هآرتس: حملة في جنين كفيلة بتغيير وجه الضفة
هآرتس 6/1/2025، جاكي خوري: حملة في جنين كفيلة بتغيير وجه الضفة
النشاطات الكثيفة لاجهزة الامن الفلسطينية في مخيم جنين للاجئين تستمر منذ شهر. صحيح أنه حتى أمس قتل 11 شخص في هذه النشاطات، 6 من رجال اجهزة الامن و5 مدنيين، بينهم صحافية، أب وابنه، الذين قتلوا في نهاية الاسبوع الماضي. حسب الشهادات فانه واحد فقط من المدنيين الذين قتلوا يعتبر من كتيبة جنين، والباقون لا صلة لهم. في الاحداث نشر ايضا عن عدد من المصابين. من المحادثات التي اجرتها “هآرتس” مع سكان في المخيم وفي المدينة فانه لا يوجد أي توقع لانتهاء الازمة، وأي حديث عن تسوية أو صيغة تؤدي الى تهدئة النفوس، لا يتقدم.
في بداية الاحداث كان هناك تخوف من أن التصادم بين الاجهزة الامنية والمسلحين سينزلق الى ساحات اخرى في الضفة الغربية، وبالاساس نابلس وطوباس. ولكن الآن يبدو أنهم في السلطة الفلسطينية نجحوا في اقتصار هذا الحدث على مخيم جنين فقط. مع ذلك، تداعياته ستنعكس على كل الضفة الغربية. “الحدث في جنين هو معركة هامة جدا بالنسبة للسلطة الفلسطينية والاجهزة الامنية، قضية أن تكون أو لا تكون”، قال موظف رفيع في السلطة للصحيفة.
في الاسابيع الاخيرة، حسب قوله، في السلطة وفي الاجهزة الامنية يشعرون بالدعم ويحاولون زيادة الضغط. “المسلحون في مخيم اللاجئين نشروا بيانات ودعوات للجمهور الفلسطيني وطالبون بالخروج الى الشوارع وتأييدهم، لكن الردود كانت محدودة جدا وقليلة”، اوضح الموظف. “الذين خرجوا كانوا بالاساس آباء القتلى من المسلحين، أو اشخاص قلائل ارادوا التعبير عن تأييدهم لهم. ولكن الحديث لا يدور عن احتجاج شعبي، يمكن أن يضغط على الاجهزة الامنية وقيادة السلطة الفلسطينية، لا سيما أبو مازن ومحيطه، من اجل وقف العملية”.
حول اسباب عدم الاستجابة لهذه الدعوات توجد عدة صيغ. فمعارضو السلطة يقولون بأن الاجهزة الامنية، وبالاساس المخابرات، تستخدم الضغط الكبير، جماهيريا واعلاميا، وتهدد كل من يعبر عن دعم والتضامن مع المسلحين.
“حتى الآن يوجد للسلطة، وبالاساس الاجهزة الامنية، قوة، وتوجد سيطرة بمعان كثيرة، وتوجد الأدوات لقمع ومنع الاحتجاج”، قال احد سكان جنين الذي خرج ضد العملية. “لذلك فان كثيرين من الذين عبروا عن الدعم والتماهي وجدوا انفسهم في التحقيق أو حصلوا على تهديدات”. حسب قوله فان النضال ضد المسلحين، اضافة الى العملية، يجري في الشبكات الاجتماعية وفي وسائل الاعلام، التي تعتبر منصة مهمة بالنسبة للمسلحين، وهو الامر الذي أدى الى اغلاق مكاتب “قناة الجزيرة” في الضفة الغربية.
في موازاة ذلك فانهم في قيادة فتح المحلية، وايضا في الضفة، يعملون على تجنيد الرأي العام لتأييد الاجهزة الامنية وقرار السلطة الفلسطينية، من خلال عرض المسلحين كأشخاص يناضلون من اجل اجندات اجنبية أو ذات تداعيات تدميرية على الفلسطينيين في الضفة. هذا ما صرح به في الفترة الاخيرة رئيس المخابرات ماجد فرج في اللقاءات التي عقدها في جنين.
“الجمهور الفلسطيني دائما تماهى مع النضال ومع مقاومة الاحتلال لخلق أفق، وليس ظاهرة استعراضية هي بالاساس اعلامية”، قال احد اعضاء حركة فتح القدامى في جنين ضد المسلحين. وقال ايضا للصحيفة ايضا بأنهم يعملون بدون برنامج سياسي أو استراتيجي، وأنهم يبحثون فقط عن اطلاق النار على قوات الجيش الاسرائيلي التي تدخل الى المدينة أو المخيم، أو اجراء مسيرات وهم ملثمون. هذا لن يؤدي الى أي ضغط سياسي. اسرائيل تستغل ذلك حتى النهاية وتزرع الدمار في مخيمات اللاجئين، المدن والقرى، بدون رد أو اهتمام من قبل المجتمع الدولي”.
مع ذلك فانه يوجد في فتح من خرجوا بشكل علني ضد نشاطات الاجهزة الامنية في جنين، وقالوا بأن السلطة الفلسطينية تطبق اجندة اسرائيل والولايات المتحدة. مؤخرا نشر زكريا الزبيدي وجمال حويل، شخصان رفيعان من فتح ومعتقلان في اسرائيل، نشرا بيان هاجما فيه قرار السلطة. كما قلنا، الزبيدي وآخرون من نشطاء التنظيم سلموا سلاحهم في اتفاق مع قيادة السلطة لاعطاء فرصة للافق السياسي، الذي لم يعد قائم. “المشكلة الحقيقية هي أن عدم الأمل وغياب أي افق سياسي في ظل حكومة يمينية في اسرائيل، التي دفنت اتفاق اوسلو وخرقت القوانين الدولية وتخطط لعملية الضم بدون أي امكانية للسلطة للرد”، كتب الزبيدي وحويل، ” المشكلة ليست في المقاومة، بل بمن اقتنعوا بأنه سيكون لهم دور بعد تصفيتها، والذين اقتنعوا بأن الامريكيين والاسرائيليين سيعطونهم حكم ودولة”.
نقطة اخرى تتعلق بالخوف في جنين وفي كل الضفة الغربية هي أن الدمار في قطاع غزة سيتكرر في مناطقهم. هذه الرؤية يؤمن بها كثير من رجال الاعمال والتجار، الذين مكانتهم في المجتمع الفلسطيني تتعزز هي وثقلهم في استخدام الضغط على السلطة الفلسطينية وعلى الفصائل. هذا الضغط بارز في نابلس، ورجال الاعمال لهم وزن ايضا في مناطق اخرى مثل الخليل، هذا الامر يمنع تمدد الاحتجاج وزيادة ضغط المسلحين في هذه المناطق.
على خلفية ذلك فانه بالنسبة للسلطة الفلسطينية، التي تحصل على دعم رجال الاعمال، فان المعركة في جنين يمكن أن تكون علامة واضحة على ضمان السيطرة في الضفة وايضا المدخل مستقبلا لقطاع غزة. هذا في حين أن من يعارضون العمليات في جنين يقولون بأنهم في السلطة الفلسطينية يفقدون الشرعية، وأن الشجار الداخلي الفلسطيني لن يؤدي الى أي أفق، بل الى انهيارها القريب.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-06 14:46:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>