هآرتس: حرب سلامة نتنياهو

هآرتس 19/3/2025، عاموس هرئيل: حرب سلامة نتنياهو
إسرائيل خرقت ليلة أمس بشكل متعمد اتفاق وقف اطلاق النار مع حماس بمصادقة أمريكية، لأنها لم ترغب في الوفاء بكل الشروط التي تعهدت بها قبل شهرين. لا توجد طريقة أخرى لتفسير قرار استئناف الحرب في قطاع غزة. حماس هي منظمة إرهابية قاتلة والحرب بدأت بمبادرتها الحصرية عن الهجوم المفاجيء في 7 أكتوبر. ولكن تنكيل حماس النفسي بالمخطوفين وعائلاتهم اثناء دفعات التحرير الأخيرة لا يمكن وصلها كخرق جوهري للاتفاق من ناحيتها. هذه كانت حكومة إسرائيل التي لم تلتزم بالاتفاق عندما لم تكمل في الأسابيع الأخيرة انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، بالأساس من محور فيلادلفيا كما تعهدت. حماس رفضت غض النظر والتقدم في تحرير المخطوفين طبقا لمبادرة الوساطة الجديدة التي طرحها الامريكيون – والمفاوضات علقت.
ردا على ذلك إسرائيل عادت فجر أمس للقتال. في سلسلة هجمات في القطاع قتل حسب بيانات حماس اكثر من 320 فلسطيني، بينهم شخصيات كبيرة في حماس، الذين يعملون في مكاتبها الحكومية في غزة. بعد ذلك، هذا الهجوم يمكن أن يشمل المزيد من الهدمات الكثيفة من الجو، لكن أيضا تطبيق خطة رئيس الأركان الجديد ايال زمير، الدخول الى عملية برية واسعة في القطاع على أمل هزيمة حماس في هذه المرة بشكل نهائي. في نقاشات الاعداد للخطة قال رئيس الأركان إنه من اجل التنفيذ فانه مطلوب عدة فرق، وهذا سيكون مقرون أيضا بتجنيد واسع للاحتياط، الذي للمرة الأولى سيتم في ظروف فيها لا يوجد اجماع حقيقي من قبل الجمهور بشأن عدالة استئناف الحرب. ولكن الكثير مرتبط أيضا بموقف الإدارة الامريكية – هل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيؤيد عملية برية أم أنه سيحاول استئناف المفاوضات من اجل صفقة، من خلال استغلال هجمات إسرائيل للضغط على حماس.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيقول بالتأكيد إنه فقط استئناف الضغط العسكري هو الذي سيمكن من إعادة الـ 59 مخطوف، الاحياء والاموات، من القطاع. ولكن هذا المبرر اصبح لا يساعد منذ فترة طويلة. عمليا، تقريبا 40 مخطوف ماتوا في القطاع في ظروف مختلفة بعد أن تم اختطافهم احياء من أراضي إسرائيل في 7 أكتوبر. استئناف الضغط العسكري يعرض للخطر بشكل واضح المخطوفين الاحياء، وهو يمكن أن يؤدي الى تفاقم آخر في ظروف الأسر غير المحتملة، وفي سيناريو متطرف يمكن حث حماس أيضا على المس ببعضهم كانتقام.
أحد الأمور التي طرحت بشكل واضح في شهادات المخطوفين الذين عادوا في الصفقة في الأشهر الأخيرة هو أن حماس تعودت على تغيير بين حين وآخر أماكن احتجازهم. لم يكن لدى جهاز الامن أي معلومات دقيقة في الوقت الحقيقي عن مكان وجود عدد كبير منهم. المعنى هو أنه لا يمكن إدارة الهجمات من الجو والعملية البرية مع ثقة بأن المخطوفين لن يتضرروا.
قبل يوم من موجة هجمات إسرائيل في القطاع، بدأ هجوم امريكي – بريطاني جديد وكثيف ضد الحوثيين في اليمن. الرئيس الأمريكي ترامب يهدد بانزال ضربة غير مسبوقة عليهم. ولكن مهم بشكل خاص التهديد الصريح الذي وجه لإيران. في احد البيانات قال ترامب إنه سيعتبر كل اطلاق للحوثيين ضد الأمريكيين وكأنه على يد النظام في طهران. هذا التهديد يأتي على خلفية جهود أمريكا لاعادة ايران الى المفاوضات حول وقف المشروع النووي، لكنه يزيد التوتر أيضا في الجبهة العسكرية بينها وبين ايران. بخصوص الحوثيين فانه منذ وقف اطلاق النار في القطاع توقفوا عن اطلاق الصواريخ والمسيرات نحو إسرائيل. الآن من المرجح أن يستأنفوا محاولات الاطلاق نحو البلاد من اجل التعبير عن التماهي مع حماس.
في الطريق الى حرب خالدة
في الخلفية تستمر عملية نتنياهو لاقالة رئيس الشباك رونين بار من منصبه. بأثر رجعي يتبين أنه عندما قام نتنياهو باجراء محادثة الاقالة القصيرة مع بار في مساء يوم الاحد، كانا يعرفان أنه سيكون على الاجندة في القريب قرار استئناف القتال ضد حماس. بار أيضا شارك في المشاورات المقلصة التي اجراها نتنياهو أمس قبل الهجوم من الجو في القطاع. فقط بالنسبة لنتنياهو يمكن أن يكون واقع كهذا. واذا لم تكن له ثقة برئيس الجهاز، كما اعلن، فلماذا يقوم باستدعائه الى لقاءات سرية جدا؟.
إزاء الاشتباه الذي يحقق فيه الشباك مع ثلاثة من مستشاريه حول الحصول على أموال من قطر، كان محظور على نتنياهو القيام بأي عملية بشأن بار. هناك أيضا سبب كبير للخلل في حساباته مع بار. بسبب حقيقة أن التحقيق الداخلي الذي يجريه الجهاز يشمل اتهامات خطيرة ضد نتنياهو بسبب تحويل الأموال القطرية الى حماس. حتى أنه في التحقيق ذكر أن الشباك حذر في حينه رئيس الحكومة من أن جزء من الأموال يتم استغلالها مباشرة للنشاطات الإرهابية. في هذه الاثناء يجب عدم استبعاد إمكانية حدوث سيناريو فيه الحكومة تريد استكمال عملية اقالة بار في الايام القريبة القادمة خلال استئناف الحرب.
العملية الإسرائيلية في القطاع ستبرر بالحاجة الى اخراج المفاوضات من حالة الجمود، وفي نفس الوقت تنفيذ وعد نتنياهو بهزيمة حماس. رغم أن الجداول الزمنية لتحقيق هذين الهدفين غير متزامنة. المخطوفون يمكن أن يموتوا قبل هزيمة حماس، هذا اذا هزمت. ولكن يوجد هنا بالأساس عدة اهداف سياسية مستعجلة، رئيس الحكومة لا يتحدث عنها بصوت مرتفع مثل إعادة ايتمار بن غفير وحزب قوة يهودية الى الحكومة، وهو الهدف الذي تم تحققه بسرعة، وتمرير الميزانية واستقرار الائتلاف. في هذه المرة هذه وبحق حرب سلامة نتنياهو بالضبط، بما في ذلك محاولة حرف انتباه الاعلام عن الاحتجاج المتجدد ضد الحكومة على خلفية نية اقالة بار. يتبين أكثر فأكثر ما كتب هنا في السنة الأخيرة. الهدف الحقيقي الذي يسعى اليه نتنياهو هو الانزلاق بالتدريج الى نظام مع خصائص ديكتاتورية، وأن بقاءه سيحاول ضمانه بواسطة الحفاظ على حرب خالدة في عدة ساحات (ايضا في الفيلم الذي نشره على خلفية محاولته اقالة بار، فان رئيس الحكومة تحدث مرة أخرى عن “حرب على سبع جبهات”). وماذا عن المخطوفين؟ يبدو أنه بالنسبة له هم يمكنهم أن يموتوا في الانفاق مع المعرفة بأنهم ساهموا بدورهم في بقاء حكمه.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-19 15:21:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>