عين على العدو

هآرتس: بينيت ليس أقل خطورة من نتنياهو

هآرتس 27/2/2025، حنين مجادلة: بينيت ليس أقل خطورة من نتنياهو

نفتالي بينيت، صاحب قول “شوكة في المؤخرة”، اصبح في هذا الاسبوع النجم المناوب للمعسكر الديمقراطي – الليبرالي في اسرائيل، أو على الاقل هكذا يظهر الامر من الدعم الكبير جدا الذي حصل عليه فيلمه الاخير الذي نشره. في هذا الفيلم بينيت اعلن مرة اخرى عن مواقفه المتشددة ضد اقامة الدولة الفلسطينية أو أي فكرة لنقل اراضي للفلسطينيين، مع التأكيد على أن هذه المواقف “لم تتغير، هي فقط تشددت”. للوهلة الاولى لا يوجد أي جديد يثير الاهتمام. بعد ذلك يضيف بينيت الجملة الرئيسية التي اغضبت كثيرين في الدوائر الليبرالية: “التحريض والكراهية تجاه اليساريين ليس هو الذي يميز ما هو يميني، هؤلاء ليسوا يمين”. بالضبط هو اعداد للقلوب، عائلة من الاخوة والاخوات. الانفعال والتأثر في المعسكر الليبرالي وكأن الامر يتعلق بمشهد هزلي لحانوخ ليفين.

الانفعال في اعقاب فيلم بينيت يكشف بشكل مؤلم ومحبط الضعف الاولي الذي يعاني منه ما يسمى بالوسط الليبرالي واليسار في عهد الضياع الايديولوجي. الفيلم يؤكد على مواقفه الفاشية ضد الفلسطينيين، وهي مواقف تقوض حقهم الاساسي في الاستقلال وتقرير المصير. وهي مواقف كان يجب على هذا المعسكر معارضتها بشدة وشراسة، وكأنهم لم يتعلموا في السنة والنصف الاخيرة بأن ادارة النزاع بهذه الصورة، ضمن امور اخرى، أدت الى احداث 7 اكتوبر. الفاشية في دولة اسرائيل لا تمنع الليبراليين من التسلي مع اليمين الرخو مرة تلو الاخرى. الحقيقة هي أنه يكفي أن لا يحرض يميني ضد اليسار من اجل أن يحتضنه الاخير كبديل محتمل. وكأن الامر يتعلق بالمسيح المخلص. في نهاية المطاف الدائرة الليبرالية في اسرائيل مستعدة لقبول مباديء اليمين طالما أنها لا تضره هو نفسه بشكل مباشر.

لكن اليسار نسي حقيقة بسيطة وهي أنه طالما أن ما يحرك بينيت هو قمع الفلسطينيين فانه لا يوجد أي مبرر للامساك بيده، حتى لو كان يلف نفسه باقوال معتدلة.

لكن الفلسطينيين لا يهمون أي أحد في اسرائيل. من الجدير التركيز للحظة على المنطق الليبرالي – أو غيابه – كي نعرف عمق الازمة. بينيت حتى لم يكلف نفسه عناء طرح موقف واضح من قضايا مبدئية، التي هي جوهر المعسكر الليبرالي: صفقة اعادة المخطوفين وانهاء الحرب والانقلاب النظامي. واذا تبنينا مقاربة مباشرة اكثر: كيف يمكن أنه في مثل هذا الوضع، الذي فيه كل قضية من هذه القضايا الثلاثة تمس بالمستقبل السياسي وقيم الليبرالية الاساسية، لا بينيت موقف واضح؟ أنا اراهن بأنه يؤيد اجزاء من الانقلاب، وهو ضد الصفقة.

بينيت ليس اقل خطورة من بنيامين نتنياهو، بالضبط لأنه ينجح في اخفاء مواقفه المتطرفة وراء ستار “الوحدة”. قول “أنا لست ضد المتظاهرين في كابلان” و”أن تكره اليسار لا يعتبر موقف يميني”، لم تستهدف التأكيد على الاختلاف الايديولوجي، بل لخلق ربط شعبوي حول الفلسطينيين كعدو. رسائل اليمين المتطرفة يتم نقلها وهي مغلفة بغطاء “الوحدة”. مع ذلك، الحديث يدور عن الشخص الذي جلب اييلت شكيد، وفي ولايته عنف المستوطنين والجيش وصل الى ذروة غير مسبوقة، هذا هو “فارس العقلانية”.

الجديد هو أنه في اسرائيل لا يوجد يسار، بل يوجد فقط خمسين نوع من اليمين.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-27 16:41:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى