياهو تجاه قضية قطر في الوقت الحالي وفي السابق. التحقيق الذي يجريه الشباك مع مساعدي نتنياهو في السابق وفي الحاضر حول اجراء علاقات محظورة مع قطر يقلقه، وهكذا أيضا أي ذكر، مثل الذي فعله ارغمان في المقابلة مع يونيت ليفي، لمقاربته تجاه قطر في السابق.
هذا كان نتنياهو الذي سمح بشكل متعمد وبانفعال بإدخال أموال قطر الى سلطة حماس في القطاع منذ العام 2018. حتى الآن لا يوجد لديه أي تفسير لذلك. ومعارضته الحاسمة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية، كما يطلب بار ورئيس الأركان التارك هليفي، تكمن في خوفه من ظهور قضية قطر السابقة.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-16 15:04:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>