هآرتس: بسبب شرط الولاء لنتنياهو، فمن سيتم تعيينه في منصب رئيس الشباك سيتم تشويهه

هآرتس 2/4/2025، مردخاي كرمنتسر: بسبب شرط الولاء لنتنياهو، فمن سيتم تعيينه في منصب رئيس الشباك سيتم تشويهه
خطوات رئيس الحكومة نتنياهو في كل ما يتعلق باقالة رئيس الشباك رونين بار، بما في ذلك محاولة تعيين ايلي شربيط، والتراجع عن ذلك فيما بعد، تدل على عدم أهليته لهذا المنصب. أي رئيس حكومة معقول، حتى لو قليلا، يسمع بأن اشخاص من حاشيته الامنية خدموا بدون معرفته دولة اجنبية، كان سيطالب باجراء تحقيقي جذري، وحتى استيضاح الامر كان سيجمد عمل من اشتبهوا بذلك، حتى لو بشكل بسيط (خاصة أن الامر لا يتعلق بخدمة تم تقديمها لدولة صديقة).
الخدمة التي تم تقديمها حسب الادعاء كانت لقطر – الموولة الرئيسية لحماس والاخوان المسلمين والتي تعمل ايضا على الافتراء على اسرائيل في العالم. كل من سمع في أي يوم عن مواجهة الارهاب، حتى لو لم يكن “السيد أمن”، يعرف أنه بدون تمويل فانه لا وجود للارهاب المنظم. لذلك، من يمول في الحقيقة الارهاب ويمكنه من القيام بأفعال خبيثة، يعتبر مساعد للارهاب بكل معنى الكلمة. بدلا من ذلك نتنياهو هاجم، بأسماء مختلفة، اكثر من مرة التحقيق والمحققين، ووقف بكل ثقله وراء المشبوهين الى درجة مقارنتهم بالمخطوفين في انفاق حماس، وهي المقارنة المشينة من كل الجهات.
لا يمكن فهم اقالة بار إلا كمحاولة، من ناحية نتنياهو، لاعادة جهاز انفاذ القانون الى سابق عهده، أي وقف التحقيق الذي لا أساس له، وأنه جاء بدافع عداوته. رئيس الحكومة يشهد بنفسه على هذه النية، التي يمكن فهمها من تناوله للتحقيق كظلم كبير. هكذا هو وضع نفسه، ليس للمرة الاولى، ولكن بصورة اكثر قوة ووضوح، كعدو لسلطة القانون. سلطة القانون تسري حسب رأيه فقط على الخصوم السياسيين. وأنه هو نفسه والمقربين منه والمخلصين له ومن ينتمون لمعسكره فوق القانون. بنفس المناسبة، تم ارسال رسالة شديدة للمنظمات المسؤولة عن انفاذ القانون – من سيحاول تطبيق القانون عليه أو على الموالين له سيتم اقصاءه. رئيس الحكومة لم يكتف باقالة بار، بل وصفه ايضا كخائن – تهمة لا يوجد اكثر خطورة منها، فرية لا اساس لها، تدل على فقدان كامل للاتزان ولضمير من يقوم بنشرها. بار الذي حصل على المديح من نتنياهو، فقد كليا عالمه وحقوقه منذ اللحظة التي استخدم فيها صلاحية التحقيق على مقربي رئيس الحكومة.
تضارب المصالح الذي يوجد فيه رئيس الحكومة يتناول، سواء التحقيق في “قطر غيت” أو التحقيق في الوثائق، وايضا يمس بمسألة دوره في فشل 7 اكتوبر. مصلحة نتنياهو الواضحة، الذي يرفض تحمل المسؤولية، هي تقزيم الى درجة الاخفاء دوره في الكارثة. والطريقة هي القاء كل التهمة على الآخرين، الجيش والشباك. وحقيقة أنه بذلك يضر بجهاز الامن نفسه وبمكانته في اوساط الجمهور والثقة به، تهمه مثل قشرة الثوم. اذا كان ما زال يوجد شك بخصوص قدرة رئيس الحكومة على ادارة شؤون الدولة، فقد جاء تعيين الجنرال احتياط ايلي شربيط لفترة قصيرة (القائد السابق الذي يتمتع بحقوق كثيرة في سلاح البحرية) والتراجع عن هذا التعيين بدون خجل، من اجل الاثبات مثل مئة شاهد بأنه لا يمكن السماح لابقاء دفة الدولة في يديه.
بمجرد الغاء التعيين فان نتنياهو انتهك الاذن الذي حصل عليه من محكمة العدل العليا، اجراء مقابلات مع المرشحين، من اجل ابلاغنا بأن رئيس الوزراء لا يحترم أوامر القضاء. ومن المستحيل معرفة ما هو سبب اختيار شربيط، باستثناء عنصر المفاجأة والاعتماد المفترض على سابقة عامي ايلون. من المرجح أن يكون موقف شربيط المؤيد لنتنياهو في قضية الغواصات والسفن مهم بالنسبة له باعتباره شخص اصبحت قصة حياته التهرب من المسؤولية.
من المرجح ايضا أنه سنحت له فرصة مدهشة للاعلان على ضوء طريقة امسالم، بأن المهنية والخبرة المناسبة ليس لها أي اهمية في التعيين. وهكذا نجح ايضا في تعميق الشعور بالذنب في جهاز الشباك في 7 اكتوبر – تعيين شخص كان من المفروض أن يقوم بثورة، وأن يوقف على الارجل جهاز كان فشل وانهار. كلما كان التعيين اقل طبيعية ومهنية كلما ازدادت احتمالية أن يعرف الشخص المعين كيفية اظهار الامتنان واللطف للشخص الذي قام بتعيينه.
بعد ذلك تم فتح “صندوق الحشرات” لشربيط. فقد شارك، ليحفظنا الله، في مظاهرة ضد الانقلاب النظامي، وحتى أنه صرح، ليحفظنا الله، ضد سياسة المناخ لترامب. هذه بالنسبة لنتنياهو وقاعدته هي جرائم حقيقية لا يمكن غفرانها، وهكذا وصلت ولاية شربيط الى نهايتها. حتى آفي ديختر، مثل كل الوزراء، الذي حافظ على عدم الانحراف عن الخط الذي يرسمه رئيس الحكومة، اضطر الى الاعتراف بأن المشاركة في المظاهرات ضد الحكومة لا يوجد فيها أي عيب.
الامر ليس كذلك من ناحية رئيس الحكومة. احد شروط القبول لوظيفة عامة في اسرائيل، على الاقل الوظائف الرفيعة، هو بالنسبة له ليس فقط الولاء الكامل لرئيس الحكومة، بل الولاء الاعمى للرئيس الامريكي. سيكون هناك مرشحون للوظيفة العامة اشخاص ممتازون ومناسبون، لن يتحملوا هذا العبء المزدوج.
الخطر في تعيين من هو مخلص لنتنياهو، وليس مخلصا للجمهور وأمنه، هو خطر حقيقي وشديد. مع الاخذ في الحسبان الصلاحيات الكبيرة التي توجد للشباك، والرقابة غير الناجعة عليه، فان رئيس الشباك الذي يعمل من اجل ارضاء رئيس الحكومة هو خطير على المواطنين وعلى الدولة. يجب الحذر، نتنياهو يمكنه ايجاد شخص، الذي للوهلة الاولى لن يكون مناسب لهذه الصفة. ولكن بمجرد اختياره من قبل نتنياهو فانه يجب علينا معرفة أن من تم تعيينه من قبله قد تم تعيينه فقط من اجل ذلك. هوية من قام بالتعيين تلغي التعيين. لأن اعتبارات نتنياهو هي مصلحته وبقائه السياسي فانه تسري على أي تعيين له صفة أنه تعيين غير مناسب وغير معقول.
لا يوجد أي سبب لاقالة رونين بار، ويجب ابقاء في يده تقرير انهاء خدمته، الاستقالة التي تعبر عن تحمله للمسؤولية.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-04-02 16:47:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>