عين على العدو

هآرتس: خطة المراحل لنتنياهو

هآرتس – عاموس هرئيل – 24/2/2025 خطة المراحل لنتنياهو

ترجمة مصطفى ابراهيم

مناورات الحرب النفسية لحماس تم الرد عليها في منتهى السبت بشكل شديد من قبل اسرائيل. اطلاق سراح الـ 602 اسير فلسطيني، الذي كان مخطط له، مقابل تحرير ستة من المخطوفين الاسرائيليين صباح يوم السبت، تم تجميده. القرار تم اتخاذه ردا على ما وصف في اعلان مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بـ “خروقات متكررة لحماس، بما في ذلك المراسم المهينة لكرامة المخطوفين”. في الخلفية كانت هناك احداث اخرى مثل توثيق احضار مخطوفين لمشاهدة اطلاق سراح ثلاثة من اصدقائهم واعادة جثة امرأة فلسطينية بدل جثة شيري بيباس، وسلسلة التفجيرات في الحافلات في تل ابيب الكبرى مساء يوم الخميس.

قرار اسرائيل تم اتخاذه، كما نشر المراسل براك ربيد في موقع “اكسيوس”، بعد جلستي نقاشات. في الجلسة الاولى بمشاركة نتنياهو وكبار قادة جهاز الامن، اوصى كبار قادة جهاز الامن بالامتناع عن تأخير اطلاق سراح السجناء خوفا من أن تقوم حماس كرد على ذلك بتأخير اعادة الجثث الاربعة الاخيرة للمخطوفين في اطار المرحلة الاولى للصفقة، المخطط لها في يوم الخميس القادم. وبعد ذلك قام نتنياهو بعقد جلسة مشاورات مع عدد قليل من الوزراء بدون اشراك المهنيين، قرر فيها تجميد اطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.

حماس قدمت شكوى لدول الوساطة، لكنهم في اسرائيل ما زالوا يقدرون أنه يمكن حل الازمة حتى يوم الخميس. الصعوبة الكبيرة تكمن في ما سيأتي بعد ذلك. في يوم السبت القادم الجيش الاسرائيلي سيبدأ، في اطار صفقة التبادل، في اخلاء محور فيلادلفيا، الخطوة التي نتنياهو غير معني بتنفيذها. ومن المؤكد أنه سيحاول تمديد المرحلة الاولى من خلال نبضات فرعية صغيرة لتحرير عدد قليل من المخطوفين مقابل بضع مئات من السجناء الفلسطينيين. اسرائيل تطمح الى تبكير اطلاق سراح عدد من المخطوفين، الذين نشر أن حالتهم الصحية خطيرة بشكل خاص. في الخلفية ستكون محاولة لتمديد وقف اطلاق النار في شهر رمضان الذي سيبدأ في نهاية الشهر أو بداية الشهر القادم. هذا الامر سيتم حسمه وفقا لمواقف الادارة الامريكية.

ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الامريكي الى المنطقة، قال أمس لشبكة “سي.ان.ان” بأن الادارة الامريكية تتوقع تنفيذ المرحلة الثانية في الصفقة، ولكن من اجل ذلك يجب تمديد المرحلة الاولى. ويتكوف قال ايضا بأنه سيصل الى المنطقة بعد غد من اجل علاج ذلك. “أنا اعتقد أنه يوجد لنتنياهو دوافع لتحرير المزيد من المخطوفين”، قال. “توجد له خطوط حمراء، وهي عدم مشاركة حماس في الحكم في غزة. هو سيحاول الحصول على رد على الأمرين”. هنا يوجد اختيار مهم للصياغة. عندما يصف ويتكوف طلب نتنياهو بأنه رفض لاشراك حماس في الحكم، فان هذا طلب يمكن لحماس بطريقة معينة التعايش معه، خلافا لوعود نتنياهو بالقضاء عليها وتفكيكها كليا.

ادعاء اسرائيل بأن الخاطفين الفلسطينيين من اعضاء منظمة “سادة اليباب” قاموا بقتل طفلي عائلة بيباس كفير واريئيل، يعتمد على نتائج الفحص في معهد الطب الشرعي وعلى المعلومات الاستخبارية. المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، العميد دانييل هاجري، نشر بيان حول ذلك في نهاية الاسبوع بالتنسيق مع الأب يردين بيباس الذي عاد من الاسر. في جهاز الامن يقولون  إن الخطأ في اعادة جثة شيري بيباس نبع من خطأ لحماس، وحسب معرفتنا فانه لم يكن جزء من مناورة متعمدة. قيادة حماس في القطاع اصيبت بالاحراج عندما تم الكشف عن هذا الخلط فقامت بالاسراع في اعادة الجثة الصحيحة. الاعلان عن ذلك تم نقله الى قناة “الجزيرة”، المقربة من حماس، كي يتم نقله الى اسرائيل حتى قبل وصوله الى دول الوساطة.

في هذه الاثناء في الحكومة والجيش ينشرون بيانات متشددة، ايضا في موضوع الضفة الغربية، التي خرج منها حسب الاشتباه واضعي العبوات في الحافلات في مركز البلاد. بعد يومين على زيارة نتنياهو الخاطفة في طولكرم اصدر وزير الدفاع اسرائيل كاتس بيان تفاخر فيه بأن 40 ألف فلسطيني “تم اخلاءهم حتى الآن” من مخيمات اللاجئين في شمال الضفة، وقال “أنا اصدرت تعليمات للجيش بالاستعداد لتواجد طويل في المخيمات وعدم السماح بعودة سكانها وعودة الارهاب للنمو”. المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي اعلن عن “تعزيز القوات في العملية، تشمل وحدات مشاة وسرية دبابات”. في مواقع وسائل الاعلام المتماهية مع اليمين تحمسوا من نشر الدبابات في المنطقة، “للمرة الاولى منذ عملية السور الواقي في 2002″، ولم يتوقفوا عند مسألة كم عدد الدبابات في السرية (ذات مرة كانت ثلاث دبابات والآن دبابتين).

تهديد جديد

في بيروت شارك أمس عشرات آلاف الاشخاص في جنازة حسن نصر الله، تقريبا بعد خمسة اشهر على اغتياله من قبل اسرائيل. اثناء الجنازة حلقت طائرات حربية اسرائيلية بارتفاع منخفض فوق المدينة. في موازاة ذلك قصف سلاح الجو الاسرائيلي اهداف لحزب الله في بعلبك في البقاع اللبناني واهداف في جنوب لبنان، بذريعة أنه تم تشخيص نشاطات عسكرية هناك.

الجنازة تم اخراجها كما هو متوقع كاستعراض قوة لحزب الله بعد الهزيمة النكراء في الحرب ضد اسرائيل في الخريف الماضي. ولكن رغم مشاركة الجمهور والخطابات التي وعدت بالانتقام في المستقبل من اسرائيل، إلا أن وضع حزب الله في الجبهة الداخلية معقد وصعب. رئيس لبنان الجديد جوزيف عون قال أمس في لقاء مع وفد ايراني في بيروت بأن دولته “تعبت من حرب لآخرين”، واضاف “لبنان دفع ثمنا باهظا جدا من اجل القضية الفلسطينية”.

في 18 شباط قلص الجيش الاسرائيلي تواجده في جنوب لبنان وفقا لاتفاق وقف اطلاق النار، وجمع القوات المتبقية في خمسة مواقع قرب الحدود داخل لبنان. ولكن اسرائيل انحرفت عن الاتفاق، وحتى الآن امتنعت عن الانسحاب الكامل، رغم الوعد بذلك. حتى الآن عدد السكان الذين عادوا الى القرى الشيعية في الجنوب ضئيل جدا. في الجيش الاسرائيلي يقدرون أنهم ينتظرون اتضاح صورة الوضع على طول الحدود. الاضرار في القرى الشيعية شديدة وستكون هناك حاجة الى فترة طويلة لاخلاء الانقاض هناك. في اسرائيل يثمنون نشاطات الجيش اللبناني في الجنوب ويقولون إنه حدث تحسن واضح عليه، بما في ذلك الاستعداد لمطالبة حزب الله باخلاء رجاله من القرى الموجودة في جنوب نهر الليطاني. العلاقة مع الجيش الامريكي من اجل تطبيق الاتفاق وثيقة جدا. في المقابل، دور قوة الامم المتحدة، اليونفيل، في الاتفاق الجديد هو دور هامشي جدا.

رئيس الحكومة يبدو أنه مصمم على اشعال النار في اكبر عدد من الجبهات. ففي احتفال انتهاء دورة لضباط المشاة أمس اطلق نتنياهو تهديد جديد نسبيا. هذه المرة الجبهة السورية. فقد اعلن بأن اسرائيل لن تسمح للجيش السوري في اطاره الحالي بدخول المنطقة جنوب دمشق، وستطلب نزع كامل لسلاح قوات الجيش هناك. هذا يحدث استمرارا للقرار الاسرائيلي الذي في كانون الاول الماضي، اقامة خط من المواقع في هضبة الجولان السورية والسيطرة على قمة جبل الشيخ السوري. النظام الجديد وبحق يحافظ على مسافة من خط الحدود مع اسرائيل، ومحاولات كثيرة للاقتراب تم صدها باطلاق نار تحذيرية من الطرف الاسرائيلي. ولكن مشكوك فيه اذا كان الجيش الاسرائيلي قد نفذ حتى الآن بالقوة نزع كامل للسلاح في المنطقة جنوب دمشق. نتنياهو يزيد مبلغ المراهنة ايضا في هذه الساحة.

كان يمكن ايجاد في اقوال رئيس الاركان التارك لدغة اخرى للمستوى السياسي، الذي سيجسد في الاسبوع القادم خطته للتخلص من هليفي. فقد حذر هليفي من “الخيول منفلتة العقال التي تنطلق بدون تمييز أو هدف دقيق”، في اشارة واضحة على الطريقة التي يقوم فيها نتنياهو بترقية ضباط هجوميين. هليفي ايضا سعى الى تأكيد الحاجة الى التجنيد الجماعي للحريديين في الجيش، في الوقت الذي فيه الاثنان اللذان يقفان الى جانبه على المنصة، نتنياهو وكاتس، يتآمران من اجل تمرير قانون الاعفاء من الخدمة، الذي يعفي الحريديين كليا من أي لمس خطير للزي العسكري.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-24 17:26:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى