هآرتس: رون ديرمر، مندوب نتنياهو المخلص للمفاوضات

هآرتس 20/2/2025، يوسي ميلمان: رون ديرمر، مندوب نتنياهو المخلص للمفاوضات
قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عزل دافيد برنياع، رونين بار ونيتسان الون، من اجراء المفاوضات حول صفقة المخطوفين، وتعيين وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر كرئيس لطاقم المفاوضات، هو قرار صارم ولا يحترم، وحتى أنه مهين، لكنه بالتأكيد معقول.
عند اعادة الاربعة جثامين اليوم والمخطوفين الستة الاحياء في يوم السبت القادم، والمخطوفين الاربعة االاخيرين في الاسبوع القادم، ستنتهي بالفعل المرحلة الاولى في الاتفاق مع حماس. هذه كانت مرحلة في جوهرها حملت طابع أمني – تنفيذي، وتناولت قضايا تشكيل قوائم المخطوفين والمخربين الذين سيتم اطلاق سراحهم، مع استخدام العلاقات الاستخبارية بين الموساد والشباك وبين نظرائهم الامريكيين والمصريين والقطريين.
المرحلتان القادمتان، حتى تحرير الـ 59 مخطوف من انفاق حماس والذين بينهم حسب تقدير الاستخبارات الاسرائيلية تقريبا 35 مخطوف ليسوا على قيد الحياة، ستحمل طابع سياسي. المستوى التنفيذي الذي اجرى حتى الآن المفاوضات برئاسة برنياع، بار والون، الذي ترأس ادارة الجهود الاستخبارية في موضوع الاسرى والمخطوفين، شعر في الحقيقة أنه مبعد ومهان، وأنه بمثابة “الزنجي الذي فعل ما يجب عليه فعله”.
لكن كان يجب عليهم معرفة منذ فترة طويلة بأن تأثيرهم على رئيس الحكومة هامشي. فقد حاولوا خلال 16 شهر التأثير على نتنياهو من اجل تحرير المخطوفين. نتنياهو استخف بهم في الجلسات، غضب منهم، طرق على الطاولة وقيد صلاحياتهم، قزم مهماتهم واطلق عليهم “متملقون”. بار اطلق عليه “موظف”. جهات رفيعة سابقة في الموساد والشباك نصحوهم قبل فترة طويلة بالاعلان أنه لا يمكنهم القيام بدورهم لأن رئيس الحكومة تقريبا لا يأخذ رأيهم ولا يستجيب لنصائحهم.
هم عرفوا مرة تلو الاخرى بأن نتنياهو يجعلهم اضحوكة ويضع العقبات امامهم. كلما اقتربت المفاوضات من النضوج كان نتنياهو يخترع ذريعة جديدة ويضع شروط مسبقة، التي احبطت جهود تحرير المخطوفين وانهاء الحرب. هم عرفوا أن اعتباراته ليست في صالح الدولة، بل تحركها دوافع شخصية وسياسية لمنع تفكيك حكومته والتمسك بالكرسي.
العميد (احتياط) اورن سيتر، الذي شغل عدة مناصب في جهاز الاستخبارات وكان نائب الون، قال بشكل صريح في مقابلة اجراها في يوم السبت الماضي مع القناة 12 بأنه بسبب سلوك نتنياهو والحكومة لم يتم تحرير مخطوفين مرتين على الاقل في السنة الماضية.
هكذا هو كرر ما قاله وزير الدفاع السابق يوآف غالنت، الذي اتهم نتنياهو بافشال المفاوضات واطالة مدة الحرب على حساب قتل الرهائن وعشرات الجنود. نحن نذكر أن نتنياهو قام باقالة غالنت بدون أن يرمش له جفن.
سيتر ترك الخدمة قبل اربعة اشهر بعد أن قرر أنه غير مستعد للتمثيل في مسرح الدمى الذي يمسك فيه نتنياهو بخيوطها. برنياع وبار والون داسوا على كرامتهم بسبب المسؤولية عن المخطوفين وعائلاتهم، وبسبب تمسكهم بقيم الدولة، فقد قرروا البقاء والاستمرار في المهمة التي لا يوجد ما هو أكثر اهمية منها الآن في اسرائيل.
الوزير ديرمر هو في نهاية المطاف مراسل نتنياهو. فهو ليست له تجربة عملياتية ولم يخدم في الجيش ومعرفته بالمجتمع الاسرائيلي محدودة. هو ولد في الولايات المتحدة وتعلم فيها، وشقيقه ووالده كانا رؤساء بلدية ميامي بيتش، بالذات عن الحزب الديمقراطي. ديرمر كان كاتب خطابات ومستشار سياسي وسفير اسرائيل في الولايات المتحدة لثماني سنوات، حتى العام 2021. جذوره مغروسة في امريكا أكثر مما هي في الواقع الاسرائيلي. نتنياهو يقدر مواهبه ومعرفته بالولايات المتحدة، وقد اختاره للوقوف في الجبهة امام ادارة الرئيس ترامب، وفي الاتصالات حول مواصلة المفاوضات لتحرير جميع المخطوفين وطرد حماس من غزة. ولكن محظور نسيان أن ديرمر هو نتاج للمحافظة الامريكية القديمة. مثلما معسكر بيبي حل محل حزب الليكود في اسرائيل. هكذا فان الترامبية تطرد رجال الحزب الديمقراطي التقليدي، ومن غير المؤكد أن مواهب ومعرفة ديرمر ستساعد.
لذلك، من المرجح اكثر الافتراض بأن ديرمر لن تكون له صلاحيات، وهو سيستخدم فقط كانبوب لنقل الرسائل. عمليا، العلاقة المباشرة ستكون بين نتنياهو وستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الاوسط، الذي تبين أنه وبحق يريد اعادة جميع المخطوفين. وقد فرض على نتنياهو انهاء المرحلة الاولى في الاتفاق وأجبره على البدء في التفاوض على المرحلة الثانية، التي تهدف ايضا الى ايجاد حل لغزة وانهاء الحرب.
هذه عملية سياسية – استراتيجية، لا تنعكس فقط على اسرائيل والفلسطينيين، بل ايضا على السعودية، مصر، الاردن وكل العالم العربي. من هذه الناحية ديرمر بصفته حامل ادوات نتنياهو فهو مناسب اكثر لهذه المهمة من رؤساء جهاز الامن.
في كل الحالات، من اجل الجوانب التنفيذية للمفاوضات يستطيع ديرمر الاستعانة بـ د.، رئيس القسم العالمي في الموساد، وم. الذي كان حتى الفترة الاخيرة نائب رئيس الشباك، وبناء على طلب رونين بار تم ضمه للمحاديات.
نتنياهو، الذي يفعل كل ما في استطاعته للتخلص في اسرع وقت من بار، يضع م.، الذي كبار قادة الشباك يمدحون تمسكه بالقيم الرسمية، في نوع من المهمة الفاحصة: اذا تصرفت بشكل جيد فربما سأقوم بتعيينك في منصب رئيس الشباك القادم.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-20 15:37:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>